كتبت - أماني موسى
ألتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، مع رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، وبعد لقاء دام ساعتين قال نتنياهو : بحثت مع البرهان سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين.
شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب!
من جانبها أكدت الحكومة في السودان بأنها لم تكن على علم بهذه المبادرة والبرهان أطلع المجلس السيادي على ملابسات اجتماعه مع نتنياهو، واليوم أكدت السودان أنهم قاموا بالتطبيع مع إسرائيل.. ولكن هل هناك علاقة بين تطبيع السودان مع إسرائيل وشطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
حكومة البشير تستخدم الإسلاميين لرفض التطبيع رغم أنه لهث وراء نتنياهو للقاءه في 2016
من جانبه قال عبد الواحد محمد أحمد، مؤسس حركة جيش تحرير السودان، الشعب السوداني يحتاج إلى الصراحة وعدم الكذب والمزايدة، فحكومة البشير تشن علينا هجومها باستخدام الإسلاميين، والجميع وحتى الإسلاميين يعلمون أن البشير كان يلهث وراء إسرائيل وأن نتنياهو رفض أن يقابله في أديس أبابا في 2016 لأنه مطلوب في المحكمة الجنائية الدولية.
رفض التطبيع مع إسرائيل مزايدات سياسية لا علاقة لها بالواقع
وشدد في لقاءه مع قناة فرانس 24، ما يحدث من رفض لتطبيع السودان العلاقات مع إسرائيل هي مجرد مزايدات سياسية لا علاقة لها بالواقع وحال البلد، حكومة البرهان والحكومة نحن كشعب نعترف بهم.
نحن ضد الكراهية لأي أحد
وأوضح أن هناك بعض التيارات اختطفوا المشهد السياسي في السودان، وفيما يختص بالتطبيع مع إسرائيل فنحن كحركة تحرير السودان نرى أنه لا مشكلة في ذلك، ونحن ضد الكراهية والعنصرية أينما كانت، وإسرائيل أخذت لاجئين سودانيين وظفتهم ووفرت لهم حياة، والصفوة السودانية بمزايدة شديدة لم يتكلموا عن معاناة الشعب السوداني.
نؤيد وجود دولتين يعيشوا في سلام
وتابع، نحن مع التطبيع منذ سنوات، وفي عام 2007 أعلنت هذا صراحة، وهذا يمثل دعم للفلسطينيين، إذ سيعيشوا كدولتين متجاورتين في سلام وأمان.
محمد تورشين: التطبيع مع إسرائيل يؤسس لدولة ديكتاتورية
وعلى الجانب الآخر، قال محمد تورشين، أستاذ العلوم السياسية، أن الشعب السوداني الآن منقسم ما بين مؤيد ومعارض للتطبيع مع إسرائيل، فالصفوة توافق عليه بينما يرفضه معظم الشعب السوداني، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل التطبيع يقدم خيرًا للشعب السوداني؟ ونحن نرى أن التطبيع مع إسرائيل هو تأسيس نظام ديكتاتوري بالسودان بمساعدة مصر والإمارات وتشجيعهم على هذه الخطوة.
البشير دعم الإرهاب وارتكب مجازر بالسودان
وتابع أن نظام البشير مارس عدة مخالفات ودعم الإرهاب بالسودان، بالإضافة إلى ارتكاب العديد من المجازر بحث السودانيين.
إسرائيل دولة كبيرة وعلينا إقامة علاقات جيدة معها
وقال الصحفي مصعب يوسف، أنه من غير الصحيح ترديد نفس دعاية النظام السوداني السابق بأن الرافضين للتطبيع مع إسرائيل هم أناس متآمرين، إسرائيل دولة من دول المنطقة وإقامة علاقات جيدة مع إسرائيل فقط من أجل إقامة علاقات جيدة مع دولة في محطينا الإقليمي، بالإضافة إلى أن إسرائيل دولة كبيرة ولها مكانتها وقدراتها وأثبتت وجودها وأنها الدولة الديمقراطية الموجودة بالمنطقة.
نحن غير مطالبين أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم
مشددًا، التطبيع مع إسرائيل أمر عادي جدًا ومرغوب، وكثير من الشباب يؤيدون هذا التطبيع، لما لا؟ نحن غير مطالبين أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؟ وهم يقميمون أيضًا علاقات مع إسرائيل.
التطبيع يعكس دولة مؤسسات وليست دولة أهواء شخصية
وأكد عبد الواحد محمد أحمد، مؤسس حركة جيش تحرير السودان، أن الصفوة السودانية عملت منذ سنوات على تصوير إسرائيل بأنها العدو، ولكن هذا وفق منظورهم هم، ويلهون أعيننا بعداوة لن نجني منها شيء، نحن كسودانيين نريد أن دولتنا تتطور ونؤسس مؤسسات تنمموية وسياسية وتدير تنوعنا، ودولة المواطنة التي تقيم علاقات جيدة مع دول الجوار، وكفى صناعة شماعات لتعليق فشلهم.
واستطرد، الذي يقول ما فائدة التطبيع مع إسرائيل أقول له وما فائدة التطبيع مع أمريكا أو أي دولة أخرى، مشددًا على ضرورة وجود علاقات طيبة بين الدول لبناء دول مؤسسات حقيقية وليست دول تدار بالأهواء الشخصية.
الذين صرخوا لقتل الأطفال في غزة لم يقوموا بمظاهرة واحدة لرفض الإبادة العرقية لسكان دارفور
وشدد، أنا لست محامي لإسرائيل بل محامي لبلدي وشعبنا السوداني، ومصالح السودان تتطلب التطبيع وتحسين العلاقات مع كل دول الجوار، بما ينعكس إيجابًا على الداخل السوداني في الصحة والتعليم والثقافة وغيرها، وأتعجب من المناضلين السودانيين الذين ينددون بقتل الأطفال في غزة بينما تقتل الأطفال وتقام مذابح في دارفور ولا أحد يتكلم؟!! فهناك إبادة عرقية في دارفور والحكومة كلها مطلوبة في قضايا إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهذه الأحزاب المزايدة الرافضة للتطبيع لم تخرج في مظاهرة واحدة للمطالبة بحق الحياة لأبناء شعبهم بدارفور.