أحيت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، أمس الاثنين، اليوم العالمي للبقول 2020، تحت شعار "البروتينات النباتية من أجل مستقبل مستدام"، حيث يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية البقول لتوفير البروتين لنسبة كبيرة من سكان العالم التي تلبي احتياجاتهم من البروتين مع المنتجات النباتية والدور المهم الذي تلعبه البقوليات لتحسين استدامة النظم الغذائية.
 
استهلاك الناس للبقول مستمر منذ 10 آلاف سنة
وتوضح المنظمة، أن استهلاك الناس للبقول مستمر منذ 10 آلاف سنة على الأقل، وهي من بين الأطعمة الأكثر استخداماً على نطاق واسع في العالم، حيث توفر البروتين والألياف، وهي مصدر كبير للفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك والماغنيسيوم.
 
وتعد البقول، وهي مجموعة فرعية من البقوليات، من أنواع النباتات القرنية المعروفة باسم القطانيات التي تنتج البذور الصالحة للأكل، والمستخدمة للاستهلاك البشري والحيواني، ولا تدرج في صنف البقول إلا البقوليات التي تم حصادها لتصبح حبوباً جافة ولا تعتبر أنواع البقوليات بقولاً عندما تستخدم بوصفها خضراوات مثل البازلاء الخضراء والفاصوليا الخضراء، ولاستخراج الزيوت مثل فول الصويا والفول السوداني، ولأغراض الزراعة مثل البرسيم والبرسيم الحجازي، وتشمل بعض أنواع البقول الأكثر استهلاكا البقوليات المجففة من قبيل الفاصوليا الحمراء والفاصوليا البحرية والفول والحمص والبازلاء المجففة أو المقسمة، اللوبيا الشعاعية، اللوبيا الظفرية، البازلاء السوداء، وعدة أصناف من العدس.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2018 القرار رقم 73 - 251، بناء علي توصية من منظمة "الفاو" باعتبار يوم 10 فبراير يوما عالميا للبقول.
 
وينمو الاهتمام في البقوليات بسرعة في العالم، حيث نتوقع نمو الاستهلاك في أسواق جديدة، بدأ تزايد عدد الناس الذين يأكلون البقوليات بدلاً من اللحوم، ويميل الناس إلى تغيير مصادر البروتين بسبب مخاوف بيئية أو حب الحيوانات، وفي البلدان المتقدمة يتزايد عدد الأشخاص النباتيين أو المفضلين للنباتات.
 
الهند هي أهم مستهلك ومستورد للبقوليات
وتعتبر الهند هي أهم مستهلك ومستورد للبقوليات، وهي الثانية في العالم من حيث الإنتاج، وتستورد الهند من 30 دولة، في مقدمتها ميانمار،كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، أستراليا، أوكرانيا وتنزانيا، وبالإضافة إلى أن الأسواق الجديدة ستلعب دورا رئيسيا، فإن التوجه الحالي جدير بالذكر، وتدرك الحكومات والمنظمات الصحية في جميع أنحاء العالم القيمة الغذائية للبقوليات وتوصي بتناولها كجزء من نظام غذائي صحي.
 
وانخفضت كمية الفاصولياء المجففة من 45 إلى 39% بين البقوليات، ولم تتغير معدلات إنتاج البازلاء والعدس الأخضر كثيراً وكانت حوالي 24% و11% على التوالي، وفي موسم 2015 - 2016، بلغ إجمالي إنتاج البقوليات في العالم 50 مليون طن وتجاوز 54 مليون طن في العام التالي، وبلغ الإنتاج 57.5 مليون طن عام 2017، وتجاوز 54 مليون طن هذا الموسم 2018.
 
ويعزى الانخفاض الجزئي في الإنتاج إلى انخفاض الأسعار عالميا ومن التدابير المتخذة لدعم المنتج المحلي في البلدان المستوردة، فعلى سبيل المثال، فرضت الحكومة الهندية في الموسم الماضي رسوما بنسبة 50% على واردات البازلاء، 60% على الحمص و30% على العدس الأخضر.
 
تبلغ قيمة التجارة العالمية بالحبوب 416 مليون طن
من المتوقع أن تبلغ قيمة التجارة العالمية بالحبوب 416 مليون طن في الموسم 2019 - 2020، أي بزيادة طفيفة عن توقعات الشهر الماضي وأعلى بنسبة 1.1% (أو ما يقارب 4.5 مليون طن) عن مستواها المسجل في الموسم 2018 - 2019.
 
واتفقت المنظمة والاتحاد العالمي للبقول على عقد شراكة لمدة 3 سنوات لتشجيع زراعة الأغذية مثل العدس والفاصوليا الجافة والبازلاء الجافة والحمص وتشجيعها والترويج لقيمتها الغذائية العالية، وتهدف الشراكة بين الفاو والاتحاد العالمي للبقول إلى الاستجابة للحاجة الملحة المتمثلة في سد الفجوة الكبيرة بين الغلة المحتملة والغلة الفعلية، وهي الفجوة التي تعاني منها العديد من مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة.
وقالت سيندي براون رئيسة مجلس إدارة الاتحاد العالمي للبقول، الذي يضم 24 جمعية وطنية بالإضافة إلى 600 عضو في القطاع الخاص، إن الاتفاقية توفر إطاراً للفاو والاتحاد العالمي للبقول لإظهار دورهما الريادي في تطوير قطاع البقول العالمي، وأضافت أن محاصيل البقول أدوات قوية يمكن أن تساعدنا في التصدي للتغيرات المناخية في القرن الحادي والعشرين، وتمثل هذه المحاصيل الغذائية مصدراً حيوياً للدخل للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، كما تعد جزءاً مهماً من النظم الزراعية المستدامة اللازمة لإنتاج ما يكفي من الأطعمة الصحية والمغذية لعيش سكان العالم الآخذ عددهم بالازدياد.
 
وبالنسبة للفاو، تبني هذه الشراكة الجديدة على نجاح التعاون مع السنة الدولية للبقول التي تم الاحتفال بها في عام 2016، والتي أصبح الاتحاد العالمي للبقول الجهة المانحة الرئيسية لها، وتهدف هذه الشراكة إلى الانتقال من أنشطة المناصرة للبقول إلى تنفيذ إجراءات ميدانية بما في ذلك برنامج تجريبي في بوركينا فاسو واستكشاف وسائل لاستغلال سلاسل القيمة لمنتجات مثل حبوب اللوبيا والفاصوليا.
 
وقال دانييل جوستافسون، نائب مدير عام الفاو للبرامج، إن الطريقة التي يتم بها إنتاج الغذاء وتحويله وإيصاله واستهلاكه ستكون أساسية في تحقيق عدد كبير من أهداف التنمية المستدامة وكذلك توليد مستويات كافية من العمالة والدخل في المجتمعات الريفية. وسيتعاون الفاو والاتحاد العالمي للبقوليات، على اختيار 3 فرص استثمارية على الأقل تشمل كل منها ما لا يقل عن 1000 من أصحاب الحيازات الصغيرة وعرض الخطة على المستثمرين المحتملين، ولدعم ذلك، ستجري الفاو تحليلات لسلسلة القيمة باستخدام برنامجها أجرينفست AgrInvest# # في بلدان محددة