محمد حسين يونس
أسكن منذ نصف قرن في مدينة نصر .. قبل أن نصبح مائة مليون مواطن يعيشون علي أرض مصر ..و تكتظ القاهرة بالبشر .. و تتفاقم مشاكلهم .. من تلوث بصرى و سمعي ..و تراكم للقمامة و تحول الهواء إلي غازات عوادم سيارات و موتسيكلات .
و مع ذلك .. و رغم فتونه رجال الحي ( من الضباط ) و إستيلاءهم علي الحديقة المركزية ليحولوها إلي جراج لمعداتهم .. و رغم القهاوى التي أنشئت علي المسطحات الخضراء .. و تقاعس مسئولي الحي عن تغير الموقف .. فلقد كنا راضين .. بحكم التعود التدريجي علي القبح ..
حتي حلت في الجوار معدات المقاولون العرب .. و فرد صدر الضباط الذين يشرفون علي إنشاء كوبريين يعبران الأوتوستراد عند تقاطعه.. مع شارعي يوسف عباس و الطيران ..
فوضي غير متحكم فيها .. و جهل بطرق الإنشاء بحيث يكسرون كل يوم إما ماسورة مياة .. و يغرقون الشوارع المحيطة و يتسببون في زحام قاتل .. أو كابلات الكهرباء .. فيقطعونها عن السكان .. أو يدمرون الأرصفة و الخضرة .. أو يزعجون السكان بأصوات المعدات التي تعمل في أوقات غير مناسبة .
لقد تحولت المنطقة لسيرك و لحقت بأختها مصر الجديدة .. و لعل سيداتنا اللائي يضعن (( تسلم الأيادى )) ..و (( فركة كعب )) علي تليفوناتهن .. يكن سعداء .
لا أعرف بالضبط ما هي أسباب تلك الهوجة التي حلت علي مصر لإنشاء كل هذه الكبارى .. و التي هي ليست أفضل الحلول التخطيطية .. و هل لدينا فائض أموال ننفقها علي هذا السخف المكلف .. و هل هناك (ماستر بلان ) لعمليات التجميل هذة التي لا تنتهي .. نطلع علية .. يمكن نقتنع ... حيرتوني الله يحيركم .. يا بعدا .