كتب - أحمد المختار
تَحِلُ اليوم " 18 فبراير 1546 " ذكري رحيل الألماني " مارتن لوثر " ، و الذي يعد أشهر مُصلح ديني في العصور الوسطي ، و هو الذي تسبب في هز عرش الكنيسة " الكاثوليكية " و أعلن وجود " البروتستانت " ، و نستعرض هنا أبرز ملامح حياته و منها :
ولد " مارتن " فى يوم " 10 نوفمبر 1483 " بمدينة " أيسلبن " التي تُعد ضمن دولة " ألمانيا " حالياً ، حيث كانت خاضعة في ذلك التوقيت تحت سيادة الإمبراطورية الرومانية ، و جري تعميده فى اليوم التالي لمولده بالتزامن مع عيد " القديس مارتن " .
انتقل " مارتن " مع عائلته إلي مدينة " مانسفيلد " فى عام " 1484 " ، و قام والده " هانز " ، و الذي اشتهر بطموحه باستئجار منجماً للنحاس ، و تقلد منصب ممثل المدينة في المجلس المحلي بجانب ثلاثة آخرين .
رغب والد " مارتن " في أن يصير ابنه الأكبر محامياً ، و لذلك ألحقه بإحدى المدارس اللاتينيّة فى " مانسفيلد " ، ثم إلى مدينة " ماجديبرج " عام " 1497 " ، ليكون تحت أعين الرهبان و يتعلم أسس الحياة المشتركة ، و انتقل بعد ذلك إلي مدينة " ايزنباخ " عام " 1498 " ، و كانت السمة المشتركة في هذه المدارس تركيزها علي " الفنون الثلاثة " أي " النحو و البلاغة و المنطق " .
و دخل مارتن جامعة " ايرفورت " في عام " 1501 " ، و حصل علي الماجستير عام " 1505 " ، و التي اعتبرها فيما بعد حس وصفه بأنها " حانة للجعة و بيت للدعارة " ، إلا أنه عقب التحاقه بكلية " الحقوق " بدأ يتسرب من الدراسة ، معتبراً أن القانون يمثل عدم اليقين ، مُركزاً اهتمامه نحو " اللاهوت و الفلسفة " .
و بعد نزول صاعقة بالقرب منه نتيجة عاصفة رعدية في يوم " 2 يوليو عام 1505 " أثناء عودته من الجامعة إلي المنزل و كان حينها علي ظهر الخيل ، صرخ و أعلن في حالة نجاته سيصير " راهباً " و تعهد بعدم فسخ النذر ، و هو ما قرره بعد ذلك " مارتن " لوثر" بالانخراط فى الرهبنة ، و هناك أقاويل أن وفاة اثنين من أصدقائه و حزنه عليهما ، هما ما دفعا به إلي الانخراط فى سلك الرهبنة .
و قرر " لوثر " ترك كلية القانون و باع كتبه الدراسية فى يوم " 17 يوليو 1505 " ، و دخل دير الرهبنة " الأوغسطينية " ، مما أدي إلي سخط والده من تصرفه .