محمد حسين يونس
بالأمس نمت إثني عشر ساعة .. من الثالثة و النصف بعد الظهر .. حتي الثالثة و النصف صباحا .. تخللها إستيقاظ مرتين واحدة لتناول الأدوية .. والأخرى لتفريغ المثانة .
أشعر بانني أريد ألا أغادر السرير .. الدنيا برد .. و الطاقة مفتقدة .. و الروتين اليومي أصبح مملا
هذه الحياة التي نحياها قاسية خصوصا في امشير.. صعبة علي الضعفاء .. عشوائية المقاصد .. و فى أزمان عديدة تتحول إلي كابوس .. ومأساة معقدة غير قابلة للحل إلا بالانهاء القصدى .
لم أستطع بعد كل هذا العمر الذى كابدت التواجد فيه علي الارض ..أن أجد مبررا أو سببا لهذه القسوة التي يعاني منها بشر و التكالب و الصراع و الافناء و النفي و عدم القدرة علي كف الاذى ..أو علاج الأمراض و الأوبئة المبتلي بها الناس .
أعيش في مكان غير صالح لمعيشة الأسوياء .. يدوس الأقوياء المتحكمين علي الضعفاء المخدرين .. و يمتصون دم الفقراء بعد أن يغذونهم بأحلام زائفة عن الخلاص ..
الناس لا تمل من الكذب .. و التملق و التسلق .. و الصراع ..أهدافهم زائفة .. تدور حول أن يمر اليوم عليهم دون أذى
خلال عمرى الممتد لثمانين سنة ..لم يكن أمامي دائما مخرجا سوى الاستسلام في النهاية لعبث قدرى غير مخطط تحت دعاوى نظرية غير مؤكدة تدعي أن الوجود بما فية .. تحكمة أهداف .. لا يستوعبها إدراكنا البدائي .
بعد تجارب لمئات الالاف من السنين .. لم يغادر إنسان العصر الحديث ما كان علية أجدادة البعيدين من سلوكيات تجعله كلما إقترب من طبيعته الوحشية كلما أصبح أكثر إتساقا مع مفردات الوجود
متوجعوش دماغكم كثيرا لا المال و لا النفوذ و لا العلم و لا العزوة و لا القوة و لا الاوطان .. و لا الانسانية بمجملها قادرة علي حمايتك و إعفاءك من المعاناة ..
فعيشوا في المساحة التي أتاحتها لكم الصدف (دون خوف أو رجاء ) .. حتي تختفوا من الوجود ..هذا هو ما لم يقلة لكم من غادرونا ... و اصارحكم به الان .