كتب - أحمد المختار
رحل صباح اليوم رئيس الجمهورية الأسبق " محمد حسني مبارك " ، و ذلك عن عمرٍ ناهز الـ " 92 عاماً " ، في العناية المركزة بمستشفي المعادي العسكري بعد صراع مع المرض ، حيث كان قد أجري منذ عدة أيام عملية جراحية لاستئصال ورم بالمعدة ، و الذي يُعد أكثر من تربع علي عرش " مصر " في التاريخ الحديث لمدة ما يقرب من " 30 عام " ، حيث ولد " محمد حسني السيد مبارك " في عام 1928 بكفر مصيلحة التابع لمحافظة المنوفية ، و درس بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية ، ثم التحق بالكلية الحربية ، حتي تخرج منها في عام " 1949 " برتبة ملازم ثاني ، و التحق بعدها بكلية الطيران ، و تخرج عام 1950 ، و حصل علي شهادة بكالوريوس علوم الطيران ، و ذهب في بعثة دراسية إلي الاتحاد السوفيتي لاستكمال دراسته العسكرية العليا عام " 1964 " ، و هو الذي تولي حكم مصر في يوم " 14 أكتوبر عام 1981 " ، حتى يوم " 11 فبراير 2011 " .
شائعات الوفاة
طاردت شائعات الوفاة الرئيس مبارك كثيراً و لأكثر من مرة و كان من أهمها أمام العيان : " أثناء إلقاء خطابه في الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب و الشورى عام 2003 ، و إصاباته بهبوط و انخفاض في الضغط حسب تصريحات وزير الصحة وقتها " محمد عوض تاج الدين " ، حيث أنقطع البث و إرسال التلفزيون ، ثم عاد بعد فترة ، ليكمل خطابه " .
النعي
و نعت " القيادة العامة " للقوات المسلحة في بيان لها قالت فيه : " تنعي القيادة العامة للقوات المسلحة ابناً من أبنائها و قائداً من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسنى مبارك ، و الذى وافته المنية صباح اليوم و تتقدم لأسرته و لضباط القوات المسلحة و جنودها بخالص العزاء ، و ندعو المولي سبحانه و تعالي ، أن يتغمده بواسع رحمته " .
كما نعت اليوم " رئاسة الجمهورية " ، وفاة الرئيس الأسبق " محمد حسني مبارك " ، في بيان لها قالت فيه : " تنعي رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن رئيس الجمهورية الأسبق السيد محمد حسني مبارك ، لما قدمه لوطنه كأحد قادة و أبطال حرب أكتوبر المجيدة ، حيث تولي قيادة القوات الجوية أثناء الحرب التي أعادت الكرامة و العزة للأمة العربية " ، و أُعلنت حالة الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام ، و ذلك اعتباراً من يوم الأربعاء الموافق " 26 فبراير 2020 " .
النظرة للداخل
تميزت حقبة الرئيس الراحل بالإعلان خطط اقتصادية طموحة ، تحولت مع مرور السنين إلي مجرد محاولات إصلاح غير جادة ، شابتها الديمقراطية و الفساد ، حيث عمل علي تحسين البنية التحتية للبلاد من خلال بناء سلاسل الطرق و المحاور و المشروع الأهم " مترو الأنفاق " ، إلا أن إهمال عمليات الصيانة في أغلب المشاريع و بالأخص شبكات الصرف الصحي حولت تلك المشاريع إلي مجرد أدوات لاستهلاك المليارات من المال العام دون جدوى ، و اتجه لبناء العديد من المدن الجديدة لزيادة الحيز العمراني المأهول بالسكان خارج وادي النيل ، لكن سرعان ما هجرها سكانها بسبب عدم وصول المرافق و استغلال المقاولين ، و ركز علي شبكة الدعم الاجتماعي ، لكن ذهب الدعم لمن لا يستحقه ، و عمل إلي خصخصة القطاع العام .
شائعات التوريث
تسبب ظهور نجله " جمال " في المشهد السياسي ، مدعاة لإثارة القلائق للعديد من الأطراف داخل الدولة ، حول احتمالية اختيار من يخلفه في الحكم .
القارة الأفريقية
امتازت حقبة الرئيس " مبارك " بتنشيط العلاقات الخارجية مع الدول العربية و الأطراف الدولية الفاعلة ، لكنه أهمل العمق الأفريقي الإستراتيجي بسبب محاولة اغتياله علي يد تنظيم القاعدة في العاصمة الأثيوبية " أديس أبابا " في عام 1995 .
طابا
عقب تحرير سيناء في يوم " 25 أبريل 1982 " و رفع العلم المصري ، ماطل الجانب الإسرائيلي و تمسك بحقه في منطقة " طابا " ، لكن الرئيس الراحل كون فريقاً كبيراً من المستشارين ، ليتم اللجوء إلى التحكيم الدولي ، حتى تمكنت مصر من إثبات حقها ، و يعلو العالم المصري خفاقاً في سماء " طابا " في يوم " 19 مارس 1989 " .