محمد حسين يونس
الحشرات تظل تكرر دورة حياتها بنفس الاسلوب و الشكل لالاف السنين .. لا تتغير الا قليلا .. كذلك الحيوانات الدنيا .. لا تتعلم أن المصيدة ستغلق عليها لو أغرتها قطعة الجبنة المعلقه في الخطاف .. او الطعم الذى في السنارة .. او الحفرة المغطاة بفروع الاشجار ..حتي لو نجت من اسرها لعشرات المرات.
الحشرات و الحيوانات الدنيا لا تعي تاريخها لتتعلم منه .. ولم تهذبها الهزائم لتجد لنفسها اسلوبا اخر للحياة .. الا لو كانت علي شفا الانقراض .. فتنجو عندما يطور الصراع لبعضها اساليب تجعلها تتوائم مع الظرف الجديد .
الانسان هو الكائن الوحيد الذى يراكم الخبرات و له تاريخ معلوم لو تعلم منه يهذب من سلوكياته طوعا لا قسرا بإعمال العقل لا إتباع الغريزة ..بالتعلم من العثرات و تلافي اسباب حدوثها .
إنه سلوك الإنسان العاقل ...إلا في بلادنا السعيدة بغفوتها المستمرة منذ أن وطئت ارضها سنابك خيل البدو الغازية التي عصفت ببشرها ففقدنا القدرة علي التعلم .
لقد حبسنا عقولنا في قفص حديدى ضيق لمنعها من النمو .. لقد تخلصنا من جلد البشر القابل للتمدد لنضع انفسنا في قوالب الموالي و العبيد الضيقه.. يتحكم فينا من يمتلك عصا الراعي و كلاب حراسته .
الهزائم التي لم تتوقف لمئات السنين لم تجعلنا نفكر و نتعلم كيف نداوى الجراح و لا نعود للمصيدة التي خرجنا منها ...في 25 يناير 2011
نحن من ابناء البشر الوحيدين الذين نزور تاريخنا و نكتبه علي هوى من يستخدم السوط و الجزرة ..
و لا نهذب من سلوكياتنا لاننا نراها الافضل رغم تهافتها ..
ولا نفكر مجرد التفكير في تغيير هذا النمط من الحياة في ظل الفاشيستية العسكرية المتحكمة المتسببه في تخلفنا . و نتحدى المنطق ومشاعر الناس .. و اللي مش عاجبة يضرب راسه في الحيط ....أف