الأقباط متحدون - من أعظم باباوات الاسكندرية
أخر تحديث ٠٧:٤٠ | الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ | ٩ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

من أعظم باباوات الاسكندرية


بقلم- صبري فوزي جوهره
رحل البابا شنوده الثالث عن هذا العالم و انطلقت روحه الطاهرة لتنعم بالجلوس عن يمين عرش النعمة, فثكلت على اعظم و ابر ابنائها مصر المعاصرين و جرح كبدها, و ترملت الكنيسه و انفطر قلبها لرحيل مدبرها و رجلها الحكيم, وتيتم الاقباط بغياب ابيهم و راعيهم عنهم. اعتلى السدة المرقسية لاربعة عقود من الزمان كانت من احلك و اعظم سنوات تاريخها المعاصر فعاد جراحها و ارسى السكينه فى قلوب ابنائها و انطلق بها و بهم ليثبت اركانها فى كافة ارجاءالارض. لم يكن عمله هذا سعيا وراء مجد ذاتى او شهرة دنيوية زائلة بل كان ذلك, كما جاء عنه فى كلماته, حرصا منه على وصية الرب ان يمجد ابنائه اسمه القدوس بلا انقطاع: فعندما تفتر الصلاة فى الغرب ليلا, تتعالى اصوات القبط بالتقديس فى المشرق نهارا. كان معلما فذا غزير المعرفة فلم يبخل بعلمه على المسكونة باسرها. كان مسئولا يقظ الضمير لا يرتضى ان يثنيه طاغية اخرق اويقعده مرض عضال او يوقفه حدث جلل عن ان يبذل ذاته بصبر و حكمة لتثبيت الايمان و بث روح الثقة و الشجاعة و التطلع الى  الملكوت الدائم فى قطيعه بفعله قبل قوله.

دافع بقوة و قدرة حتى المنتهى عن الايمان الذى اسلم لكنيسته غير عابىء بمهرطق او عدو شرس متربص من خارج الكنيسة او من مدعييى الانتماءاليها يسعون الى تدميرها و تقويض دعائمها. كم عمل من اجل وحدة كنيسة المسيح الجامعة و جاهد بين مختلف القائمين على امورها لازكاء روح الوحدة بينهم. الطغيان و انهارت
نفق الطغاة عندما ارادوا به شرا واهتزت لدموعه دعائم الظلم و سقطت.
كم كانت سعادته عندما يتوافد عليه ابنائه كبارا و صغارا فى مقر علاجه بالخارج  للاطمئنان على صحته وهو بعيد عن الوطن فيباركهم و يصلى من اجل طلباتهم, ثم يعود الى مصر لتتلهف النفوس الى رؤياه و تتعالى اصوات رعيته بالصلاة من اجل طول بقائه.

تحملت اعباء الجزع و الحزن منذ زيارته العلاجية الاخيرة فى يناير لمستشفى كليفلاند عندما اتيح لى شرف ابداء الرأى فى مجرى الفحوص الطبية اللازمه له, و كنت على علم باقتراب الساعة فلم يخفف ذلك عنى وقع الكارثة عندما عصفت بقلبى ووجدانى.

قال الرب "مبارك شعبى مصر", و كانت حياة واعمال مثلث الرحمات حضرة صاحب القداسة و الغبطة البابا البطريرك انبا شنودة الثالث خير دليل على وفاء الرب بهذا الوعد.

سيدنا, لقد كنت من اعظم الجالسين على عرش مرقس الرسول, و هنيئا لك الان الجلوس على يمين العرش الذى لا يزول.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع