كتبت : مارتينا موريس
من المؤسف هو حال مصانع الكولونيا التي لاقت إزدهار كبير في العصر الملكي والتي أصبح حالها الأن محزن للغاية وشئ في قمة القبح بعدما كانت مصدر لبث العطور والروائح الكريمة صارت تبعث الروائح الكريهة من تجمع مقالب القمامة بها.
مؤسس كولونيا "555"
حمزة الشبراويشي وهو مؤسس مصنع كولونيا " 555" والتي أزدهرت في العصر الملكي ، ولد في قرية صغيرة تدعى شبراويش في محافظة الدقهلية ، ولم يكن للشبراويشي أي دراسة في مجال العطور سوى موهبتة الكبيرة و ذائقة فريدة في عالم العطور .
بدايات "555"
بدء الشبراويشي عمله الخاص في مجال العطور بمحل صغير يقطن في منطقة الحسين ، والذي كان يصنع فيه العطور بنفسة ويبيعها للمصريين وقد ذاق النجاح والترحيب من المصريين إلى أن فتح فرعاً في الموسكي ومنها تحول إلى معمل صغيراً ومن ثم مصنع في منطقة دار السلام ، فقد كان يزرع بحديقة منزلة الخاصة شجر الليمون حيث كانت أجمل حديقة منزلية في ذاك الوقت.
الملك فاروق و الشبراويشي
كان قديماً يقيم الملك فاروق مسابقة سنوية لأجمل حديقة منزلية بين المنازل المصرية وظل يفوز حمزة الشبراويشي بها على التوالي كل سنة وكانت تكرم من الملك فاروق في ذلك الوقت.
الكولونيا وعيد الأم
من روائع أفكار حمزة الشبراويشي أنه في كل عيد ام كان يبث الفرحه والبهجة لكل ام عن طريق نافورة الكولونيا في أرض المعارض بالجزيرة والتي كانت في 21 مارس من كل عام تضخ النافورة بالكولونيا إحتفالاً بأعياد الأم.
في كل بيت مصري
إنتشرت منتاجات الشبراويشي في كل بيت مصري أو صالون حلاقة وحتي في الأفرح والجنازات فقد إستخدمها المصريون في جميع مناسابتهم وتنوعت إلى بودرة التلك ومستحضرات التجميل والكولونيا.
الكولونيا وثورة يوليو 1952
وفي عام 1952 قامت الثورة والتي تتابع بعدها تغير كبير في المنشأت الإقتصادية وفي المصانع المصرية حيث أمم العديد من الشركات لصالح الحكومة المصرية ، وبالرغم من ذلك ففي كل مره كانت توضع أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائمة لشركات الواجب تأمميها كان يشطب علي شركات ومصانع الشبراويشي ، لإيمانة بأنه راجل عصامي وليس إقطاعياً ، وكان للرئيس جمال عبد الناصر النصيب الكبير في إستخدام كولونيا "555" فقد كان يفضلها للغاية ، ولكن تراجع الرئيس فيما بعد و تم تأميم شركات وممتلكات الشبراويشي .
منتاجات عالمية
كان منتاجات «الشبراويشي» عالمية ، وكان يمثل مصر بصناعة وطنية، فمنتجاته في كل بلد عربي، في مصر تحمل اسم «555» وفي السعودية تحمل اسم «سعود» وفي السودان حملت صورة مطربهم الأشهر "عبد الكريم كرومة" ، وكانت أم كلثوم هي بطلة إعلانات منتجات «الشبراويشي» في الصحف وعلي المجلات المصرية .
وفاته و وصيته
كان يعاني حمزة الشبراويشي بجلطة أواخر عام 1965 حتى سافر من أجل العلاج بالخارج و إنتقل إلى سويسرا بحثاً عن العلاج ، وكان يتابع " الشبراويشي" الأخبار المصرية والأحوال السياسية وعلم بقرارات تأميم الشركات والمصانع وأدرك أن لا مجال له بالعمل مره اخرى بمصر ، فقرر العودة إلي بيروت بعد رحلة العلاج وإفتتح مصنع جديد بها وراح يمارس هوايته وعمله المحبب منذ الصغر ، وعاش أوخر أيام حياته بلبنان حتي توفى أوخر الستينيات ، وقد أوصى الشبراويشي بوصيته بأن يدفن جثمانه في مصر وعاد مره أخرى ولكن وهو مفارق للحياه حتى يدفن في أرض مصر ، وقد شاعت جنازته من ميدان التحرير إلى المدفن سيرأ علي الأقدام.
ماذا حدث لمنزل الشبراويشي ومصنعه؟
تحول منزله والذي كان في منطقة المعادي بعدما حصوله علي كأس الملك فاروق إلى منزل للسفير الأسرائلي عام 1980 حتي رحيله عن المعادي ، وللشئ المحزن هو هجر مصنع كولونيا "555" وتحويله إلي مصنع مهجور به مقلب قمامة.