الأقباط متحدون - ميزان العدالة بين الشاطر والشاذلى
أخر تحديث ٠٦:٠٠ | الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٢ | ٢٠برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٤ السنة السابعة
إغلاق تصغير

ميزان العدالة بين "الشاطر" و"الشاذلى "


بقلم: مصطفى عبيد

" آفة حارتنا النسيان " كما يقول نجيب محفوظ فى "أولاد حارتنا " . وحارتنا المصرية تطفىء نجومها ، وتهمل عظمائها وتكرم  بغاتها ومهرجيها .

فى عيد الام كنت لديها ..الشاهدة الأولى على نضال بطل عسكرى عظيم اسمه سعد الشاذلى . فى بيت ابنتها الصغرى ناهد  تتنفس السيدة زينات السحيمى ذكريات الوطنية والكرامة فى أسى وهى ترقب مشهدا ضبابيا لا ينبىء بخير . قالت لى أنها حزينة أن زوجها الذى قاتل وناضل ضد أعداء مصر خارجها وداخلها ستة عقود لم ينل حقه المستحق .

حياه الناس كلما أطل ، وتذكره الشيوخ  وودعه الالاف يوم رحيله الذى شاء القدر أن يكون قبل  تنحى مبارك بيوم واحد ، لكن لم ترد له الدولة اعتباره ، ولم تعيد له المؤسسة العسكرية حقه المغتصب ، ولم تعاد محاكمته ، ولم يتم تكريمه وهو المدبر الحقيقى لنصر اكتوبر 73.

وكان من الغريب أن يسقط المشير محمد حسين طنطاوى باعتباره رئيسا مكلفا بادارة شئون مصر حكما عسكريا صدر ضد  المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الاخوان فى قضية عسكرية ، ولا يسقط حكما جائرا ظالما نقضته أحكام مدنية تالية على بطل الحرب الفريق سعد الشاذلى الذى حوكم عسكريا بتعليمات مبارك عام 1983 تحت زعم  إفشاء الاسرار العسكرية وهو الاحرص على مصلحة مصر وأمنها القومى .

لم يجد الرئيس السابق فرصة لاغتيال سمعة وكرامة رئيس الاركان الاسبق  الا أن يلفق له  قضية افشاء الاسرار بكتابة مذكراته عن الحرب  ، وأن يحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات غيرة وحقدا وكراهية  ،  ويعلم الناس باقى القصة حيث عاش الشاذلى فى منفاه الاختيارى 13 عاما قبل أن يعود ليقبض عليه فى المطار ويودع  فى السجن الحربى .

وكان الاولى بالمشير طنطاوى وهو المقاتل العسكرى أن يعيد للرجل كرامته ، وأن يرفع عنه الظلم ويسقط حكم المحكمة العسكرية الجائر استنادا لاحكام مدنية حصل عليها " الشاذلى " وأكدت براءته .

إننى سعيد وراضى تماما عن اسقاط الحكم الظالم على المهندس خيرت الشاطر ، فأنا – مثل كثير من المثقفين – مع أى توجه لرفع ظلم ورد اعتبار مظاليم الطغيان المباركى . لكن ميزان العدالة يلزمنا أن نعيد حقوق كثيرين قد يكونون خارج خريطة  لعبة السياسة الآنية وليس لديهم صفقات مع أحد ولا اتفاقات بعينها .

تخطو السيدة زينات السحيمى عامها الخامس والثمانين مستندة على ذكريات الكرامة والفدائية والسيرة الطيبة لزوجها الراحل ، لكن رغم كل ذلك مازالت تنتظر رد اعتباره . ولا أتصور أن هناك سببا وجيها يمنع ذلك ، خاصة أن المشير طنطاوى اتصل بها قبل رحيل رفيقها ليطمئن على قائد استحق احترام الجميع .

يقول الشاعر الجميل محمد الماغوط : حملت جراحى القانية على كتفى / ونزلت بها الشوارع / والحانات / والفنادق / والحدائق / وفى الاحتفالات والاعياد / وكان شعبى برمته يرقص بأحذية حمراء ."

مصطفى عبيد
mostafawfd@hotmail.com


 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع