محمد حسين يونس
وباء الكورونا المنتشر علي مستوى العالم .. بحيث أصاب مليون بشرى حتي الأن .. و تسبب في قطع التسلسل الروتيني لحياة الناس .. و نشر الخوف خصوصا لدى المسنين ..
لا يضع الإنسان فقط أمام حقيقة .. ضعفه و عدم قدرته المتبدية في فشل إيقاف إنتشارة .. والحد من الإضرار المتسبب فيها ..بل يضيف أن الأنظمة التي نقدسها و نعتبرها نموذجا للحكم الرشيد .. أظهرت قدرا من الهشاشة و التداعي مفاجئا بحيث يبدو أنه قد أن الأوان كي ينتقل الإنسان لمرحلة أخرى أكثر رشدا وإيجابية تقدر قيمة الحياة و تدين فوضي الإنفاق علي أسلحة الدمار..
و أن علية أن يجد لنفسة نظم حكم أكثر إنسانية ..لا يكون فيها 1% بالغي الثراء مترفين .. و أكثر من 60% علي شفا الجوع . و الباقي يلهث خلف الجزرة .
البعض من الذين يتصورون تفوق الإنسان علي باقي الكائنات لا يحتملون فكرة .. أن فيروس جاء أقوى من البشر و أنه إستطاع أن يعدل من تركيبته الجينية بحيث أصبح خطرا عليهم ..
فيثيرون أنه جزء من حرب بيلوجية بين القوى العظمي .. أو أنه تسرب من معامل الصين التي كانت تفحص تأثير فيروس خامل منذ الاف السنين قضي علي أغلب البشر ...و أنه بعد كمون طويل .. إستطاع العلماء تفعيلة .
.. الأغرب هو ما يدعية البعض أنه تم تخليقه بحيث يهاجم الجنس الأصفر .. و عندما هاجم الأمريكي و الأوروبي قالوا أنه معد بحيث يهاجم كبار السن .. فتتخلص الحكومات من أعباء المعاشات التي تدفعها لهم دون عائد إنتاجي . لذلك تتركة يرتع في بلادها .
قدرة الفيروس علي الإنتشار .. و أعداد الضحايا التي لم تستطع مقاومته فماتت .. لا تعتبر حدثا فريدا في تاريخ البشرية .. فلقد واجه الإنسان لعشرات بل مئات المرات ما هو أكثر ضراوة و قسوة من الكورونا .. و لكن يبدو أن ما جعل الأمور تأخذ منحي مرعب .. و تنشر الخوف ..هو أن العالم كان في حاجة لمثل هذا السيناريو .. لتبهت و تختفي بجواركابوس الفناء المشاكل الأساسية الكبرى ..
خصوصا فشل الراسمالية .. المتبدى في أزمات إقتصادية حالة و متوقعه و صعود اليمين .. ليسيطر علي معظم الحكومات الغربية .
وهكذا مع الخوف يتحول الناس من جماعات لها إرادة .. تتماسك في مواجهة الغاصبين ... الي فرادى .. يتوقي كل منهم شر الأخر .. و يتجنب الأحتكاك به ويخفض بالإعتزال من الأخطار اليومية المحيطة و المرتقبة ..
في بلدنا إنتهزت الحكومة الفرصة و لا زالت تلاعبنا .. علي أساس أننا من الغافلين الذين سيتصورون إن زيادة قروش في مخصصات الأطباء .. ستخفي بجوارها سلسلة من التناقضات و الصراعات .. بين شباب الاطباء و الحكومة .. أو ستعمينا عن رؤية المليارات المهدرة علي الفئات الأخرى المحظوظة .. أو التي تنفق علي مشاريع لا قيمة تنموية لها .. بصراحة ( متغاظ خالص من مقر الحكومة الصيفي في العلمين ) ..
وأن دفع قيمة إقامة العائدين لمدة إسبوعين و عزلهم في فنادق خمسة نجوم .. ستغطي علي ..تأثير الديون المتلتلة التي تعجز من ميزانيتنا .. و تستهلك فوائدها كل حصيلة الضرائب و الجمارك .
.
و أن إغلاق المدارس أو تعليق الدراسة سيمثل مبررا مناسبا لفشل النظام التعليمي بمناهجة و مدرسية .. و فصولة و معداته .. و سناترة
لقد جاء الفيروس نجدة .. لننسي سد النهضة الإثيوبي .. و نتجاهل عدم تغلبنا علي الإرهاب المستوطن في سيناء .. و علي تجاهلنا لإنتفاضة 25 يناير بضرب 21 طلقة مدفعية في وداع من ثار الشعب ضدة ....
و كعذر لعدم كفاءة النظم الإقتصادية الجديدة المملاة من البنك الدولي ..أو قدرة الإنجازات .. إياها علي مقاومة السيول التي كشفت سوء تصنيعها .. .. ((فصحة الشعب أغلي من كل إنجازات الدنيا))...
و توقف العمل في العاصمة الجديدة هربا من العدوى .. و هو في حقيقته ..بسبب مطالبة شركات المقاولات الحكومة بعشرة مليار جنية .. صرف لهم منها بعد إجتماع مطول .. ثلاثة و نصف فقط .
و مع كل الهلمة الإعلامية العالمية فإن الحقيقة أن مليون مصاب مقسومة علي 7 مليار نسمة .. تعني أن فردا من كل 7000 بشرى .. مرض بالكورونا .. أى قطرة في بحر .. و لا يمكن مقارنته بما فعلت الكوليرا أو الطواعين أو حتي الإنفلونزا الأسبانية .
و رغم أن الإصابة تعتبر نسبة ضئيلة جدا .. إلا أنها تسببت في خوف جمعي .. أربك حياة الناس . ..و لهاهم عن حروب سوريا وليبيا و اليمن .. و الأزمة الإقتصادية العالمية .. و سرقة ترامب لفلوس الخليج .. و بيع أسلحة لا لزوم لها لمنطقة الشرق الأوسط .. و الخناق علي أماكن إستخراج الغاز.. و سعر البترول المتدهور و أصبح المثل السائد (( يلا نفسي .. إن جالك الطوفان حط إبنك تحت رجلك)) فأصبحت الدول تسرق معدات و مهمات الوقاية من الدول الأخرى .... إخص إخص علي دى أخلاق .
عندما تصل إلي سن الثمانين .. و تشعر أنك قد عشت حياة طويلة .. فلا فارق عندك من أن تغادر بكورونا أو بغيرها .. فالموت واحد ..و المغادرة حتمية .. و لكن عليك أن تقول ما تعتقده حق .. لا تجعلوا .. أزمة فرعيه تنسيكم .. المصيبة اللي إنتم فيها .. إنتم يا ناس في مصيبة ...و اللة في مصيبة .. و كل واحد يفهمها زى م هو عاوز ..