الأقباط متحدون - كلمة عتاب للاستاذ حنا حنا
أخر تحديث ٠٠:٣٨ | السبت ٣١ مارس ٢٠١٢ | ٢٢ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

كلمة عتاب للاستاذ حنا حنا

بقلم : صبرى فوزى

تفضل الصديق العزيز و المحامى الدولى الكبير الاستاذ حنا حنا بالتصدى الى المدعو شريف جاد الله , ذلك  الفأر الصغير الذى شرع فى التطلع  الى دخول عرين الاسود وهو لا يعلم الى اين يخطو. للجهل احكام! شبه له انه يستطيع التجاسر و التسلق للجلوس على الكرسى المرقسى شاهق العلو و الارتفاع. ولقد وجدت فى رد الاستاذ حنا على هذا الشخص ما لا اتفق معه فيه عقائديا. و كان هذا هو الدافع الوحيد لكتابتى فى امر يتعلق باى مقدار بالسيد جاد الله و ليس لاضفاء اى اهتمام او قيمة على لمهاتراته. ساتطرق للخلاف بينى و بين الاستاذ حنا حنا اسفل هذه الكلمات. ولعلم الجاهلين فان القديس مرقس هو مؤسس واول الجالسين على العرش السكندرى الرسولى الذى يرنو اليه ال"متر" اياه بمزيج من البلاهة و الحقد و الشرهو احد رسل السيد المسيح الى العالم و الى ارض مصر خاصة! و قطعا لا يعلم هذا المدعى ان يسوع المسيح قد شرف بشخصه العلوى مرقس, الرسول غير الكاذب, بان اسس سر الافخارستية فى منزله باورشليم. القديس مرقس, و ان لم يكن احد الاثنى عشر تلميذا, كان معروفا للسيد الرب اذ كان قد ارسله للتعليم اثناء وجوده على الارض كواحد من السبعين رسولا. خلافة مرقس الرسول و الشهيد هى امر جلل لا يجب ان يتطلع له حاقد او كاره او جاهل او خائن او طالب للشهرة اومهرج او معتوه. جلس على الكرسى المرقسى رجال عظام مثل اثناسيوس الرسولى و كيرلس عامود الدين و بطرس خاتم الشهداء و كيرلس الرابع ابو الاصلاح و كيرلس السادس قديس عصرنا و شنودة الثالث معلم الاجيال. لعل هذه المقدمة الموجزة تذكر التائهين و المخبولين بقدر و مقدار من يتشرف بالجلوس على هذا العرش المهيب الذى حافظ على الايمان المسيحى المسلم من الرسل بكل شجاعة و حب وفداء.

لم ينشغل فكرى كثيرا بفحص حالة السيد شريف جاد الله فهوفى اعتقادى ببساطة و كل وضوح ظاهرة مرضية, هذه حقيقة لا تتطلب التخصص فى الطب النفسى لاثبات هذا التشخيص وهو فى حاجة الى عناية طبيب امراض نفسية و عقلية وهو تخصص فى الطب  ابعد ما يكون عنخبراتى, ليساعده على التخلص من عقد النقص و الكراهية و الانانية و النرجسية و الاحساس الوهمى بالاهمية الذاتية المنتفخة وكلها اسباب تنخر فى اسس الشخصيى الانسانية القويمة  وتقعدها. ولكنى وجدت بالرغم من ابتعادى عن التخصص فى الطب النفسى انه من المحتم  سرد هذه الحقيقة  لتبيان و توضيح الدافع الاول, وان لم يكن الاخير, الذى دفع بهذا الشخص البائس الى ارتكاب هذاالفعل العبثى المأساوى. انطلق الرجل مثل "الحرب ايطاليا" (و يسميها البعض الحبشه و ايطاليا ربما لتقارب وقت اختراعها مع وقوع الغزو الايطالى للحبشة فى ثلاثينيات القرن الماضى) التى كنا نلهو بها فى الاعياد ايام الطفولة, بمزيج من الاندفاع و "الطرقعة" و الهياج و الانفراد ب "العرض" و المهاتره  دون منازع متخذا من الادعاء بالتمسك بالحقيقة

ذريعة لاهانة الاقباط و راعيهم الراحل و كشف عن افكاره الشاذة بان مصر بلد اسلامى و ان مجرد اعتبار اللواء نبيل بباوى القبطى (ربما اسما فقط كما يراه الكثيرون من الاقباط) لفكرة الترشح لرئاسة جمهورية اسلامية يسيىء الى مسلمى مصر وذا فى رأى ال"متر"  امر معيب يستثير شعور المسلمين و من ثمه فهو مستحق للرد و الردع و العمل على جلوس مولانا على الكرسى البابوى! هذا بالطبع بصرف النظر عن تعدي السيد جاد الله الوقح على رجل قمة رحل كان اعظم رجال مصر اثناء حياته كما شهد بذلك مسلمون قبل المسيحيين (و كان من واجب مضف البرنامج ايقافه عن هذا التجاوز الاخلاقى الخطير او طرده من البرنامج) . طلب منا ان نقبل "قلة الادب" من جانبه كثمن لتطلع مواطن مصرى مسيحى الى الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية الطالبانية و لم يفكن الى سوء خلقه بالامتناع عن تقديم الاحترام الواجب لراعى الاقباط الراحل. لم يكن الدافع الاول لسلوك هذا الشخص هو الحرص على الاسلام فلم يسىء احد لاسلامه, انما كان هو التعمد الوضيع لانكار حق الاقباط فى وطنهم و الاسائه الى مقدساتهم و رعاتهم بدوافع الكراهية المقيتة و التعصب الاعمى و الجهل المطبق. لم تخفى هذه الحقائق على اى من شاهد برنامج الاستاذ جرجس بشرى الذى جلب فيه هذه الشخصية شديدة التعقيد و الشعور بالنقص للاستفسار منه عن اسباب الخلل فى فكره. و هل عرف او قابل احد منا انسان مختل يعترف بانه غير قويم او "منخوليا" و لا يلوم الاخرين على  اسباب هبوطه وسقوطه ؟

كفى حديثا عن هذا الا شئ الذى كنت اتوقع الا يعيره اى انسان عاقل اى اهتمام وانتقل الى عتابى للاستاذ الكبير حنا حنا.

كتب المحامى الشهير الى المحامى المغمور ما يلى فى محاولة لملء "جردل" متواضع بكل مياه المحيط و افهامه عقيدة الثالوث الاقدس فى المسيحية.  ابدأ بنقل رد الاستاذ حنا فيما بين القوسين:
(أنت تعرف أن الله قال لآدم ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر.  وإذا أكل منها موتا يموت.  ورغم الانذار إلا أن آدم استمع إلى غواية حواء بعد أن أغوتها الحيه فسقط فى الخطيه.  من هنا عرف آدم, والبشريه من بعده الخطيه بعد أن كان شبيها بالملاكه....
....لذلك إغلق الفردوس فى باب آدم وذريته.  ولما كان الله غفور رحيم (كما لا يخفى عليك) فقد أشفق على البشريه وأراد أن يفتح لها باب الفردوس مرةأخرى.  من هنا علمنا الله أن الحب لا حدود له.  لذلك فقد انبثق من الله الابن.  وهذا الابن لم يولد من زرع تشر كما تعرف ولكن بشر الملاك العذراء القديسه مريم بانها ستحبل وتلد ابنا اسمه "عمانوئيل" أى الله معنا.  وإننا يا سيدى لا نختلف فى الحقائق السالفة الذكر) الانسان الذى سقط فى الخطيه وحرم من الفردوس ظل فى الخطيه هو وذريته.  لذلك أغلق باب الفردوس أمامه.  وحتى يفتح الله باب الفردوس مرة أخرى لا بد أن يوجد من يفتدى البشريه.  وأنت تعلم أن الانسان يقدم ذبيحه كفاره لمغفرة خطاياه.  ولكن خطايا الانسان غير محدوده.  لذلك يتعين أن يوجد من يكون كفاره لكل تلك الخطايا ويفتح باب الفردوس ومن ثم يتعين أن تكون غير محدوده.  .
لذلك يتعين أن تكون الكفاره التى تفتدى البشريه نقيه بلا خطيه لان الخاطئ لا يفتدى الخاطئ ففاقد الشئ لا يعطيه  ومن ثم يتعين ألا يكون إنسانا لانه لا يوجد إنسان بلا خطيه ولو كان عمره يوما واحدا, فكما سبق القول الانسان يولد بخطية آدم.
تأسيسا على ذلك يتعين أن يكون الفادى بلا خطيه وغير محدود حتى يفتدى البشريه كلها.

لذلك انبثق من لدن الله من يفتدى البشريه وهو السيد المسيح.  ولانه منبثق من الله فهو يحمل صفات الله.  لذلك ولد من غير زرع بشر بل بقدره إلهيه.  وولد من عذراء لم تعرف رجلا ذلك لأن المولوذ ليس إنسانا بل نزل فى صورة إنسان.  وأنت وأنا نؤمن بذلك.

أما الروح القدس فقد انبثق من الآب ليحل على كل من يؤمن بالثالوث يتعذر عليه أن يؤمن بالثالوث مالم ينال نعمة العماد حتى يحل عليه الروح القدس.  فالروح القدس هو الذى يرشد الانسان ألى الصلاح وينقيه من تلوث الخطيه والخطايا.)
 انتهت مقتطفات من كتابة الاستاذ حنا.


اعتراضى لاهوتى محض. حيث توحى كلمات الاستاذ حنا بان الله شاء ان يكون فى ثلاثة اقانيم خاصة لتقديم فرص الخلاص للبشرية بعد مخالفتها و عصيانها لتعاليمه.
هذا بينما الاعتقاد المسيحى  هو ان الثالوث الازلى الابدى السرمدى لم يشاء ان يكون ثالوثا فى طبيعته تحسبا لخلق الانسان ووقوعه فى الخطيئة بل لانه روح ذات عقل و ارادة لا بداية لها ولا نهاية. لذلك الزمت هذه الصفات الطبيعه المثلثة للاله الواحد. فالله ذو عقل غير محدود بزمان او مكان او ضعف. و ان كان لكل عقل نتاج لتفكيره فلا بد لان يكون هناك نتاج لعقل الله, و يجب ان يستمر الفكر باستمرار (و الا سقطت احدى مقومات الله –العقل) و بالتالى يجب ان يستمر الله الاب فى التفكيرفى امر ابدى ازلى سرمدى لا بداية له و لا نهاية لكى يفعل خاصية العقل. وبما انه ليس فى الوجود كيان يحظى بهذه الصفات سوى الاب فكان من المحتم ان يفكر فى ذاته. و ان كان لكل فكر نتاج (حتى الفكر البشرى بما يحتمل من صواب او خطأ) فما البال بالفكر الالهى؟ يتحتم عليه نتاج لتبقى و تستديم  له صفة العقل. و هذا النتاج هو الابن المولود من الاب قبل كل الدهور وهو مساو له فى الطبيعة. و لا يصح الاعتقاد بان الاب قد سبق الابن حيث ان لا زمن لله و حيث انه سيفقد صفة العقل متى لم يباشرها. فهو عقلل و نتاج للعقل منذ الابد و الى الابد. اما عن الروح القدس فهو الشق الاخر من طبيعة الله: هو الارادة. ارادة الله هى الخير و المحبة فمحبة الاب للابن نتج عنها الروح القدس. مرة اخرى, انبثاق الروح القدس من الاب بالابن (وليس من الابن حسب تعليم الكنائس الارثوذكسية) يتلازم وجوده مع وجود الاب و الابن و الا سقطت الارادة عن الله و فقد صفته الالهية التى عرفنا هو بها: العقل و الارادة. لذلك يسمى السيد المسيح بالكلمة (نتاج التفكير و العقل) و الروح القدس بالمعزى الذى هو التعبير الاسمى عن المحبة.


خلاص البشر بالفداء كان اذن نتيجة للطبيعة الالهية الثالوثية و امتدادا لعقلها و ارادتها و لم يكن الخلاص سببا فى حد ذاته لتكون الطبيعة الالهية ثلاثية الاقانيم. كان علينا ان نذكر ذلك للسيد جاد الله و عليه تقع مسؤليه الفهم ان اراد.

أذا تأملنا قليلا فيما سبق لتبين لنا ان الله لا يستطيع ان يكون الا على صورة الثالوث. و هو الذى افصح لنا عن طبيعته السامية بالتلميح (فى العهد القديم) كما فى زيارة ثلاثة اشخاص لابرام فى خيمته و تعرفه عليهم بانهم الاله الواحد ( وهو اساس العقيدتين الابراهيميتين اليهودية و المسيحيه) و بالتصريح, فقرائه الاصحاح الاول من بشارة يوحنا اللاهوتى بالاضافة الى اقوال و افعال يسوع المسيح, الاقنوم الثانى المتجسد, جميعها اوصلتناالى معرفة عقيدة الثالوث التى دافع عنها اجدادنا العظام و استشهد الالاف منهم دفاعا و حفاظا عليها. لم يكتشف الانسان طبيعة الله بل تفضل الله و تنازل و افصح لنا عن طبيعته بذاته عندما رفعنا من العبودية الى مصاف الابناء لكل من يتقبل عمل الفداء العظيم.
و لعل الاستاذ حنا كان يرمى الى التعريف بشخص المسيح الانسان الكامل و ليس كونه الاقنوم الثانى فى الثالوث و هنا كان من الافضل ان يوضح الفارق بين الاقنوم الثانى الموجود قبل كل الدهورالمساوى للاب فى الجوهر و بين المسيح الانسان الكامل الذبيحة النقية التى تليق باعتذار البشر الى لله.


فقد يستنتج البعض مما كتب الاستاذ حنا ان الاقنوم الثانى كان تحسبا لفداء الانسان و ليس لان هذه هى طبيعه الله الثالوثية الكائنه منذ الابد و الى الابد بلا تغيير و بصرف النظر عن قدوم الانسان ووقوعه فى الخطيئة.
هذا هو ما يجب ان يقال للجميع بكل وضوح و بلا تغيير. هذا هو ايمان الكنيسة المصرية الرسولية, و من يتقبله انما يفعل ذلك لخلاص نفسه. 


وهنا يتحتم على ان ارجع الفضل لصاحبه حضرة صاحب النيافة مثلث الرحمات المطران بولس انطاكى النائب البطريركى الاسبق للروم الكاثوليك بمصر و السودان. فقد علمنى كل ما اعلم عندما كان رئيسا للمدرسة البطريركية بالقاهره حيث قضيت كل سنوات دراستى المدرسية الاثنى عشر, و يرجع الفضل فى كل شيىء  حسن فعلت و سافعل فى حياتى الى اسرتى و مدرستى. اما النقائص, وهى عديدة, فجميعها من داخلى. و الى ذكرى نيافته اقدم هذه المساهمة المتواضعة جدا فى محاولة نشر الايمان القويم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter