بقلم : حنان عمار
الفرار من الجحيم إلى الجحيم ؛ سوء إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الإنتقالية ، أوصلنا إلى ما نحن فيه من الغموض والضبابية ؛ لو صدر قانون العزل السياسى لأعضاء الحزب الوطنى المنحل ، وإيقافهم عن مزاولة أى نشاط سياسى مرة أخرى ، وهذا كان المفترض عقب الثورة مباشرةً ، مثلما حدث فى تونس ؛ ولكن المجلس العسكرى ترك الباب مفتوحا ًأمام الفلول للترشح لأنتخابات مجلس الشعب ، ما جعل غالبية الشعب المقهور لسنوات طويله من رجال الحزب الوطنى ، أرتمت فى أحضان الأخوان فى أنتخابات مجلس الشعب ، فكان الفرار من الفلول إلى الأخوان ؛ وهاهم اليوم وقد أصابهم الغرور ، وارادوا الإستحواذ بتشكيل حكومة أخوانية ، كى تثبت أقدامهم على الأرض ؛ فعندما رفض قيادات العسكر سحب الثقة من حكومة الدكتور الجنزورى ، وتشكيل حكومة اخوانية ، انقلب السحر على الساحر ، وانتهى شهر العسل بين الأخوان والعسكرى ، ورفض العسكرى سحب الحكومة من الدكتور الجنزورى لشىء فى نفس يعقوب ، كى لا تفتح ملفات الفساد فى المرحلة الأنتقالية ( أى الخروج بسلام للعسكر بدون تحقيقات ومحاكمات ؛ فوجد الأخوان أنفسهم بموقف المتفرج على الوليمه من نافذة البرلمان ، بدون ما يكون لهم فى الدس مغرفة ، وجبة البرلمان غير كافية لأشباعهم ، لذلك قاموا بطرح مرشحا للرئاسة ، بعدما ظلوا لفترة يقولوا لاء لاء ؛ مقدرش مقدرش . وهاهو العسكرى يًعد اللواء عمر سليمان للرئاسة كى يرد الصفعة للأخوان ؛ وبين هذا وذاك مكاسب الثورة وقعت بين فكين كلاهما مفترساً ، يريد الأنفراد بالوليمة ، وعاد الشعب مرة أخرى لدكة المتفرج ، حتى ينتهى هذا العرض المُزرى والهزلى ، الذى لا يختلف كثيرا عن عروض الشيخ مبارك الكبير . كان خطاء كبير لأنه لم يتكون مجلس انتقالى مدنى ، من خمس اشخاص كُفء ، ولجنة من خمسون شخصية مثقف واعية لأعداد دستورأ جديدا . ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، ولكى نظل فى حيرة وتخبط متسائلين أين الشاطىء ، ونهاية المطاف وكل ما نقول فًرجت ، نجد أنفسنا نهرب من الجحيم إلى الجحيم ، هل القوى السياسية ومثقفى مصر ، لا يجدون التفكير اثناء الازمات ، أم انه سوء حظ يرفض فرقنا ؛ لا لمرشح الاخوان ، والف لا لمرشح العسكرى ، والف الف لا لمرشحى الفلول !!! حنان عمار