محمد حسين يونس
العيش علي حافة الخطر .. مثل التواجد أسفل أو حول بركان غاضب .. أو في منطقة الزلازل .. أو بجوار مفاعل ذرى .. أو في منطقة الفيضانات المدمرة .. أو في الصحراء القاحلة .. أو في ساحة القتال .. أو في منطقة ملوثة .. تحدث تغيرا جوهريا في سلوك السكان .. و علاقاتهم .. و أساليب حياتهم .. و تطورهم .. و إبتكاراتهم .
الخطر .. نعمة علي البشر .. جعلت الزلازل أهل اليابان .. متفوقين ... و جعلت الصحارى و الجبال الوعرة.. البدو غزاة فاتحين .. سواء جاءوا من شبه الجزيرة العربية .. أو من شمال شرق أسيا كمغول و تتار و عثمانيون ..وأهل أوروبا مع البرد القارص .. مبدعين .. و متقدمين ...ومستكشفي أمريكا البيض .. مغامرين ...و لقد تغير سلوك المصرى الذى .. كان في السابق يعيش علي رحمة النهر .. فيتعاون مع جارة مهما كانت عقيدته علي إنشاء السدود و الجسور .. و حفر الترع .. و تعميق المجرى .. ... أو عندما ينخفض .. فيصبح في حاجة لإبتكار وسائل لرفع المياة و توزيعها .. و عدم جور المنبع علي المصب .. أو غزو المصب للمنبع لضمان سيولة المياة وعدالة القرار .
المصرى في ظل أمان السد العالي .. كسل .. و تكاثر بمتوالية هندسية .. و نسي زمن التعاون و التكاتف بين الجيران .. وإنشغل في تفاهات فرعية و معارك مع المخالف دينيا الذى تحول لعدو مطلوب نفيه..بهدف الإستيلاء علي ممتلكاته .. و هاجر الرجال للمدينة و لدول الجوار .. و تركوا رعاية الأرض للنساء و الأطفال .
العيش مهددا بخطر ما .. مثل المرض و الموت ..بواسطة الفيروس إياة .. سيغير من أولويات البشر .. فتصبح العلم و الطب و البحث و الوقاية .. أولويات تسبق القصور و الطرق و الكبارى .. و المدن الفاخرة .و تسقط النعرة الكذابة للسلطوية .. بعد ظهور عجزهم علي الإقناع و إستخدام القوة و المنع .. و مصادرة الحريات .
العيش علي حافة الهاوية .. سيغير من سلوك البشر عموما .. قد لا يكون لافضل .. و لكننا .. حتما لو إستمر الخطر محيط بنا لمدد طويلة سنكون أفراد من نو ع أخر .. هكذا تطورت الحياة علي الأرض .. بعد الكوارث الطبيعية اصطدام النيازك .. و ثورة البراكين .. وتغليف الجو بالأتربة و الغازات .. و إنتصار الطقس علي الديناصير ..أو الصراعات الحربية .. الأقرب منها الحرب العالمية التي تسببت في طفرة علمية و تكنولوجية .
جهز نفسك لوقت فراغ طويل .. و لتغيرات جذرية في حياتك .. إنها الفرصة لإعادة الإتزان لريتم وجودك .. و للتعلم .. و الفهم ... تعلم .. يا بني .. و لا تجلس واضعا كفك تحت خدك في إنتظار الفرج .. فقد يطول الإنتظار .