محمد حسين يونس
في مثل هذا اليوم من 37 سنة في نفس هذه الساعة السادسة صباحا .. كنت سايق عربتي و طاير في شوارع مصر الجديدة الخالية متجها للمستشفي التي تلد فيها .. فاتن ..
لم يكن هناك تليفونات محمولة .. أو أدوات لمعرفة موقف الجنين و نوعه .. و كنت لا أعرف ماذا ينتظرني هناك .. ولد أم بنت ..
المستشفي ساكن .. و هاديء .. و من الدور الأعلي جاء صوت نهي أختي .. هاتوا غيار تاني ..
لقد كان مروان قد ولد .. و له أخ توأم في سبيله .. للتواجد .. و لم أتماسك نفسي من الضحك فلقد كان لي توأما ( شاب و شابة) عمرهما 19 سنة من زوجة أخرى..
لقد كنا في إنتظار ( أحشويرش ) كما كنت أداعب والدته .. فجاء إثنان .. كانت ضحكاتي تكسر السكون المحيط .. فخرج الناس لإستطلاع الموقف .. و دارت الهمسات .. البكرية جابت إتنين .
أسرعت بالغيار الثاني و تأكدت أن الأول قد تم لفه ..فلقد خفت أن يهمل بسبب المفاجأة بوجود أخ له .
لقد جاء للدنيا قمرين .. .. كنت أريد أن أسمي أحدهما أتم ( أبو المصريين ) و الأخر حورس(حاميهم ) ..و لكن فاتن و صاحبتها هالة عمر .. وضعا رأسيهما بجوار بعض .. و خرجا بإسمين غير مصريين .. (مروان و عمرو) و أيدتهما أمي و أختي وخالات فاتن و باقي القريبات .. و خضعت لأوامر السيدات ..
كل سنة و أنتما زهرة الشباب .. تعيشوا يا رب .. قد عمر أبوكما و جدكما .. في راحة و سعادة .. و محبة للبشرية و إبداع .