الأقباط متحدون - مولد وصاحبه غائب!
أخر تحديث ٠٦:٠٤ | السبت ٢١ ابريل ٢٠١٢ | ١٣برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

مولد وصاحبه غائب!

بقلم- ميرفت عياد
أكتب إليك اليوم عزيزي القارئ وتزدحم في رأسي أفكار كثيرة أريد أن أتحدث معك عنها، لهذا قررت أن أُحضر كوبًا من الشاي وأجلس بجانبك لنتحدث بهدوء ودون انفعال، فأنت تعرف أن الخلاف لا يفسد للود قضية.
أريد أن أتحدث معك عن مولد سيدي الرئيس.. نعم، فلا تتعجب، فنحن حقًا أصبحنا في مولد.. لا يجني من ورائه المواطن المصري أي متعة أو منفعة كما اعتاد في الموالد الشعبية.. وكيف يجد المتعة وهو قد ركب في إحدى المراجيح وانقطع به التيار وتعلق ما بين السماء والأرض ينتظر مصيره المجهول؟..

ولا تتعجب عزيزي القارئ، فالمصير حقًا ليس مجهولاً فقط، بل مظلم أيضًا، خاصةً أنه ليس أمام المواطن الشريف سوى خيارين لا ثالث لهما.. فإما أن يقفز من فوق ليقع على أرض التشدد والتعصب صريعًا.. أو ينتظر الفلول حتى يعيدوا لأرجوحته التيار الكهربائي، وهنا يكون قد وافته المنية جوعًا وعطشًا من طول الانتظار.
نعم عزيزي القارئ، فأرجوحة الثورة توقفت بنا في منتصف الطريق قبل أن ينزل الجميع منها ليبدأ مشوار عمله وبناءه في تلك البلاد التي تحتاج إلى جهد جميع أبنائها المخلصين للخروج بها من شبح الإفلاس والجوع.. توقفت أرجوحة الثورة في منتصف الطريق بعد أن حلمنا أنها ستقفز بنا إلى مستقبل أفضل.. توقفت أرجوحة الثورة بعد أن أمسك بمفاتيحها من باع دماء الأبرياء.. توقفت أرجوحة الثورة.. والرهان الآن على المليونيات التي يجب أن تحركها من جديد بعيدًا عن الفلول والتيارات المتشددة.

والحقيقة، إن المواطنين البسطاء كثيرًا ما يتحدثون عن مدى الصداع الذين يعانون منه، فكثير من أفراد حزب الكنبة تائه يشعر بمصير غامض وعدم وضوح للرؤية.. يشعر في ذلك المولد أنه مهدد في قوت يومه.. أو أن هناك لصًا ما يتتبع خطاه في ذلك المولد ليسرق من جيبه تلك المحفظة التي تحتوي على بضع جنيهات قليلة لا تشفع ولا تنفع كما يقولون.. وأن أصحاب المولد لا يبالون به والكل لاه في مصالحة الخاصة.. فهل هو حقًا "مولد وصاحبة غائب؟!".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter