محمد حسين يونس
و رغم سقوط الفاشستيه بعد حربين مدمرتين وانهيار قوميه غريبالدى وهتلر وفرانكو وجميع الافكار القوميه التي انتشرت تعلن كل منها انها خير امه اخرجت للناس الا ان قوميتان (للاسف متواجدتين متجاورتين في منطقتنا ) ..ظلتا تباهيان الامم بتاريخهما .
احداهما الاسرائيليه التي إرتدت الزى اليهودى والاخرى القوميه العربيه التي تلفعت بعد فترة ببردة وهابية فأصبحت قومية إسلامية ..
إحياء القومية العربية و المطالبة بالخلافة الإسلامية كانتا وجهان لعملة واحدة سائدة في أسواق الفشل .. و السقوط . .. بالمنطقة التي نعيش فيها ... و سببا في تخلفنا.
القوميه العربيه التفت حول نموذجين احدهما بعثي والاخر ناصرى اختلفا في كل شىء واتفقا في تكوين دوله شموليه بوليسيه علي النمط النازى الهتلرى ليحققا صعودا هيكليا سريعا ثم تستغرقهما المغامرات العسكريه فيسقطا بنفس السرعه التي سقط بها هتلر .. مخلفين شعوبا لا زالت تعاني من قهر وبوليسيه انظمتها وشموليه اقتصاد يتحكم فيه مجموعه من المغامرين النصابين .. مع فكر يسيطر علية رجال الدين المتخلفين .
الجامعة الإسلامية إلتفت حول نموذجين أخرين .. الوهابية السعودية التي إزدهرت مع إرتفاع أسعار النفط و تراكم مليارات الدولارات لدى قوم يفتقدون لاى قدرة علي صنع تنمية شاملة تنقلهم من صفوف الضعفاء لكراسي القادرين ..
والنموذج الثاني .. حكم الأخوان الأردوغاني في تركيا الذى صعد من خلال الحوار الديموقراطي ثم لبد علي كراسي الحكم لا يتزحزح ..
.. الوهابية إحتلت المكان برشاوى من الذهب و الدولارات و الريالات علي الأرض .. و وعود بحور عين في السماء .. و الأخوان إرتفع صوتهم بالمغامرات العسكرية .. و الإرهاب .. و الإنفجارات .. التي تقودها تركيا بتمويل من قطر .
الصعود المفاجىء للناصريه ومن بعدها البعث .. ثم سيطرة الوهابية و الأخوان علي الشارع .. لا زال يضلل هؤلاء الذين يتخيلون ان بالامكان اعاده المغامرات القومية .أو الإثنية
في صراع استغرق النصف الثاني من القرن الماضي بين القوميتين الجارتين ... كان للقوميه الاسرائيليه التفوق الحضارى الدائم علي العربيه ... رغم التخلف الواضح لخطاب رجال دينها ومدارسهم إلا إنها اتبعت لغه العصر في إدارة الدولة التي كانت دائما ما تقاد إلي الليبراليه ... لذلك فنحن بشكل مستمر في مواجهة دولة متقدمة علميا ..ديموقراطية بين مواطنيها .. رغم فاشيستيتها .. مع جيرانها .. خصوصا الفلسطسنيون.
وعلي العكس مع استمرار قياده غير المؤهلين للأمه و قهرهم و تسلطهم و إرهابهم .. لا نتوقع إلا إستمرار الهزائم .. والاندثار الحتمي .. و تحولنا إلي جمهوريات موز لاتينية .
و هكذا ما لم ننظر حولنا و نتعلم من جيراننا كيف نتخلص بسرعه من قيود الناصريه والبعث والوهابيه و الأخوان ونتجه نحو العلم والحريه و الديمقراطيه السبيل الوحيد للخلاص من الجهل والتبعيه.... فإن الموازين ستظل علي ما هي علية . .. أف