لم تكن تعلم أن خروجها لاستنشاق الهواء النقي، واقتناء المستلزمات المنزلية داخل أحد الكومبوندات الشهيرة بالقاهرة الجديدة، سيكون الأخير، لتنهي حياتها، سيارة مسرعة يجلس خلف عجلة قيادتها صبي.
ولقيت شيماء مصرعها صباح أمس في القاهرة الجديدة، حيث صدمتها سيارة مجهولة، يقودها صبي، وتم نقل الجثة إلى المستشفى.
وبالانتقال والفحص، تبنين أنه أثناء سير الفتاة، صدمتها سيارة كانت تسير عكس الاتجاه، يقودها صبي، وتم نقل الجثة إلى المستشفى تحت تصرف النيابة، التي أمرت بدفن الجثة، وكلفت المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة، التي نجحت في إلقاء على الصبي السيارة ووالده.
صدمة كبيرة تسيطر على أسرة المجني عليها، حيث كانت تتسم بسيرة طيبة مع الجميع، وقالت شقيقتها رانيا نور، إنه تم تحرير محضر بالواقعة، برقم 7890 قسم التجمع الأول، حيث إن "شيماء" دهستها سيارة أثناء عبورها الشارع، خلف منزلها، التي يقودها طفل بين الـ15 و17 عاما من عمره، بصحبة 5 آخرين من أصدقائه، يتحركون على سرعة 140، المحظورة داخل الكومبوند.
"شيماء" خرجت ولم تعد.. ورانيا: كانت سندي وظهري
من شدة الحادث توفيت سريعا شيماء، 39 عاما، بينما صديقتها التي كانت بصحبتها، أصيبت بكدمات وكسر في عظام الحوض، لتترك خلفها زوجها وأطفالها الأربعة صغار السن، الذي لم يدركوا هول فقدانهم لوالدتهم حتى الآن، وفقا لشقيقتها رانيا.
"أختي كانت أجدع واحدة مع كل الناس ومحبوبة وبشوشة وخدومة وتحب الخير للناس كلها يعني".. بصوت متهدج من شدة الألم، تتذكر رانيا، في حديثها لـ"الوطن"، شقيقتها الراحلة التي كانت تقيم بالكومباوند، منذ أعوام كثيرة، وتستعيد أوقات طفولتهما وحياتهما معا بحزن بالغ، من الركض تحت المطر والمساندة والدعم المتبادل، لتصفها بأنها "كانت أختي وسندي وظهري".
اللقاء الأخير بين الشقيقتين، كان قبل يومين، حيث تركت رانيا طفلتيها لدى شيماء لعدة ساعات، وقبل مغادرتهم "حضنت ولادي أوي وقالت لهم بحبكم أوي"، حيث تحدثت الضحية مع شقيقتها عن رغبتها في التواصل مع الكثيرون، الذين تفتقدهم مؤخرا، فضلا عن الاحتفال سويا بعيد الفطر الماضي، وتحضيرهم الكعك والبسكوت لأول مرة بالمنزل منذ 20 عاما.
ألم فقدان شقيقتها الكبرى، تفاقم بشدة فور معرفتها بتولي 3 محامين الدفاع عن الجاني، مطالبة بالقصاص لاستراد حق "شيماء"، مؤكدة: "مش هنسكت وهنجيب محامي يدافع عن حقها".