صفوت سمعان
لا استطيع ان اكتب عن الشأن الأمريكى لأنه معقد ويحمل بين طياته تناقضات كثيرة
ولكن كل الذى استطيع ان اقوله هو متجمع متعدد بشكل ضخم وبقدر الأمكان يحتوى الجميع لأن هناك قانون ودستور يسرى على الجميع بأقصى ما يمكن تحقيقه من أجراءات قانونية ولذلك يستطيع اصلاح نفسه اولا بأول بآليات الديمقراطية التى لم نعهدها بعد فى الشرق الأوسط ...فحتى الرئيس يخضع للنقض والسخرية دون ان يحبس احد بدعوى انضمامه لجماعة ارهابية
لكن الشىء الغريب ان مجتمعات الشرق الأوسط الغارقة فى التمييز والعنصرية هى تصرخ وكأن امريكا واحة من التعصب والعنصرية والكراهية المتجذرة فيها (هى فى طيات التاريخ )
وكأننا نحن مثال اعلى فى التعايش والتسامح وعدم الفرز الطائفى والطبقى ولون البشرة والعرقية
فقائد الجيش الامريكى رفض امتثال لاوامر ترامب بنزول الجيش لو حدث عندنا لاختفى ذلك القائد ..انتم نستم واحد رشح نفسه فى الأنتخابات محبوس حتى اليوم
الشعب الامريكى نزل غضبا ضد العنصرية ...هل نحن ممكن نتعاطف مع السودانى الجنوبى الذى قتله صاحب كشك فى عين شمس منذ سنتين لأنه لونه اسود فحم ويسخر صاحب الكشك من لونه كلما مر امامه ليذهب بطفله للمدرسه ولم اعترض السوانى ضربه بسكين حتى قتل...فهل نزلنا نتظاهر ضد العنصرية حتى بعدد اصابع اليد ...!!!
هل نسنينا فى 31 مارس سنة 2005 مات اكثر من عشرات السودانيون الجنوبيون اللاجئون فى ميدان مصطفى محمود بالدقى لأنهم كان يقيمون فى جنينة الميدان ولأنهم يستخدمون دورات مياه ذلك المكان فقررت الشرطة تنظيف الميدان ودورة مياه المصلين باطلاق خراطيم المياه دون رحمه حتى على
الأطفال وتعامل الأمن المركزى بقسوة وعنف مبالغين تجاه الباقين
لدرجة ان الجميع خاف ان ينشر ذلك ومن تكلم كان مصيره التخوين ..فهل نزل اى عدد معترضا على ذلك ...بل كثيرون صفقوا بعنصرية بغضية لذلك وهللوا للشرطة على ذلك لأنه استراحوا من وجوههم ونضافتهم
.
هل نسينا الطائفية الحكومية سواء الطبقية او العرقية او الدينية المتأصلة فى المواطنين قبل الحكوميين فى التعينات والأختبارات وحتى فى التعينات فى الكليات .
هل نسينا ما تم فعله مع حملة الدفوف النوبيون المعترضين على عدم امتلاكهم لأراضيهم مقابل استيلاء الدولة عليه وتوزيعها للمستثمرين .
ما اكتبه جزء متخم من ملفات مغلقة وقد تكون حساسة ولكن نحن فى مصر اخر من نتكلم عن عنصرية امريكا وعن ديمقراطية امريكا وعن القانون الأمريكى حتى وان اخترقه اشخاص عديدون
لا ادافع عن امريكا ولكننى يحزننى اننا ندينها ونتهمها ونحن اخر من المفترض اخر من ننتقد
لأن النقد عندنا احيانا يذهب بنا لحبس احتياطى لمدد مفتوحة غير معلومة
اخرجوا القذى من اعينكم قبل اخراج الذى من عيون الآخرين
دمتم بخير