د.مينا ملاك عازر
من الحكومة المصرية إلى السيد كورونا المستجد الشهير بكوفيد19،
نتقدم لك بخالص التحية والتقدير على المجهودات الرائعة التي تبذلها سيادتك بالتعاون مع الوعي الجمعي للشعب المصري للتخلص من هذا الشعب الذي سأمنا منه، وضاقت صدورنا به وبطلباته، وكللنا منه ومن احتياجاته ورغباته، نتقدم لك بخالص الشكر والعرفان بالجميل، فلولا استثمارك لعدم وعيهم وتجاهلهم لقوتك ورغبتهم الجامحة لإجراء لقاءات مجتمعية بينهم وبين ذويهم بالرغم من تحذيرات العالم كله، ما كنا فلحنا في ما وصلنا له الآن من عدد كبير من الوفيات، وهذا العدد المهول من المصابين بسيادتك، نقدر مجهودك ونمتن له، فها هم منكبين على مصيبتهم التي بلوا أنفسهم بها، ولا ينتبهون لما نحيكه لهم من مصائب وكوارث وما نفعله من أخطاء وما ندبره لهم في الظلام.
لكن عليك أن تعلم أنه لولا تقاعسنا عن إعادة بناء المنظومة الصحية وتوفير العيشة الكريمة للأطباء، ما جعلهم يدبروا عن الالتحاق بمنظوماتنا، ولولا عنجهيتنا وإصرارنا على التعالي على الأطباء ونقيبهم، وتراخينا في توفير أسرة محترم بالمستشفيات، ومستشفيات على مستوى آدمي مقبول، لما استطاعت تحقيق ما أنت عليه من أرقام وفيات كبيرة، ناهيك طبعاً عن أنه لولا فقدان هذا الشعب الثقة فينا وفيما نقوله ونداءاتنا، وعدم تصديقه لنا ولتصريحاتنا وتحذيراتنا، وعدم اكتراثه بتحذيراتنا لما وصلت لهذا الإنجاز الكبير من المصابين، كما أنك يا سيد كورونا لا تستطيع إنكار أنه لولا فشلنا الاقتصادي الذي جعلنا عاجزين عن إجراء إغلاق تام وجاد كباقي دول العالم الجادة في مكافحتك، وحماية شعبها، نقول لولا هذا ما كنت لتحقق ما حققته من طفرات رقمية رسمية نعترف أنها أقل بكثير من الحقيقية بحسب تصريحات عضو اللجنة المشكلة لمكافحتك وإدارة أزمة وجودك.
سيد كورونا، نحن لا نعايرك بمجهودنا، فحتى هذا المجهود يصب في مصلحتنا، ولكن وهذا الاستدراك لأجل التعاون المرجو بيننا، نرجو أن تقلل من نشاطاتك الزائدة، فقد انكشفنا أمام الشعب، بأننا فشلنا في توفير مستشفيات وأسرة بها، وأجهزة تحميهم منك، وانكشفنا أن إجراءاتنا كانت شكلية وليست جادة لحمايتهم منك، بل تركناهم فريسة لك بتكدسهم في مواعيد محدودة للخروج والدخول والذهاب والعودة من وإلى منازلهم وأشغالهم حتى تستطيع أن تنال منهم، وتتمكن من صحتهم، لكن هذا لم يعد مقبول، فإن كان الشعب منكفئ اليوم على حاله الصحي وأحباءه والقلق عليهم، فربما يأتي يوم يستفيق من سطوتك ويلتفت لنا، يحاسبنا على ما تجرعه على يدك وبسببنا، وتنكشف الأخطاء، بل وفي بعض الأحيان الجرائم التي فعلناها بداعي حمايته، وهي كانت تدمره، الأسوأ من هذا وما يدفعنا أن ندعوك لأن تكف عن هجماتك المتتابعة، أن اقتصادنا انكشف وبات علينا أن نعود لفتح تام وكامل مثلنا مثل باقي دول العالم التي كانت جادة في الإغلاق واستطاعت أن تمر من أزمتك بسلام، وكان اقتصاده قادر على هذا الإغلاق، أما نحن فلا طاقة لنا على الإغلاق الجاد من الناحية الاقتصادية، ونحتاج جداً اليوم لفتح تام وكامل، فقلل من هجماتك وإلا أصبحنا يوما ما حكومة بلا شعب نكدره، فهدئ من هجماتك لنهدئ من روعهم، وإلا خسرت موطن لك وخسرنا كراسينا.
المختصر المفيد احمني يا رب من الحكومة، وأما كورونا فأنا كفيل به.