أكرمنا البشير وهو لا يستحق الإكرام وتحالف مع إثيوبيا ضدنا
كتب - نعيم يوسف
خلال الساعات الماضية، أصدرت وزارة الري والموارد المائية بيانا أعلنت فيه تعثر مفاوضات سد النهضة، واتهمت إثيوبيا بالتعنت ومحاولة فرض أمر واقع، والانفراد بسلطتها على ملف المياه، والتحكم فيها كما تشاء.
المشكلة الأخطر
وقال سمير غطاس، النائب البرلماني، إن مشكلة إثيوبيا وسد النهضة هي الأخطر في تاريخ مصر، لأنها تمثل "تهديد وجودي" لمصر، مشددا على أن مصر مساحة كبيرة من الصحراء القاحلة، وبدون النيل تتحول إلى فراغ صحراوي كبير، وقضية النيل والمياه قضية "حياة ووجود".
وأضاف "غطاس"، في لقاء مع برنامج "كل يوم"، المذاع على قناة "أون إي" الفضائية، ويقدمه الإعلامي خالد أبوبكر، أن الحصة الحالية لمصر من مياه النيل لا تكفيها في الزراعة والصناعة ومياه الشرب، ومصر من الآن دخلت مرحلة الخطر والفقر المائي، وبالتالي فإن ملء السد دون الاتفاق مع مصر، يعني إلحاق خطر ضخم وخطير بمصر، يصل إلى "الخطر الوجودي".
التأثير على مصر
وأضاف النائب البرلماني، أن الكمية التي تصل لمصر من المياه ستصل إلى أقل من الثلث، وفي فترات الجفاف سيكون الوضع أكثر خطورة، وتتعرض مصر "لخطر ماحق"، مشيرا إلى أنه بعد عدة سنوات من المفاوضات وصلت مصر إلى طلب متواضع جدا من إثيوبيا، وهي التنسيق في فترة ملء السد حتى تجد مصر عددًا من البدائل الأخرى.
إثيوبيا والإخوان
وتابع، أن إثيوبيا استغلت فترة الثورة وبدأت في بناء السد، وفي فترة حكم الإخوان حدثت مهزلة، من خلال إذاعة اجتماع لرئيس الجمهورية به تهديد لإثيوبيا، كما حدث فيما بعد تأخير في معالجة هذا الأمر، وتأخرنا في تحديد ووضع استراتيجية للتعامل مع قضية سد النهضة.
المفاوضات والولايات المتحدة
ولفت إلى أن المفاوضات في السنوات الأخيرة أوضحت أن إثيوبيا تراجعت عن كلامها، وتستخدم أسلوب إسرائيل في التفاوض، وهو الدخول في المفاوضات، بينما تفرض أمرا واقعا على الأرض، كما أن موقف السودان تزحزح إلى "وسيط" بدلا من حليفا لإثيوبيا كما حدث في عهد عمر البشير الإخواني الذي أكرمته مصر، وهو لا يستحق الإكرام.
وأكد أن الولايات المتحد تملك القدرة على إجبار إثيوبيا للتوافق، ولكنها لا ترغب في هذا الأمر.
وأشار إلى أنه في فترة من الفترات، كان لدينا وزيرا للري، صرح بأن مصر تمتلك مياه جوفية تكفيها لـ100 سنة، موضحا أن هذا التصريح لم يكن يجب أن يمر دون عقاب، وكان يجب معاقبة هذا الوزير، لأننا يجب الترويج لأن الشعب المصري وهو 100 مليون سوف يتعرض للعطش.
صنع أزمة دولية
وشدد على ضرورة صنع أزمة دولية، وشرح الأضرار التي سوف تتعرض لها الدولة المصرية حال اكتمال بناء السد، كما يجب علينا تغيير سياسة التفاوض، وأيضا تغيير المفاوضين المصريين، ويجب إضافة دورا للأحزاب وقوى المجتمع المدني، للمفاوضات، وهذا يعطي صورة للعالم أن مصر كلها تعيش أزمة ولن تتحمل هذه الأزمة.
ولفت إلى أن مصر لم تنجح في نقل الصورة للدول الشريكة في بناء السد، ومنها إيطاليا والصين، مشددًا على أن هذه الدول إذا شعرت بخطورة بشأن علاقات مصر معها سوف تغير رأيها وتضغط على إثيوبيا، وعلى مصر أن تضغط على هذه الدول بالعديد من الأوراق التي تملكها.
وأكد على أن مصر يجب عليها التفتيش عن بدائل أخرى لتوفير المياه، ووضع استراتيجية لذلك.
وأشار إلى أن بعض الدول العربية شاركت في بناء سد النهضة، من خلال شركات خاصة، مثل "العامودي"، وهي شركة سعودية، وكان هناك حسابات مفتوحة في البنوك المصرية للتبرع لبناء سد النهضة، مضيفا: "وأنا مسؤول عما أقول"، لافتا إلى أن هذا كان منذ عشر سنوات، ولكن فيما بعد تم تداركها فيما بعد.
تركيا وإسرائيل في الخلفية
تركيا وإسرائيل وقعتا اتفاقية مع إثيوبيا لـ"تطوير الموارد المائية وحمايتها"، لافتا إلى أن هناك دول أخرى تسعى للاستفادة من مشروع السد، والعواصم الكبرى مثل واشنطن، وموسكو وبرلين، وباريس، لا يضغطون على إثيوبيا ولكنهم يسضيفون المفاوضات فقط.
وأوضح أن المفاوضات وتغيير الاستراتيجية لن تكون حلا للأزمة، ويجب البحث عن بدائل معها.