ايمن منير
يحتل النيل الازرق والذي يبدأ رحلتهُ من غابةً تقع الي الجنوب من بُحيرة تانا بهضبة اثيوبيا مُجتمعاً الي هذه البُحيرة الجزء الاكبر من تجمُعات المياه
فهوا يُشكل نسبة 80% ( وهذا رأي لايستند الي حُجة مؤكدةً فاراء العُلماء والخُبراء قد تُخطئ وتُصيب ) من المياه التي تجتمع معاً عند التقاؤها بالنيل الابيض والذي يأتي من خلف اثيوبيا مُمتداً من بُحيرة فيكتوريا .. حيث ان الامطار تهطُل علي اثيوبيا وفوق هذه الغابة بالجنوب بشهر ( تموز ) يوليو / ( وأيلول ) سبتمبر .. من كل عام ثم فوق الهضبة الاثيوبية بغزارة شديدةً .. الي انها تعمل علي تحويل الطُرق باثيوبيا الي مُستنقعات لا يُمكن الترجُل بها الا بصعوبة بالغة .. ونتيجة لذلك تتكون بُحيرات صغيرة وبشكلً سريع مُحولة الهضبة الاثيوبية الامهرية الي جُزر معزولة تُحيط بها المياه من كل جانب .. ولكن جدول ونهر النيل الازرق الذي يبدأ رحلتهُ من غابة تقع بجنوب بُحيرة تانا ثم الي هذه البُحيرة يستوعب هذه المياه ويتحول في هذا المُوسم من كل عام من جدولً صغير الي نهر كبير
اما نهر النيل الابيض والذي يتجاوز طولهُ النيل الازرق بكثير جداً والذي تقع منابعهُ أتياً من هضاب تنحدر بمُحاذاة بُحيرة فيكتوريا ثم مُندمجاً معها بالعديد من الجداول من الخلف والامام بوسط افريقيا من الناحية الشرقية .. مخترقا العديد من دول المنبع اتياً ومُخترقاً منطقة البُحيرات العُظمي بوسط افريقيا الي جنوب رواندا ويجري من شمال تنزانيا الي بُحيرة فيكتوريا العُظمي بأفريقيا فهي اضخم بُحيرةً أستوأئية افريقية بمساحة
69485 كم/ مربع وهي ثاني اكبر بُحيرة للمياه العذبة بالعالم بعد بُحيرة ( سوبيريور ) بالولايات المُتحدة الامريكية .. سُميَّت البُحيرة بهذا الاسم نسبة الي الملكة البريطانية فكتوريا والذي اطلقهُ عليها الرحالة البريطاني جون هانين سبيك وهو أول رحالة يصل اليها بعام 1858 .. تُطل علي البُحيرة ثلاث دول افريقية هي أوغندا وكينيا وتنزانيا .. تملك أوغندا 45% من نسبة المياه وتنزانيا 49% وكينيا 6 %
وهي نسَّب غير مطروحة علمياً ايضاً ..
والا فأين مايُِغذي النهر الابيض من مياه ذهاباً الي التقاء النهرين الابيض بالازرق بوسط السوادن وعند مُحافظة الخرطوم حيث ينحدر النهران مُلتقيان بأمتداد نهر النيل الي دول المصَّب .. ثم الي البحر المُتوسط
لذلك فليس هُناك تخوفاً بالغ الخطوره من اقامة السد الاثيوبي وان نكون بهذا الهلع من تدَّاعيات هذا السد المزعوم ..
فلقد كان الاجدر باثيوبيا ان تُقيم سداً يكفي احتياجاتها من الطاقة الكهربائية نظراً لوجود العديد من البلدان لديهُم دون انارة علماً بأن تعدادهُم يتعدي المائة وعشرون مليون نسمة فاغلبهم يعيشون حياةً بدائية ويحتاجون الي مصدر قومي ومورد للبلاد .. وهذا حقهُم بأن تكون لديهُم طفرة واملاً يعيشون عليهِ في تحقيق حياة افضل لهُم ولابنائهم .. ولكن يجب ان يكون هُناك إعمالا للحق والعدل والمنطق .. فلقد بدئوا بانشاء هذا السد بعام 2015 بعد ان وقعَّت مِصر لهم ببدء الانشاء وذلك لانه كانت هُناك موافقة مبدئية عُقدت قبل ذلك وقبل حُكم الرئيس السيسي .. وقد كان لا مفر امام المُجتمع الدولي من التوقيع وهذا حقهُم .. الم نبني نحنُ السد العالي مُنذُ خمسينات القرن الماضي ومن حينها ونحن بطفرة تكنولوجية وتصنيعية عن طريق استخدامُنا للطاقة الكهربائية كما اننا استخدمناها بانارة ليس المصانع فقط وادارة وتدوير الالات والمُعدات وانما بالمنازل والشوارع والمُدن والقُري .. يجب ان نكون مُحايدين وان نُعطي الحق لاصحابه ولكن بلا استهجانً منهُم كما حدث بوزير خارجيتهم
وتصريحاته المُستفزة ( فلقد وقعَّت مِصر طبقا لاتفاقية المبادئ والتي تم عقدُها بين الدول الثلاث والتي لا تجور علي حق دولة لها احقية كاأحد دول المصب بنهر النيل .. كما ان عدم وجود اثيوبيا
بمائدة المفاوضات الاخيرة والتي عُِقدت بواشنطُن ودعّت اليها السودان .. علي الرغم من لجوء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الاميركي دونالد ترمب للخلاص وفض هذه المُفاوضات بما بتناسب ومصلحة الدول الثلاث
لهو أمرًُ في منتهي التكتيك والاستراتيجية العسكرية .. ثم اللجوء لمجلس الأمن طبقاً لميثاق الاُمم المُتحدة ودستورها من المادة 35 فيماحول انشاء السدود وحقوق الدول المُتشارِكة بالأنهار .. ليس لأننا نعرف ان مجلس الأمن قد وُضع لاحقاق الحق بين الدول فقط .. فهذا ايضاً تتحكم بهِ اميركاً طبقاً لمصلحتها وتُحركهُ كيفماتشاء كعرائس الماريونيت .. ولكن لان مجلس الأمن ليس بهِ أميركا فقط ولكن خمس دُولً اعضاء من الدول العُظمي الدائمين وعلي رأسهُم روسيا .. ونحنًُ نعلم بنزاهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
كما أن مِصر من الاعضاء الغير الدائمين بالدورة السابقة للمجلس .. ولكن ان تأتي تصريحاتً بهذا الشكل المُنفّر من وزير خارجية اثيوبيا ثم عدم حضورهُم لمائدة المُفاوضات .. فهوا أمر يُمكن التكهن بهِ .. رُبما لان اثيوبيا لم تعمل علي اقامة السد كما يجب مُعتمدة علي شركة وطنية تتبع الجيش الاثيوبي وعدد من الجنرلات ليسوا مُهندسين ولا لديهِم الخبرة بهذا المجال من اقامة السدود حيث ان شركة ميتيك ( Metec ) الوطنية الاثيوبية وهي الصرح العملاق باثيوبيا فهي مُتعددة الصناعات لا تملك حقاً الخبرة بهذا المجال ولذلك تم الاعتماد علي المُهندس الايطالي سمجنو والذي أنتحر علي جراء تداعيات انشاء هذا السد ولعدم امكانهُ انجازهُ ( ولا يُعرف هل هو من اقدم علي ذلك ام انهُم قاموا بتصفيتهُ ) بالدقة المطلوبة وعدم استلامهُ ميزانية تفي بتكاليف الانشاء
كذلك وجود بعض التصدُعات والشروخ بالجُزء الايمن للسد
تصدُعات شديدة الخُطورة
وتتكتم الاوساط الاثيوبية بحالة من الذُهول والشركة المُنفذة فهل يجوز لهُ عمليات حقن او ترميم ..؟
ويقول( كيفل ) وهو المُدير المُباشر
لسمجنو عن تغيير التصميم الذي اقترحتهُ شركة Metec انهُ تصميم لا معني لهُ فأن الهدف الان هو بدء ملئ الخزان بشهر يونيو ( حُزيران ) التالي .. ( والعمل علي انتاج الطاقةِ الكهرُبائية من توربينين فقط مبدئياً من ستة عشر توربيناً بالمُستقبل لتصدير الطاقة وأول دول أفريقيا المُستفيدة من هذا التصدير هي دولة السودان ومن المُتوقع ان تكون السودان قد ساهمَّت في تكاليف أنشاء هذا السد ولذلك تحرص علي الوجود بمائدة المُفاوضات بواشنطن بل وتدعوا مِصر اليها ) .. ثم استكمال البناء بعام 2022 برغم وجود حاجة الي هدم بعض ماتم أنجازه اولاً لان هُناك قدرًُ كبير من عدم اليقين لأن Metec انشأت مخرجين سُفليين ولاسباب تتعلق بالجودة فلقد بدئنا بالفعل في ازالتها.. ثم تم اعطاء المشروع لشركة اجنبيةً لتقوم باستكمالهُ .. وعندما يخرُج رئيس هيئة الاركان الاثيوبي مُهددا ومُلوحاً بأعلان الحرب ضد مصر ويتبجح قائلاً ان اثيوبيا تعرف جيداً كيف يُمكنُها ادارة الحرب عندما يحين وقتها .. فهذا أمرًُ به خلل من الجانب الاثيوبي .. والذي قد يكون هذا السد هو المحك في السيناريو التالي من قصة الربيع العربي وايقاع وترضيخ مِصر .. اذا لم نُفكر جلياً ونعرف الطريق المُلتوي المرسوم لمِصر والذي سوف ينقلب عليهم بارادة الله كما حدث بالربيع العربي .. فالسد بناؤه ليس كما كانوا ينشدون ودول كثيرة قد مولتهُم من بينها اميركا وقطر .. فانهيار سد كهذا لا يتعدي انشأؤه الخمسة مليارات دولار لا يُسبب مشكلةً لمن مولوه بقدر ما يُريدون ايقاع مِصر بفخ وشرَّك الفعل المُشين بالتعدي علي ما قد وقعَّنا عليهِ ( وحينها تستقبل مِصر حرباً عالمية بعد ان نكون قد استنفذنا جزءً لايُستهان به من اسلحتنا وطائراتنا وصواريخنا من جراء ضرب هذا السد وليس اثيوبيا بالطبع ) ورُبما بمُساعدة مجلس الامن ان لم نكن قد قُمنا بالإبلاغ بمجلس الامن وهيئة الامم المُتحدة لاثبات حُسن النوايا وبأننا علي مائدة المُفاوضات علي الرغم من استنفاذنا هده الطاقة الايجابية
فلنا عشرُ سنوات نتفاوض علي كيفية انشاء وملئ هذا السد وعدم اهدار حصة مِصر والسودان من المياه .. فنحنُ نُرجئ قرار ضرب هذا السد ان لم تتعاون اثيوبيا وتعرف حقوق الدول التي تتقاسم معها نهر النيل ليس لأننا نخاف من قرار الحرب ولكن منعاً لايقاع مِصر بشركً صغير كهذا ونحن العقلُ المُفكر والمُدبر للعالم في التيكتيكات العسكرية والمُناورات الحربية .. كذلك لمَّن
يتسألون لماذا تأخُذ مِصر قرار الحرب مع ليبيا ضد اردوغان وتسكت عن حقها مع اثيوبيا ..!
نحن لم ولن نصمُت تجاه حقوقنا بنهر النيل .. كذلك لم نتأهَّب للحرب مع ليبيا الا عند المساس بالاراضي الليبية فأمن ليبيا هو أمنُ مِصر
كذلك والجزء الاخير من مقالي هذا عن فكرة انهيار السد الاثيوبي وهو أمرًُ مُستبعد .. لانهُ يقع في منطقة زلازل فلقد تم انشاء السد بين اثيوبيا والسودان وعلي الحدود السودانية الاثيوبية بمسافة تبعُد 700 كيلو متر عن منطقة الزلازل كما اننا لو افترضنا جدلاً بأن التصدُعات الموجودة بالسد صحيحة فأن الشركة الحالية والمنوط بها انشاء السد طبقاً للمُواصفات العالمية قادرة علي العمل علي هذا .. وان يخرُج انشاء السد بصورةً مُبهرة للعالم كذلك فأن الدول الثلاث واقعين بمنطقة زلازل فلا ننسي الزلزال الذي ضرب القاهرة عام 1992 .. فهذا لا يُعطي لنا الحق بحرمان اثيوبيا من عمل نهضةً عُمرانية وزراعية تقوم علي انشاء هذا السد فالحقُ يُقال فالدول التي تضربُها الزلازل باستمرار مثل اليابان وفي جميع ارجأؤها لاتمتنع عن البناء والعُمران باستخدام تكنولوجيا هائلة ووضع التكهُنات لما قد يحدُث .. هذا من ناحية
من ناحية اُخري فمن المُستبعد
الحاق الضرر بمِصر نتيجة انهيار هذا السد والا فكانت السودان اول من يتخوف من هذا الأمر
لانهُ مهما كانت سُرعة المياه لمن يدَّعون بأن انهيارهُ يُسبب دماراً يتعدي قُنبلتي نجازاكي وهيروشيما فهذا كلام غير صحيح .. لان سُرعة المياه هذه تُقابلها دولة تسبق مِصر بكاملها وهي السودان والعديد من المُدن والمُحافظات السودانية والمصدات والحواجز التي تُقابل المياه .. وفي حالة وصولها الي مِصر سوف تُقابلها بُحيرة ناصر الصناعية والتي تسبق السد العالي ثم السد العالي نفسهُ والذي شهدت لبُناءه الولايات المُتحدة الامريكية في كم التكنولوجيا الهائل والذي بُذل في مُقومات انشاءه .. ثم لن ترتفع المياه فوق خران السد وتتعداه ..! وحتي ان حدث ذلك
فستُقابلُها بحيرة توشكي والعديد من البُحيرات الصناعية ومجري توشكي والذي يصُب بالصحراء الغربية .. فالصحراء الغربية فقط برمالها تستطيع ابتلاع عشرة اضعاف مالهذا السد من مياه .. ثم مجري نهر النيل نفسهُ والذي يصُب بالبحر المتوسط ..! فلا تنزعجوا من فكرة وما روجهُ البعض من دمار لمِصر حتي مُحافظات الدلتا فهذا غير صحيح
من ناحية اُخري .. يجب علي اثيوبيا ملئ السد ليس بموسم واحد لفيضانات المياه والامطار لديهُم بل لياخُذ ذلك علي اقل تقدير ثلاث مواسم مُتتأليةً لتستطيع مِصر والسودان الحفاظ علي حصتهُما من المياه
وذلك نتيجة لمواصفات هذا السد الذي تفوق ارتفاعات خزانهُ والبُحيرة التي تحتزن المياه بهِ عشرة اضعاف ارتفاعات بُحيرة ناصر والسد العالي وذلك لتشغيل هذا الكم من التوربينات ..
مِصر لن تتنازل عن مائدة المُفاوضات .. لحين اعطاء كارت احمر من مجلس الأمن والامانة العامة للاُمم المُتحدة
فالله المُوفق والمُستعان
والوطن لمن يُحب الوطن
تحيا مصر