نادر شكرى
أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين حسن السايس وطارق محمود محمد، حيثيات حكمها الصادر على 9 متهمين في ضوء إعادة محاكمتهم بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ"حرق كنيسة كفر حكيم بكرداسة".
وكانت المحكمة قد عاقبت في 2 يونيو، سبعة متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، فيما برأت متهمين آخرين، حيث قضت المحكمة بمعاقبة كل من عبدالرءوف نجم، وأشرف السيد عبده، وماهر جميل عبدالعظيم، وسعيد يحيى عتريس، وصبحي ربيع عبد العال، وحسام السيد محمود، وأشرف سعد حنفي، بالسجن المشدد لمدة 15 عاما عما أسند إليهم، ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات، وبراءة كلا من طارق إبراهيم أحمد وياسر سامي إسماعيل.
وأشارت حيثيات الحكم إلى أن وقائع هذه الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من مطالعة الأوراق وما حوته من استدلالات وتحقيقات، وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل في أن ليلة يوم الأربعاء الموافق 14/8/2013 وعلى إثر فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة، واللذين كان لفضهما واقع في نفوس من تعلقت أهواؤهم بجماعة الإخوان.
وتابعت المحكمة: "منهم المنتمي إليها ومنهم المؤيد والمناصر، مما كان له بالغ الأثر في القضاء على آمال المشاركين فيهما والمؤازرين لهما في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثلاثين من يونيو، ولأن هذا الفض جاء على خلاف ما يرغبون، فقد حمل في فحواه معنى الهزيمة وكسر الشوكة لجماعة الإخوان".
واستكملت: "وهو ما دفع المتهمين ماهر جميل القهاوي، وعماد هرام القهاوي، والشيخ ماهر جميل، وسعيد عتريس المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بمنطقة كفر حكيم إلى إطلاق صيحات تحريضية عبر مكبرات الصوت بالمساجد يدعون فيها الأهالي إلى التجمع أمام مسجد أبو شكر للخروج في مسيرة كبيرة للاعتراض على فض اعتصام رابعة، وتحريض الأهالي على إحراق الكنيسة بدعوى أن الدين الإسلامي في خطر وأن المسيحيين هم الذين فوضوا المسئولين في قتل المسلمين في رابعة".
وتابعت: "صوروا الأمر على أن ما فعله رجال الشرطة من فض الاعتصام بالقوة في رابعة كان بإيعاز من المسيحيين، ودعوا إلى الاعتداء على المسيحيين، وهدم منازلهم، وحرق الكنيسة، فاستجاب بعض الأهالي لدعوتهم، واحتشد المتهمون عبد الرؤوف نجم أبو عبد الله السنوسي، وماهر جميل عبد العظيم القهاوي، وعماد هرام القهاوي وصحة اسمه "أشرف السيد عبده محمد".
وسعيد يحيى عتريس، وصبحي ربيع عبد العال، وأشرف السيد زهران وصحة اسمه "حسام السيد محمود السيد زهران" وشهرته "أشرف"، وشريف سعد حنفي وصحة اسمه "أشرف سعد حنفي" وشهرته "شريف" وآخرون سبق الحكم عليهم وآخرون مجهولون من عناصر جماعة الإخوان والقيادات الإسلامية المتشددة بكفر حكيم في تجمهر غير مشروع مؤلف من أكثر من ألف شخص".
ووصفت المحكمة التجمهر بالقول: "انصاعوا لنوافير الشر يحملون الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء والعصي وزجاجات المولوتوف على نحو جعل السلم العام في خطر، وتوافقت إرادتهم وتوحدت على وجوب التجمهر أمام كنيسة السيدة العذراء بكفر حكيم بغرض التعدى على المسيحيين وإحراق الكنيسة وتخريبها واقتحامها، وأخذوا وجهتهم صوب الكنيسة تجمعهم العداوة والبغضاء وهم يرددون هتافات "إسلامية إسلامية -الله أكبر الله أكبر – يسقط حكم العسكر، ويسبون الجيش والشرطة".
وأثناء سيرهم كانوا يقذفون منازل المسيحيين بالحجارة، ويطلقون الأعيرة النارية في الهواء لإرهاب الأهالي للحيلولة دون ضبطهم ومنعهم من التدخل، وليتمكنوا من ارتكاب جرائمهم، وهاجم المتجمهرون الكنيسة بالأسلحة النارية وكسر أحدهم نافذتها بالطابق الأرضي ودلف منها إلى قاعة المناسبات وقام بفتح الباب من الداخل، فاقتحمها المقتحمون وأشعلوا أنابيب البوتاجاز، وزجاجات مولوتوف وعبوات من البنزين كانوا يحملونها.
وأضرموا النيران في الكنيسة، بينما كان يقف خارجها آخرون يقذفون المبنى بزجاجات المولوتوف، وذلك بغرض إحداث الفتنة الطائفية والفوضى في البلاد تحقيقًا للغرض من التجمهر، وقد شارك المتهمون في هذا التجمهر مع علمهم بالغرض منه واتجهت إرادتهم إلى تحقيقها.
وقعت جرائم تنفيذًا للغرض المقصود من التجمهر فحاز وأحرز المتجمهرون أسلحة نارية بعضها بغير ترخيص والبعض الآخر مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها (بنادق آلية، وفرد خرطوش) أسلحة بيضاء (مطاوي، وأدوات وآلات وعصي وقطع حديدية) مما تستعمل في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية في أماكن التجمعات بقصد استعمالها في الإخلال بالأمن والنظام العام، وأطلقوا وابلًا من الأعيرة النارية لإرهاب المواطنين ومنعهم من التدخل لإنقاذ الكنيسة ليتمكنوا من إتمام مقصدهم وإشعال النيران بها.
كما منعوا سيارات الإطفاء من ممارسة عملها، مما أخل بالأمن والنظام العام وأحدث الفوضى وألقى الرعب في النفوس، وانصرفت إرادتهم إلى التخريب العمدى لمبنى الكنيسة ومحتوياتها والتي يقام بها شعائر الديانة المسيحية ولها حرمة عند أبناء الديانة المسيحية مع علمهم بذلك، فألقوا على المبنى زجاجات المولوتوف والحجارة، وأضرموا فيه النيران فاشتعلت الكنيسة واحترقت بعض أجزائها وعاثوا فيها فسادًا وإفسادًا، وكان ذلك تنفيذًا لما توافقوا عليه من وجوب الانتقام من المسيحيين، بقصد إشاعة الفوضى وإحداث الفتنة الطائفية تحقيقًا للغرض من التجمهر.
وتراوح قيمة ما تم تخريبه من 600 ألف إلى 800 ألف جنيه، وواصلوا جرائمهم بقصد تنفيذ الغرض المقصود من التجمهر، في عقب اقتحام المتجمهرين الكنيسة قاموا بسرقة منقولات.