الأحد ٦ مايو ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
بقلم : د.ممدوح حليم
إن القرعة فكرة قديمة موجودة بكثرة في العهد القديم. إنها فكرة يهودية بالأساس، وقد نقلتها الشعوب عنهم. انظر إلى ما جاء في سفر الأمثال:
"القرعة تبطل الخصومات، وتفصل بين الأقوياء" أمثال 18 : 18
وفي فجر المسيحية، وتأثرا ً بهويتهم اليهودية، وقبل حلول الروح القدس عليهم، أجرى تلاميذ المسيح قرعة لاختيار بديل ليهوذا الذي أسلم المسيح لصالبيه.
يقول سفر أعمال الرسل:
" أقاموا (التلاميذ) اثنين.... وصلوا قائلين أيها الرب العارف قلوب الجميع، عين أنت من هذين الاثنين أيا ً اخترته ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه. ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا ً " أعمال 1 : 23 – 26
لكن الموقف تغير بعد حلول الروح القدس عليهم، وصار الروح القدس يقود خدمتهم ويوجههم. انظر إلى الموقف التالي:
" وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه، فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيدي ثم أطلقوهما" أعمال 13 : 2 ، 3
لم يحدد الكتاب المقدس الوسيلة التي قال الروح القدس للتلاميذ ما قال، هل كان صوته مسموعا ً ؟ هل تكلم من خلال أحد أم ماذا؟ هل أوحى لأحدهم ؟.
من خلال الموقف الأخير، ومتابعة لسفر أعمال الرسل، نستخلص ما يلي:
(1) صارت القيادة والتوجيه في الكنيسة للروح القدس رغم عظمة التلاميذ.
(2) توقف التلاميذ عن ممارسة القرعة بعد حلول الروح القدس عليهم
(3) لا نجد أثر لممارسة القرعة فيما بعد من قبل بولس رغم تعدد رحلاته وخيارته في خدمته للمسيح.
والخلاصة أن القرعة وسيلة لجأ إليها التلاميذ لافتقادهم التوجيه من الرب قبل حلول الروح القدس، أما بعد ذلك فصار الروح القدس يقودهم فيما يتخذوه من قرارات واختيارات.
"لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" روميه 8 : 14
ومن ثم فإن ممارسة القرعة نوع من الارتداد إلى اليهودية وإهدار لقيادة الروح القدس للكنيسة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع