الأقباط متحدون - آذانهم قد ثقل سماعها وغمضوا عيونهم (مت 15:13)
أخر تحديث ٠١:٤٦ | الأحد ٦ مايو ٢٠١٢ | ٢٨ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"آذانهم قد ثقل سماعها وغمضوا عيونهم" (مت 15:13)

بقلم- لطيف شاكر
أمور محيرة لهؤلاء الذين يعلموننا، وطرقهم مخالفة لعظاتهم المرشدة لنا، ينطبق المثل القائل "أسمع كلامك أصدقك أشوف أعمالك أندهش"، لكن الكتاب المقدس يحسمها.. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وأفعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون. (مت3:1).

يقولون لنا ليل نهار: "من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (مت 11:10)، وهم يتنافسون على الرفعة والكرسي المتقدم.

يقولون لنا: "لا تكونوا من أصحاب المتكأ الأول، وهم  يلهثون عليه بلا استحياء، ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي (مت 6:10).

يتكلمون كثيرًا ويعظون أكثر وفي أول محك يسلكون خلافًا لما يقولونه، وعندما نواجههم  يسرعو إلى التأويل والتبرير.. ماذا دهالكم يا أسيادنا؟ هل نحن قطيع من الأغنام تسوقونهم بتعاليمكم التي لا تطبقونها على أنفسكم؟ أم لا يجب لنا إلا السمع والطاعة لنيافتكم مهما تكلمتم وفعلتم؟ هل امتلكتم الحقيقة وحدكم؟ هل امتلكتم الحكمة دوننا؟ من أقامكم علينا ونحن لم نقيمكم؟.. كيف ستملكون على قلوبنا وأنتم لا تملكون مقوماتها وآلياتها؟... لا تكونوا حكماء عند أنفسكم (رو 16:12)، وليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله (رو1:1).

قابلت مرة أستاذ علوم لاهوتية في إحدى الجامعات بـ"أمريكا"، وناقشته في بعض الأمور الروحية، فوجدت إجابته لا تعبر عن إيمانه أو تعاليم الكتاب المقدس، فسألته مندهشًا كيف وأنت عالم لاهوت تقول مثل هذا الكلام؟ فأدهشتني إجابته، وكدت أسقط في يدي، قال لي: أنا أستاذ لاهوت، هذا عمل يا عزيزي، ومن خلال مادتي أستطيع ان أجيب على أي سؤال يخص اللاهوت، أما قناعتي الشخصية لا أؤمن بوجود الله، وأمارس حياتي حسبما شئت بحرية.. إنه عمل ووظيفة فقط دون إيمان واختبار.. يستطيع أن يلقن معلومات حفظها لكن لا يؤمن بها.. وهل هذا هو حالنا ياسادة؟!!!!!

لا تكسروا يا أصحاب النيافة ما تسلمتموه من آبائنا، وما قررته المجامع المسكونية والمحلية، ومن الآباء الأولين، وما جُبلنا عليه، وليكن لكم عبرة في الثلاث مطارنة الذين خالفوا التعاليم المسلمة لنا.

اسمعوا الأنبا "يؤانس"- مطران "البحيرة"- البابا الـ 113 بعد أن طمع في الكرسي البابوي مثلكم، يقول: "قد شهد كثير من الآباء ومن الشعب بأنهم سمعوه يلفظ بألفاظ الندم والاستغفار لنقضه نظام الآباء وقبوله منصب البطريركية، وصار يلعن اليوم الذي تطلع إلى الكرسي البابوي، حتى أنه كان يرفض الجلوس على الكرسي البابوي" (كتاب سقوط الجبابرة).

واسمعوا أيضًا ما قاله الأنبا "مكاريوس"- مطران "أسيوط"- بعد أن لهث على الكرسي  ليكون البابا الـ  114.. كانت الدموع لم تفارق الأنبا مكاريوس في صلواته، الذي كان يقول بلسانه: "يا ليت رجلي كسرت قبل دخول البطريركية" (مقالة للقمص بيشوي كامل بخصوص رفضه الأساقفة اعتلاء كرسي البابوية خلال ترشح الأنبا شنودة أسقف التعليم والأنبا صموئيل أسقف الخدمات، ولم يهدأ حتى سيامة البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك للكرازة المرقسية وأسقفًا للإسكندرية والقاهرة).

والكل يعلم نهاية البابا "يوساب" الـ 115- مطران جرجا- المأساوية بعيدًا عن الكرسي، وخطفه سابقًا، والنكبات التي حلت عليه.

ويشهد القاصي والداني أنهم كانوا مطارنة أجلاء، وكان مشهود لهم بتقواهم وسيرتهم النقية وإدارتهم الحازمة في إيبارشيتهم، وتمتعوا باحترام الناس لهم، ومهابون من الجميع، ولكن عندما اعتلوا الكرسي البابوي تبدل الحال، وضعفت هيبتهم، وخرج الأمر من يدهم، وارتكبوا أخطاء كنسية مازال التاريخ يذكرها لهم بحسرة وألم.

هل في طقس السيامة البابوية ينادون عليه "أسقف الإسكندرية ودمياط" مثلاً، أو "أسقف إسكندرية ومنفلوط" مثلاً، أو...الخ، مخالفين طقس الرسامة، ويتجاهلون إيبارشيته الأصلية؟ وهل سيترك إيبارشيته بلا أسقف أم يقبل أن يرسم عليها أسقفًا جديدًا!!!.. أريد إجابة. فإذا كانت التعاليم تمنع رسامة أسقف على إيبارشية مادام أسقفها على قيد الحياة، فكيف يحل له أن يكون أسقفًا لمدينة أخرى وهي "الإسكندرية"؟.

وإذا كان التقليد لا يسمح بتولي إيبارشيتين، كما لا يجب أن يكون بعل امرأتين، فكيف سيتعامل مع أول مشكلة غاية في الصعوبة تقابل الكنيسة وأقامت الدنيا ولم تقعد بخصوص الزوجة الثانية، والبابا لم يلتزم بها؟

آيات للتأمل
للأساقفة المرشحين: "أن يكون الأسقف بلا لوم، بعل امرأة واحدة، صاحيًا، عاقلاً، محتشمًا، مضيفًا للغرباء، صالحًا للتعليم" (1 تي 3 : 2).

لمثير الفتن:
"وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافًا للتعليم الذين تعلمتموه، واعرضوا عنهم" (رو17:16).

لصاحب الأحلام:
"ها أنذا على الذين يتنبأون بأحلام كاذبة يقول الرب، الذين يقصونها ويضلون شعبي بأكاذيبهم ومفاخراتهم وأنا لم أرسلهم ولا أمرتهم، فلم يفيدوا هذا الشعب فائدة يقول الرب" (أر 32:23).

للأساقفة الذين يدعون الحكمة:
لا تكونوا حكماء عند أنفسكم (رو 16:12).
لا يأخذ أحد هذه الكرامة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضًا (عب4:5).

للأساقفة الطامحين للكرسي:
"كذلك المسيح أيضًا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (عب 5:5).

تقول القوانين الكنسية:
"لا يسمح بإعادة الشرطنة أو نقل الأساقفة ووضع اليد والصلاة، وكان المطارنة والأساقفة قد سبق وضع اليد عليهم، فإنه لا يجوز أن يرشح للكرسي البابوي أي من المطارنة والأساقفة، لأن تولي أي منهم منصب البابوية يستدعي إعادة وضع اليد، وهو أمر محظور" (قانون 57 قرطاجنة).

"لا يجوز للأسقف أن يترك محل سكنه– إيبارشيته- وينتقل مجتازًا غيرها" (القانون 14 من قوانين الرسل).
"لا يحل لأحد الأساقفة أن ينتقل من مدينة صغيرة إلى مدينة كبيرة أخرى غيرها" (قوانين مجمع سردينية سنة 347).

للقائمقام والآباء الذين سيشتركون في رسامة أساقفة للبابوية:
"إن كل أسقف أو قس ينال الشرطونية أي السيامة ثانية من أحد يُقطع هو والذي شرطنه" (قانون 35 مجمع قرطاجنة).
حكمة الأنبا "خائيل" الـ 46: "السيف أو النار أو الرمي للأسود أو النفي أو السبي لا يقلقني، ولست أدخل تحت ما لا يجب، ولا أدخل تحت حرمي الذي كتبته بخط يدي وبدأت به بأن لا يصير أسقف بطريركًا..."

إنه في الاتفاقية التي وقعها البابا "كيرلس" مع الكنيسة الأثيوبية: "أن يختار الجاثليق من الرهبان فقط." فهذا يعني أننا اشترطنا على غيرنا بشئ نعمل عكسه الآن.

يقول القمص "مرقص عزيز" في مقاله الأخير: "هل من الممكن أن يُرسم الأسقف مرتين؟!.. هل ستعاد رسامتة أسقفًا مرة ثانية على الإسكندرية ليكون بطريركًا؟ طبعًا لا.. لأن الأسقف لا يُرسم مرتين؟ إذًا سوف لا تكون رسامة بل ترقية.. ويظل شعب الإسكندرية اليتيم محرومًا من وجود أب أسقف شرعي له. ونحن نؤمن أن الرسامة لا تُعاد، فهل بذلك نخدع الناس أم الله أم أنفسنا؟."

وللناخبين أقول: "لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكمًا عادلاً" (يو 24:7).

كلمة أخيرة ومريرة: يوجد بين أصحاب النيافات المرشحين للكرسي تيارين متنافسين بشدة، ومتضادين على طول الخط، ويتصيدان الأخطاء لبعضهما، وكل منهما له شلته وجماعته... وسؤالي: لو وصل أحدهم إلى الكرسي البابوي- لا قدر الله- ماذا سيكون مصير الطرف الآخر؟.. هل تقبلوا انقسام الكنيسة يا سادة؟

وماذا لو نيافة القائمقام الحالي أو لجنة الترشيح رفضوا الآن مثل الأنبا أثناسيوس القائمقام-السابق عن الراحل- ترشيح الأساقفة والمطارنة؟ ماذا ستكون النتيجة؟ اسألوا كهنة "الإسكندرية" عندما اجتمع معهم الأنبا "باخوميوس" منذ أيام قليلة وطلبوا منه عدم ترشيح أساقفة حسب تعليم وقوانين الكنيسة ماذا قال لهم... كلام لا يصدقه عقل. ارجعوا لهم واسمعوهم أنتم..

يقول القديس "يوحنا الأسيوطي": "إن كان الإنسان وهو بعيد عن السلطة ينتفخ ويحب العظمة، فكم يتشامخ إذا تسلط"..

نصلي أن يهبنا الرب راعيًا حسب قلبه، ويبدد مشورات أعداء وحدة وسلام الكنيسة.

المقال القادم: التحديات العشر التي ستقابل البابا المقبل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter