كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
هشام عبد الجليل الشوبكي صاحب الـ57 عامًا كبير مدربي الغوص باتحاد المصريين، وقد أطلق عليه لقب المارد، لكونه أنجح أبناء مهنته في انتشال جثث ضحايا البحر، وكان آخرهم ضحايا شاطئ النخيل بالإسكندرية.
بحسب دار المعارف، يقول الشوبكي أن شقيقه الأكبر مدرب غوص، وكان يسبح في الماء مع والده منذ كان عمره عامين، وكذا شقيقته فاطمة تعمل مدربة غوص، موضحًا أنه كان يشعر بسعادة بالغة وهو طفل صغير حين يرى رجال الغوص بالإنقاذ النهري وهم ينجحون في انتشال جثث الغرقى، وفرحة أهل الميت بالجثة بعد الوصول إليها، والدعوات التي كان يوجهها أهل الميت لهؤلاء الرجال، والتى تعوض المعاناة الكبيرة التي يتعرضون لها، والتى تصل أحيانا لأيام كثيرة.
لافتًا إلى أنه ألتحق بفريق كرة السلة بنادي غزل المنصورة وخلال 3 سنوات أصبح نجم النادي، وأثناء مشاهدته لحفل زفاف ابن الجيران أصيب بطلق ناري في ذراعه عن طريق الخطأ واضطر للبعد عن كرة السلة لـ 9 أشهر، وبعدها اتجه لدراسة الغوص في البحر الأحمر بجانب الدراسة والحصول على دورات تدريبية محلية ودولية بها إلى أن وصل إلي الحصول على الاعتماد من الاتحاد الدولي للغوص "سماث" بفرنسا وهو ما يعادل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وتم اعتماد كغواص من منظمة "ناو" الامريكية وهو ما أهله للسفر كمدرب غوص في الثمانينات إلي الكويت.
وعاد لمصر في التسعينات وحرص على نشر رياضة الغوص في الدقهلية وقام بتقديم دورات تدريبية للراغبين، ونقل حب الغوص لأبناء الثلاثة عبد الجليل طالب جامعي، وصفاء وعبد الرحمن ذوي الـ 16 عام، أصغر غواصين يقومون بانتشال جثث الغرقي، مضيفًا: أخذت على عاتقي أنا وأسرتي الصغيرة أن نجوب بسيارتنا محافظات مصر للمساعدة في انتشال جثث الغرقي بحرًا ونهرًا من أسوان الي العريش لوجه الله وبدون مقابل بشرط توفير معدات الغوص فقط والتي تعد تكلفتها أعلى من إمكانياتي المادية.
وتابع، أهوى تربية الحيوانات ولدي أسد يدعي "عيد" عمره ٧ سنوات و أنثى قرد فصيلة النسناس تدعي "حنين" وأنثى ثعبان تدعي "حياة" ولدي جميع أنواع الكلاب لكني لا اقتني القطط لأنني لا أحبها.
وأردف أنه انتشل نحو ألف جثة على مدار عمله في مجال الغوص طيلة سنوات، منهم غرقي حادث "سالم أكسبريس" والسلام ٩٨ وحادث بلطيم.
“الغوص مهنه فريدة من نوعها الخطأ فيها محسوب والخوف ممنوع لذلك أرى انه لابد أن يتمتع الغواص بالجراءة والحكمة وألا يهاب المصاعد او المرتفعات او المنخفضات وان يؤمن بالرسالة السامية التي يقوم بها والمكاسب الإنسانية قبل المادية. وأن افضل عمر لتعلم الغوص هو الطفل الرضيع قبل عمر العامين قبل الاستغناء عن البامبرز.
وينتقد “الشوبكي” سلوكيات المواطنين وتعاملهم السئ مع نهر النيل بمقوله:” نهر النيل محترم معانا … احنا مش محترمين معاه ” حيث نجد ان الغوص في نهر النيل لانتشال الجثث من أصعب ما يمكن وذلك لانعدام الرؤية في مياهه ويعتمد الغواص في حركته علي الإشارات عن طريق الحبل المربوط فيه فقط ومع ذلك يجد الغواص كم من الحيوانات النافقه واكياس القمامة ومصارف المصانع والصرف الصحي التي تزيد من صعوبة عمل الغواصين وتعرضهم للخطر الجسيم.
وأعرب الشوبكي عن أمنيته أن يوفر أحد رجال الأعمال معدات الغوص بتكلفة لا تزيد عن 150 ألف جنيه وتسخيرها للغواصين معربًا عن أمله أن يتم علاجه على نفقة الدولة حيث يعاني من التهابات الشديدة بها بسبب الغوص.