د. مينا ملاك عازر
منذ ردح من الزمن لم نلتقي تحت هذا العنوان الذي اتفقنا ومن زمن أبعد بكثير أنه ما أن يظهر إلا وتخلينا عن الحديث في السياسة والاقتصاد وكل شيء يثير الهموم وتقلب الشجون، ولذا أحدثك عن كورونا في العالم، فهي أصبحت من الأمور المعتادة التي كنا نخافها ثم استهترنا بها ثم تخلصنا منها، نكاد نقضي عليها من الغيظ، فكورونا في مصر يعيش مغتاظ من كم التجاهل الذي يلاقيه من الناس والتغاضي التي تواجهه به الحكومة، ففي يوم واحد كان في فريق المصري البورسعيدي أكثر من عشرين إصابة بكورونا، وفي نفس الوقت تخرج وزارة الصحة ومديرية الصحة ببورسعيد تسجل صفر إصابات بكورونا، وبتنا يومها أمام حلول عدة إما أن النادي المصري البورسعيدي ليس بورسعيدي أو أن كورونا نفسه ليس بورسعيدي أو أن وزارة الصحة لا تعترف بالجغرافيا وتاريخ النادي ومقره الموجود ببورسعيد، أو أنها لا تعرف بنوع كورونا الذي يصيب اللاعبين.
وبالرغم مما يعكسه هذا من تخبط رقمي حيال كورونا من ناحية الحكومة، لكننا نصدق أرقامها بالنسابة للإصابات والوفيات ونترحم على من ماتوا ولم تسجلهم الحكومة، ونطلب السلامة لمن أصيبا ولا تعرف بهم نفس الحكومة، ونتمنى من الله أن يخرج من بلادنا كورونا بدون أن يصيب الحكومة.
وأنا هنا أبقى على الحكومة وأدعي على الكورونا لأن الحكومة تقدم لمصر مشاريع تنموية وإنمائية، وأما كورونا يشرع في التخلص من الشعب جملة وقطاعي.
ولست في مجال الحديث عن أن عدم اتباع الأولويات من تحديث منظومة الصحة لأنقذنا الكثيرين الذين ذهبوا فريسة كرونا من مصابين أو وفيات، لكن هذا كنت أتحدث عنه فيما قبل أن نعرف قيمة شبكة الطرق التي لولاها ما سهلت تنقل فرق الدوري بين الملاعب في ظل وجود كورونا، فبات من الأمان أن ينتقل كل فرق الدوري بين ملاعب مصر في ظل وجود الفار كرقيب تحكيمي يضمن للأهلي أقل فرص من الخسائر، وأكثر فرص من تسجيل الأهداف في وجود الحكم المصري، ولكن يبقى كورونا يصيب أندية مصر كلها لكن الأهلي لا، وهذا في سبيل أن يحصل الأهلي على الدوري الواحد والأربعين.
ولأنني لا أشك في نتائج وأرقام وزارة الصحة بالنسبة لكورونا، فأدعو أن يحكم بين الشعب ووزارة الصحة حكم أجنبي في رعاية الفارة، ولأن وزارة الصحة ليست الأهلي، ولأن الشعب ليس أندية الدوري، ولأن أحد من القراء لا يمثل اتحاد الكرة، فمن المضمون أن تخرج النتيجة صفر إصابات في منتصف سبتمبر، لو تابعنا نفس الإجراءات الاحترازية، ونفذنا حلم الكمامة لكل مصاب، ولقاح لكل حالم بأسبوعين حجر صحي.
المختصر المفيد أشوفكم في بداية الشهر القادم بإذن الله.