كتب : مدحت بشاي
medhatbe9@gmail.com
لن أنسى الكثير من حكاوى الزمن المباركي التليد ماحييت ، فقد صحونا ذات يوم على " نصف كلمة " للساخر الأروع " أحمد رجب " يعلن فيها عن عظيم غضبه ودهشته لتلك الابتسامة الدائمة التي ما فارقت وجه وزير التربية والتعليم ساعة بينما وزارته تشهد الزمن الأبشع لإخفاقاتها .. غش جماعي وتسرب امتحانات وحذف سنة خامسة وعودة سنة سادسة وغيرها من الظواهر الموجعة والمبكية ، ليسأل الكاتب الساخر عن سر الابتسامة ليكشف لنا أنه ما وجد سببًا مقنعًا سوى اسمه المبهج ...
تذكرت تلك المداعبة الذكية الساخرة وأنا أطالع مجموعة لوحات الفنانة " تغريد فوزي " التعبيرية البديعة ، وماوجدت بجانب ما تملك من رؤى إبداعية متفردة واستيعاب لمستحدثات الفنون سببًا إضافيًا لجمال إنتاجها المغرد سوى اسمها ، بعد أنصارت تغريداتها لوحات ...
قديكون من أهم خصائص الفنون التشكيلية : توافر الخيال المتجدد والتشكيل الخاص والأسلوب.المتفرد ..خيال يمنح السحر والقيمة والعنوان ، ومع المقدرة على التنوع في التشكيل للعب بمضامين العمل وإثراء الوجه الجمالي للعمل ، نكون في النهاية أمام مبدع صاحب بصمة تحيل الواقع المحيط إلى لوحات يجمع بينها أسلوب ومنهج وملامح طريق تتناثر على جانبيه عشرات التغريدات ..
ومغردتنا التي نحن بصدد الكلام عن تغريداتها ( كما تم التعريف بها من قبل في مطوية معرض شاركت فيه ) خريجة فنون تطبيقية،قسم تصميم داخلي وديكور،أحبت الرسم فى سن مبكرة، ظل من أهم طموحاتها وأحلامها ممارسة الفنون التشكيلية برغبات لا حدود لها،تريد وضع بصمة لها فى عالم الفن التشكيلى وأن تترجم أحاسيسها وما تشعر به من جمال حولها فى لوحاتها،عادت بقوة من خلال مشاركاتها فى المعارض الجماعية ؛كى تحقق هوايتها التى تعتز وتفخر بها؛بعد فترة غياب لظروف العمل. .اتيحت لها الفرصة لانتاج تغريدات ( أقصد لوحات ) شاركت بها في عدة معارض مثل" باليتة في معرض "مؤسسةالأهرام " و "الهوية " في الأوبرا و" شادو" في الأهرام ثمً إبداع في "ساقية الصاوي" ومعرض”الفن حياة”للتشكيليين العرب "بدار الأوبرا المصرية و "المعرض السنوي لجروب أصدقاء الفن حول العالم " بجاليرى نوت بالزمالك ، قدمت عبرالمشاركة فيها العديد من الابداعات المتجددة المُقدرة نقديًا وجماهيريًا ..
لقد تميزت تغريدات فنانتنا في الفترة الأخيرة بالتنوع في خياراتها التكنيكية والإبداعية والموضوعية والتركيبات البصرية المستمدة من الواقع الإنساني أو الأشكال التاريخية التراثية الحصارية ..
لقد ظهرت السمات والدلالات التعبيريه في اعمال " تغريد " في اعتمادها االطاقات التعبيرية التي يبثها الشكل ودلالاته الرمزية والفكرية. واعتماد حركه التكوين داخل العمل الفني وعدم التمسك بالانشاء التقليدي للوحه ، وتجأوز المباشرة في طرح المضمون اي اعتماد وسيله ايحائيه بمضمون العمل الفني.
وبشكل عام يرتكز العمل الفني على الموضوع الخاص بالحالات الانسانية المختلفة فتارة يعالج الحاله عبر مجموعه الاشخاص وتارة اخرى يعالج الحالة الفردية في عزله.
ان الاتجاه التعبيري يجد الوسيط المادي وسطاً حيوياً ينمو فيه ويوكد ذاته.. وان الصياغات الفنية لها اثرها الهام في تأكيد هذا الاتجاه في الرسم المعاصر ..
في معرضها الأخير عبر فعاليات جماعة الفن المعاصر شاركت الفنانة بعدد طيب من الأعمال ، ولكني أطرح على الفنانة سؤالي :
• معظم الأعمال تعتمد على تكنيك تراكم الألوان والصبغات وهو ما يمكن أن يشوهه العرض الالتروني المرئي ( فيديو ) ويحتاج الرؤية المباشرة بالعين في قاعة العرض ، فلما المغامرة ؟
• في عدد كبير من اللوحات هناك استعراض لورود وعناصر نباتية وزخارف لها تشكيلات ذات أبعاد رومانسية ، ألا ترون أن أن طبقات الألوان البارزة الحادة في تقاطعاتها قد تنال من رومانسية الأعمال وكان المأمول الذهاب لنعومة وانسيابية مسطح ( التغريدة ) أقصد اللوحة ؟.
• أخيرًا ، ىقد رأيت أن يكون مقالي على موقعنا الرائع الالكتروني هو الأنسب لعرض الأعمال ، فعرضها على صفحات إصدار مطبوع ولأن معظم إصداراتنا تشوه الألوان التي هي عماد أعمال تغريدات " تغريد " ..