الأقباط متحدون - نار المرشد ولهيب الفريق
أخر تحديث ١٩:٥٤ | الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢ | ٢٣بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نار المرشد ولهيب الفريق


بقلم : سامي فؤاد74
إنها اللحظة القاسية التي طالما انتابني الضيق كلما فكرت فيها أن أقف أختار بين واحد ينتمي لنظام فقأ عين من عيوني وآخر ينتمي لجماعة صمتت وكبلت يداي لتفقأ عيني الأخرى ولكن أليس هذا هو التدرج الطبيعي للأحداث أن يتصدر المشهد التيار الديني في مواجهة النظام القديم ليتحول الصراع من صراع بين قوي ثورية ونظام يجب سقوطه إلي صراع علي شكل الدولة بين مدنيتها حتى وإن مثل ذلك الشكل الفريق شفيق الذي رفض كرئيس وزراء وعلينا أن نتقبله رئيس ، أو دينية ترأسها جماعة مفهومها عن الوطن لخصه منذ سنوات مرشدها السابق عندما ذكر أنه يقبل أن يحكم مصر ماليزي ، كل هذا لو سلمنا أنه صراع حقيقي أو صراع غير محسوب فخروج الأخوان من المشهد مبكراً واستفزازهم للقوي الوطنية والثورية وفقدانهم لأرصدتهم في الشارع المصري كل هذا كان ينبأ أنه إذا تحول المشهد فقط بين الجماعة والفريق فهي لصالح الفريق فلماذا كان استمرارهم لهذه اللحظة ، كل هذا يثير تساؤلات بدأت منذ التفاوض مع السيد عمر سليمان ، ثم حشدهم لطائفية الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وإصرارهم علي الانتخابات قبل الدستور ، ولكن وإحقاقاً للحق أشترك الجميع في إجهاض الثورة وحق المصريين عندما أصروا علي الاختلاف والتنافس علي مالا يملكوه وتحول الكثير إلي حكماء ومحللين ومنظرين فكان هذا هو المشهد الطبيعي الذي نستحقه لأنه في اختبار الثورة لم ينجح أحد وعليه يكون المر قدرنا ولابد أن نتجرعه ، لذا يجب علينا أن نبدأ نقطة نظام وقليلا من الثورية كثيراً من العقل ،

لأن الثورة تفتت أهدافها وسيثور كل جناح بمشروعه في وقت ضاق الكثير بمن أدعوا أنهم يمثلوا الثورة ، وإن كنا في سنة أولي اختيار ونمهد طريق للديمقراطية ليس لنا الآن إلا قبول نتيجة الصناديق وعدم الدفع كثيرا بتزوير النتيجة فالأصعب كان تزوير الإرادة وكبتها وشارك الجميع في ذلك ، ومن يرصد مسرح الأحداث في الشارع المصري يجد فريق غير راضي عن الاثنين وفريقان كل منهما يري أن اختياره هو الحل والمنقذ من فزاعات اختيار الفريق الأخر فتحول مرسي إلي ملاذ من يخافوا من إنتاج مبارك ونظامه ، مرددين أن لا يليق أن يكون شفيق هو الرئيس مقابل دم الشهداء وكأنهم هم من صانوا دم الشهداء ولم يصمتوا حين ضرب أهالي الشهداء . ثم نأتي لتخوفات أن يكون مرسي هو الرئيس وهي أكثر ألماً وإثارة للتساؤل ، فمن سيحكم مصر مرسي أم المرشد أم الرجل المهم في الجماعة أستاذ خيرت الشاطر ، وإن كان التيار السلفي يساند الآن مرسي بدافع عاطفة دينية وعلي اعتبار أنه أول خطوة في مشروع الدولة الدينية فهل يتفق المشروع الديني عند السلفيين مع المشروع الديني عند الإخوان أم سينتهي شهر العسل السياسي ويعود السلفيين لوجه نظرهم الأولي في الإخوان أنهم مفرطين ويكون الصراع القادم ديني –ديني ، وبين هذا وذاك يقف الأقباط ملف يستخدم في الحشد وتكال له اتهامات بأنهم من ساندوا شفيق وإنهم من سيساند شفيق في الإعادة بنفس الأدوات التي استخدمت في استفتاء التعديلات الدستورية وهذا يدفع أي عاقل أن يقول أنه بالمنطق إن كان الأقباط هم أصحاب الملايين صوت انتخابي التي أتت بشفيق للإعادة فإن أعداهم بهذا تتجاوز الـ 20 مليون ، والآن وأنا يقف عندي مرسي وشفيق علي نفس المسافة كلاهما ليس اختياري وكلاهما لا يستحق أن يكون في هذا المكان ، لكن الاختيار لمن من بعده نستطيع استلام دوله ومن منهم تستطيع القوي الوطنية الخروج عليه كقوي معارضة وليس كافرة وخارجة علي الحاكم والأهم من هذا وذاك ليختار كلا منا من يشاء ولكن دون أن يشير إلية بأنه الحل والمنقذ والملاذ من فزاعات الأخر لأنه إن كان قدرنا أن نختار بين " مرين
" فلا داعي أن نصنع من أحدهم فارس أو ديكتاتور تخوفاً من الأخر . وإن كان شفيق يمثل الفلول فالأخوان كانوا أكثر فلولية في الفترة الأخيرة وإن لم يكن طوال حكم مبارك ( تذكر رأيهم في مبارك والتوريث وصفقاتهم في الانتخابات مع الحزب الوطني ) ، وإن كان مرسي يمثل شكلا من أشكال الدولة الدينية ،فشفيق يمثل الدولة الأمنية بملفاتها وأدواتها وعلي القوي الوطنية الآن أن تتحد استعدادا للقادم منهم حتى لا نكون بصدد صياغة ديكتاتور . ولا داعي أن تشارك أي قوي في حملة تجريم الإخوان لأن أياً كانت أخطائهم التي نعلمها ونثق بها إن رضينا بتشويههم لصالح الأخر ستأتي اللحظة وتشوه باقي القوي الوطنية لصالحه، مع اليقظة لتصويب المخطئ ومن يلتف علي مصالح الوطن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع