السبت ٩ يونيو ٢٠١٢ -
١٦:
١١ ص +02:00 EET
بقلم: عبد المنعم عبد العظيم
السفيرة الأمريكية فى مصر ان باترسون تلعب دورا جد خطير فى المجتمع فبدلا من ممارسة دورها الدبلوماسى فى توثيق العلاقات مع الحكومة والخارجية المصرية كسرت الحائط الرابع وخرجت الى الشارع واتصلت بجماهير الشعب المصرى مباشرة من خلال الشباب والثوار ومنظمات المجتمع المدنى ولم تكتفى بالعاصمة بل نزلت الى الاقاليم واخيرا زارت الاقصر واجتمعت بالشباب وكان بصحبتها والتر موت رئيس جهاز المعونة الامريكية و وبربارا مايكلوس عضو مجلس الشيوخ بالطبع استقبلها فى المطار السفير الدكتور عزت سعد محافظ الاقصر الذى لايخرج من تابوته المسجى فى قدس اقداس ديوان المحافظة الا للتشريفات للحق انه لم يحضر الاجتماع.
واكتفى بحفل الغذاء الذى اقامه على شرف السفيرة بفندق ونتر بالاس التاريخى فهل ظنت السفيرة ان مصر جزء من الضيعة الامريكية وان شعبها جزء من رعاياها لتناقش معة قضايا المراة والاعلام والانتخابات والمعونة ولانها تدرك نظرية ذهب المعز اتت بمدير المعونة رغم ان جراح قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى لم تندمل هل ظنت نفسها بديلا لا جدادها الانجليز وانها وريث اللورد كرومر الذى كان يدير مصر من قصر الدوبارة ابان الاحتلال البريطانى الغاشم لمصر ولعل باترسون لم تقرأ المجتمع المصرى جيدا واكتفت فى دراسة المجتمع المصرى بتقارير اولئك الذين نبت لحم اكتافهم من التمويل الاجنبى.
فباعوا انفسهم لمن يمول وباعوا كل القيم والموروثات وصوروا لها ان المجتمع المصرى صفحة بيضاء يمكن ان تكتب فيها ما تشاء ومضغة لينة يسهل تشكيلها ولعلها لو نظرت من شرفة الجناح الملكى الذى اقامت فيه بفندق ونتر بالاس لرات عظمة هذه الحضارة وعمق جذورها ولرات على البعد معبد اول ملكات التاريخ حتشبسوت الدير البحرى لو نظرت يمنة ويسرى لرات مواكب امون التى انتصرت على مر التاريخ على كل من اراد بمصر سوءا اننا يا باترسون شعب اجتاز بثوراته مرحلة الانكسار فلا تغرنك الجوقة الاعلامية الفاسدة فهى طبل اجوف يتكسر ويتحطم ويتفتت على احجار التاريخ العريق لمصر اذا اردتى يا باترسون ان تعرفى الشعب المصرى فلن تعرفيه فى قاعات ونتر بالاس ولا على مائدة الدكتور المحافظ.
ولكنه فى الحقل يقتات بالمش والبصل وفى المصنع يختلط الزيت على جسده بالعرق وفى نجع الجبل والحاجر وعلى الطبلية الانسان المصرى الحقيقى الذى بنى الاهرامات والمسلات الشاهقة ودحر الغزاه وبنى السد العالى دون معونتكم مازال فى الميدان ومازال يستند على رصيد حضارته واعلمى وانا لا اؤمن بنظرية المؤامرة وان هناك تعاونا بينكم وبين الحكومة والاخوان اننا شعب لايحب امريكا اذا اعتدت او ساعدت المعتدى او تجاوزت حدود الصداقة واننا شعب يجوع ولاياكل بثدييه عودى الى مكتبك ومارسى عملك الدبلوماسى من سفارتك ومع الجهات الرسمية والشرعية وفى اطار النظم الدولية والقانون الدولى والاعراف الدبلوماسية فلن يكون لدينا مندوب سامى امريكى بعدان انهينا الى غير رجعة حكم المندوب السامى البريطانى.
مدير مركزدراسات تراث الصعيد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع