كتب – روماني صبري
صدمة جديدة عاشها الفرنسيون، يوم الجمعة الماضي، عندما تعرضت الجمهورية لهجوم دامي جديد، هذه المرة الضحية ليس صحافيا ولا رسام كاريكاتير ولا يهوديا، هذه المرة الضحية مدرس يدعى "صامويل باتي"، قطع رأسه لأنه عرض رسوما كاريكاتورية للرسول في حصة حول حرية التعبير، لن تنتصر الظلامية، هكذا ردت فرنسا على لسان رئيس الجمهورية الفرنسية الرئيس ماكرون، قبل الإعلان عن سلسلة إجراءات، أبرزها، مداهمة الشرطة جمعيات إسلامية، واعتقال أجانب يتشبه في اعتناقهم أفكار متطرفة، هذا الهجوم أعاد تأجيج الجدل حول نجاعة كل سياسات محاربة التطرف حتى الآن، وطرحت هذه القضية مجددا السؤال الكبير حول وحدة الفرنسيين في مواجهة هذا العنف.
المتطرف من أساء للإسلام
ولمناقشة ذلك، قال عبد العلي مأمون، إمام مسجد ومؤلف كتاب "الإسلام ضد الراديكالية"، هذا الحادث الإرهابي كان مفاجأة وصدمة بالنسبة لنا، بعدما قتل هذا الشاب بوحشية المدرس الفرنسي، مشددا :" هذا الشاب بذبحه المدرس من أساء للإسلام ورسوله أكثر من الرسوم الكاريكاتورية لمجلة "شارلي ايبدو" التي أدانها."
مردفا خلال حلوله ضيفا على برنامج "النقاش" المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، نعم هذا الشاب أساء لرسول الله، وأساء لصورة الإسلام والمسلمين في العالم، بقتل هذا المدرس البريء الذي لم يقم إلا بعمله وهو غرس حرية التعبير في نفوس الطلاب.
لافتا، وحرية التعبير ليست من القيم الديمقراطية الفرنسية، بل هي من المبادئ الإسلامية، ومن المقدسات التي جاء بها رسول الله، ليضمن للناس حرية التعبير وحرية الرأي والاعتقاد، مشددا :" الله يرفض قتل البشر من اجل معتقداتهم الدينية، أو إذا ابدوا رأيهم الخاص.
الديمقراطية وتقبل الآخر ما يميز فرنسا
بعد الجريمة الوحشية، هل بدا أساتذة فرنسا، القيام بنوع من الرقابة الذاتية على المواضيع التي تتعلق بالحرية والتي قد يتحدثون عنها خلال الحصص، ردا على ذلك السؤال، قالت شيرين بن عبد الله، أستاذة علم الاجتماع في جامعة السربون3، لا يمكن للمدرس القيام بالرقابة الذاتية على محتوى درسه، أو المواضيع التي يدرسها لطلابه، سواء في فرنسا أو في المجتمعات العربية.
لافتة، ثمة شرعية لما يقدمه المدرس، ومكانته تمكنه من تقديم ما يراه الأنسب، رغم وجود من يعارض ذلك، فهناك اختلافات عرقية، والقيم الفرنسية تسمح بالاختلاف، ما يميز باريس.
مضيفة، ولكن ما يجب فعله هو كيف يشرح المعلم مثل تلك الموضوعات للطلاب، وارى انه لابد وأن يكون المحتوى موجه لكل التلاميذ ولا يقتصر على فئة دون أخرى، أيا كانت ديانتهم أو جنسيتهم، فثمة أنباء تقول، ان المدرس "صامويل باتي" طلب من التلاميذ المسلمين الخروج من الفصل قبل عرض الرسوم حتى لا يخدش شعورهم، ولابد من كشف حقيقة ذلك، وهل بالفعل اخرج باتي المسلمين من التلاميذ، أو لا."
حادث بربري
ما خطورة ما جرى يوم الجمعة الماضي، على القطاع التعليمي خصوصا، وعلى الوحدة بين الفرنسيين ؟، ولفتت، عقيلة دبيشي، أستاذة وباحثة في الفلسفة السياسية في جامعة باريس ٨، الحادث المريع الذي استهدف المدرس باتي، هو إرهاب من قبل متطرف."
مضيفة :" الشاب قطع رأسه ولم يذبحه فقط، وقصد من ذلك ترويع الشعب، وبالفعل هذه العملية الإرهابية نجحت في ترويع الشعب وتقسيم الصفوف، بين مؤيد ومعارض ومندد ومستنكر، وهناك من شجعوا العملية الإرهابية، نعم انقسم الشارع اليوم، ومن يؤيد العملية الوحشية يقول ان المدرس كان مستفزا، وفي الحقيقة قطع رأس مدرس داخل مدرسته" بربرية ووحشية."