الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢ -
٠٢:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم: القمص أثناسيوس Ùهمي جورج
صار المسيØيون ÙÙŠ دول العالم الثالث ضØية سهلة للظلاميين وللØكومات معًا؛ لأنهم لا يشكلون خطرًا ÙÙŠ ردات Ùعلهم... الأمر الذي جعل الكثير من الØكومات تتعامل معهم ككباش Ùداء للÙوضى الØادثة ÙÙŠ المنطقة... كذلك ÙŠÙنظر لهم كضØايا للانØطاط القيمي والتخل٠والÙساد والجهل المجتمعي السائد ÙÙŠ هذه البقعة من العالم... وقد ساهم ÙÙŠ صنع هذا الواقع أن هؤلاء المواطنين ليست لهم أطماع انقلابية ولا أجندات سياسية؛ إضاÙØ© إلى أنهم مسالمون ودعاء بØسب عقيدتهم وتكوينهم؛ ومن ثم Ùلن يكون من ورائهم أي تخريب أو Øرائق أو مؤمرات... Ùيتم إستباØتهم مرتين؛ مرة بأيادي الظلاميين ومرة أخرى بصمت وضع٠وتخاذل الØكومات التي صارت أسيرة كسيرة أمام هذه الموجة الهمجية ذات الطابع الإقليمي؛ والتي تعمل عبر التنظيمات والأموال والعقول الملوثة بÙيروس الكراهية ورÙض الآخر والاستØلال.
عند كل Øراك وتغيرات وإنتÙاضات ÙŠÙÙ‚ØÙ… المسيØيين كي يكونوا مادة ملتبسة؛ بينما هم أصØاب Øضور مبكر على هذه الأرض ÙÙŠ التاريخ؛ ولهم وجودهم الوطني والاجتماعي والتراثي؛ لكن الترسبات والموروثات المتشددة تتعامل بعقم وجاهلية مع المواطنين المسيØيين بسبب ديانتهم؛ وبسبب رÙض وكره الآخر؛ بينما هؤلاء ليسوا كتلة واØدة Ù…Ùصمتة ÙÙŠ توجهاتهم وتطلعاتهم. ومسيرتهم ليست ÙÙŠ اتجاه Ø£Øادي؛ لأنهم موزعون على أطيا٠سياسية ÙˆÙكرية واجتماعية عديدة... Øتى وإن اشتركوا ÙÙŠ هم أو هموم، لكنهم يجزعون جميعهم من النظرة الطائÙية العنصرية لهم؛ وهي على كل الأØوال نظرة ممجوجة ومتخلÙØ©... ÙŠÙراد بها توظي٠إذكاء الانقسام الديني والمتاجرة بالإصطÙا٠لØساب تيارات دموية Ùاسدة؛ لها أطماعها السياسية ولها تبعياتها وتمويلها المعروÙ.
ولأن التغيير هو سنة الØياة؛ لذلك على المسيØيين ÙÙŠ الشرق أن يدÙعوا Ù†Ùقة Øضورهم وأن يتواجدوا ويشاركوا ضمن مكونات الوطن مندمجين بالرغم من أعمال الأÙاعي التي تسمم الأجواء ضدهم؛ من أجل تهميشهم وتغريبهم وإقتلاعهم من جذورهم، واعين أنهم أصليون أصلاء ÙÙŠ هذا الشرق. وبإيمانهم وصبرهم وثقتهم ÙÙŠ الوعود الإلهية لن تقوى عليهم بوابات الجØيم مجتمعة. وقد بات عليهم أن يدÙعوا ضريبة باهظة من أجل البقاء والعيش والاستمرار مع Ùئات عدمية وظلامية لا تؤمن بإØترام الإنسان وخليقة الله ولا تقتنع بØقوق الناس ÙˆØريتهم وقناعتهم... Ùئات لا تنجز إلا التمييز والتناØر والقتال والشجار والتلاسن والاÙتراءات والتدمير؛ والواقع على الأرض يشهد بتÙجيرات الكنائس ÙÙŠ نيجيريا وكينيا ومصر والعراق وسوريا؛ ويشهد بعمليات السطو Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ù†Ù‡Ø¨ الموجه ناØية كل ما هو مسيØÙŠ.
Ùبينما العالم يتقدم ويتØضر نجد عالمًا آخر موازيًا يتراجع ÙÙŠ ردة Øضارية Ù†ØÙˆ اصطلاØات (الÙتوØات / الذمة / الجزية / الØرابة)... متجاهلين أن هذه جميعها لن تØدث ولن تكون؛ لأن العالم الآن قد اكتسØته العولمة وصارت كل هذه Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø§Ø¦Ø Ù‚Ø±ÙŠÙ†Ø© على أصØابها؛ وأن هناك منظومة عالمية تØدد الØقوق والواجبات؛ ليس Ùقط للبشر بل ولبقية الكائنات، وأن ما يعزينا ويثبت قلوبنا أن مصيرنا ووجودنا هو أولاً وأخيرًا ÙÙŠ يد القدير. Ùمن ذا الذي قال Ùكان والرب لم يأمر... ÙˆÙيما نعمل ونتواجد ونشهد Ù„Øضورنا نتأكد أن Øياتنا وقيامنا لن يتوقÙا على نوازع وطباع وأمزجة الÙاتØين الجدد؛ لأن مواطنتنا ليست منØØ© أو هدية أو تسامØًا من Ø£Øد؛ لكنها ØÙ‚ أصيل ومشروع لمن له.
ولعل أثارنا المسيØية ÙÙŠ المنطقة شاهد على صراع الØياة والبقاء قبالة آلة التدمير والإلغاء... Ùالأرض كلها قد تخضبت بالدماء العطرة؛ والØجارة تتكلم إذا سكت البشر؛ وتنطق عن القÙدم والتجذر والهوية التاريخية وسط دائرة طمس الØضور المسيØÙŠ. مهما كانت المغالطة الكاذبة ÙÙŠ أعداد المسيØيين؛ ومهما Ø£Ùغلقت الكنائس وامتنع بناؤها أو تم هدم ÙˆØرق المبني منها... Ùالاعتداءات وهدر قضايا المسيØيين والأØكام الظالمة التعسÙية ضدهم وسلب ممتلكاتهم ÙˆÙتاوى إزهاق أرواØهم وقتلهم بدم بارد على اعتبار أن دماءهم لا تساوي إلا دماء دجاجة؛ عند أصØاب ذهنية الكراهية البغيضة... لن تنتهي المسيØية أمام Ù…Øاولات Ùبركة الدساتير أو Ø£Øداث الخط٠والأسلمة الجبرية أو أمام أعمال الإلهاء والازدراء والتهميش الطويلة والبطيئة المدى... هذه جميعها لن تلغي Ø§Ù„Ù…Ù„Ù…Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØÙŠ ولن تÙنهي على المسيØية لأن التاريخ يؤكد أن المراوغة والمظالم والدماء هي علامات الانØطاط والجهل التي تÙوسم بها الأمم المتخلÙØ© عن ركب الØضارة وقطار الØداثة.
إن كانت الأجواء تزداد من Øولنا خنقًا وتكثر لنا أعمال الإÙتراس وسط صم الآذان وغلق العيون من طر٠الØكومات التي أطلقت هذا العÙريت الأصولي؛ ولم تعد قادرة على القيام بدورها الوطني المØايد، Ùلنرجع إلى تاريخنا لنستلهم منه الدروس الكثيرة؛ وكي٠أن مسيرة Øياتنا Ù…Øاطة بعناية علوية؛ تلك التي ستكمل عون الكنائس والشعوب المتألمة وسط كل هذا الخضم المسعور ضدهم.