بقلم:عبدالمنعم عبدالعظيم
ستفتح مدينة طيبة الأقصر اوسع ابوابها المائة فى اكتوبر 2013 لاستقبال ثانى عمل اوبرالى يقام فى رحاب بيت امون معبد امونحتب الثالث (معبد الاقصر) اجمل مابنى فى اديم طيبة باعمدته الشامخة ومسلته السامقة وصروحه الضخمة وتماثيله الرائعة التى ستكون خلفية طبيعية للعمل الكبير بعد اوبرا فيردى عايدة ففى المعبد عقد مؤتمر صحفى حضره فلاح مصر الفصيح الوزير الصعيدى منير فخرى عبدالنور والسفير الدكتور عزت سعد محافظ الاقصر وايناس عبدالدابم مدير عام الاوبرا المصرية ومحمد ابراهيم المغربى رئيس هيئة تنشيط السياحة وممثلى الشركة الهولندية المنظمة للعرض وممثلى الصحافة والاعلام المسموع والمرئى للاعلام عن العرض وفن الأوبرا كما يقول سعود الاسدى من أرقى ما وصلت إليه الفنون في الغرب ، وهو جماع لفنون ثلاثة من موسيقى وغناء وتمثيل تتداخل جميعها في عمل واحد يُسمّى " أوبرا " وهي مسرحية ملحّنة مغنّاة تمتاز بمقدمة موسيقية ( Overture )، قد تطول وقد تقصر بمقتضى بناء الأوبرا الفني ، وبحبكة قصصية لموضوع تراجيدي أو كوميدي أوتراجدي كوميدي ، وأدوار متعددة متداخلة لشخصيات كثيرة على رأسها بطل القصّة ، وينظمها على خشبة المسرح عمل مـركب منسجـم متناسـق بتعدد أصــوات غنائيـة في مقاماتهـا وطبقاتهـا وأدوارها ، و( Airs ) آريات ( أغان مفردة مميّزة ) وليتموتيفات ( ألحان رائدة معبّرة عن شخصيات الأوبرا أو عن مواقف أو انفعالات معيّنة) ،وكورس ( فرقة منشدين )، وأبطال ثانويين ، وأداء موسيقى ملازم يوزّع أدواره قائد أوركسترا إلى جانب ديكور مسرحي وتزيينات بمناظر وتأثيث مناسب وألبسة ملائمة للفترة الزمنية ، وهندسة صوتية وتحكم بالإنارة والأضواء ، كل ذلك من الأعمال الهامة التي تتكاتف وتتآلف لخلق المتعة الكبيرة والفائدة العظيمة للمشاهد ، وهو المستهلك الأول والأخير لهذا الفن الراقي والسامي النبيل . لقد تفوّقت إيطاليا منذ القرن السادس عشر بأعمال أوبرا ضخمة ، فكانت النموذج المحتذى لكل دول أوروبا ذات الاهتمام بهذا النوع من الفنون. ولكن ألمانيا وفرنسا وروسيا لم تلبث أن رسّخت فن الأوبرا في نتاجها الموسيقى المسرحي الغنائي .
وهناك مئات الأعمال الأوبراتية التي تعدّ بالمئات ، وتعتبر مفخرة تراثية وإنسانية كبرى ، منها حلاّق إشبيلية لروسيني ، والبوهيمية لبوتشيني ، وعايدة لفيردي ، وكارمن لبيزية ، ويفجيني أونييجن لتشايكوفسكي .
وأما بيتهوفن فبالرغم من عظمته وكونه في المرتبة الأولى من الموسيقيين العالميين فلم يترك سوى عمل واحد في فن الأوبرا هو فيديللو ، وأما موزار فقد ترك أعمالا كثيرة بارزة لاتفني جدّتها مع الأيام ، منها الهروب من السراي ودون جيوفاني وزواج فيجارو وكل النساء سواء والناي السحري التى ستعرض بالاقصر.
وحكاية أوبرا الناي السحري أشبه بحكاية من حكايات الجن في ألف ليلة وليلة . وهي فائقة في الرقة والعذوبة والجمال تتأرجح بك أنغامها وألحان أغانيها وكلماتها بين مملكتي النعيم والجحيم بصورها الزاهية وألوانها المتألّقة ، وبتناقضها الإنساني الواقف على مفترق نجدين : إمّا السعي الدؤوب وصولا إلى ما يقره الحظ من قناعة بسعادة دنيوية ، وإمّا النفاذ بالبصيرة إلى عالم الحكمة السامية والحقيقة المثالية المطلقة .
تجري أحداث الناي السحري في فصلين رئيسيين ففي الفصل الأول نرى الشاب الوسيم الأمير تامينو يصطاد بقوسه ونشّابه في واد سحيق بغابة خضراء .. وقد أدركه الغروب فضلّ عن سبيله حتى أفضى به ضلاله إلى مملكة الظلام .
وفيما هو سائر في مضيق لايدري فيه يمينه من شماله وإذ بباهشة ( أفعى مخيفة ) تعترض سبيله وتأخذ في مطاردته لابتلاعه . ولولا ثلاث نسوة كنّ قد تسربلن الظلام في انتظار" ملكة الليل" تصدّين للأفعى وقامت إحداهن بطعنها بالرمح من خلف لما نجا تامينو من الموت المحدق ، ثم إن النسوة بعد أن أفاق تامينو ، وكان قد سقط مغشيّاً عليه ، أكبرنه لما أن رأين جماله ، وفُتنّ به وغالب بعضهن بعضاً فيه ، الى اخر الحبكة الدرامية التى تدور حول الصراع بين مملكتى الظلام والنور مملكتى الخير والشر وينتصر الخير فى النهاية والقصة مقتبسة من حكايات الف ليلة وليلة ومن المنتظر ان يشهد الاوبرا عشرة الاف زائر من انحاء العالم ومن المعروف ان موزار (فولبفانج اماريوس موتسارت) ولد فى27 يناير 1756 فى سالزبورج بالنمسا وقاد اوركسترا وهو فى سن السابعة من عمره وقد توفى فى سن الخامسة والثلاثين ويعد من عباقرة الموسيقى فى العالم .