الأقباط متحدون - لماذا ترك الشيخ الشعراوي وابنه الإخوان؟ّ!
أخر تحديث ١١:٠٠ | الاربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢ | ٦ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا ترك الشيخ الشعراوي وابنه الإخوان؟ّ!

 بقلم: أشرف عبد القادر

عندما ينتقد أي مثقف الإخوان المسلمين فإنه لا يسلم من تجريحهم واتهامهم له بالكفر و العمالة لهدم الدين،ونحن نحاول كشف حقيقتهم للشعوب المخدوعة فيهم وفي دعوتهم لأن هذه الشعوب جاهلة ومجهلة،ولأن الإخوان يلعبون على وتر حساس ومؤثر،هو وتر الدين،يريدون الحكم والسلطة ويسترون ذلك برداء الدين، يلبسون ثوب التقى والورع وهم يلعبون بالبيضة والحجر،ويحرصون كل الحرص على خلط الدين بالسياسة، وهما ما لا يجتمعان، فالدين يتطلب الشفافية والطهر والنقاء، والسياسة بما هي فن الممكن،يعني بالمثل الشعبي المصري"اللي تغلب بيه العب بيه"، أي "الميكافيلية"بمعنى أن الغاية تبرر الوسيلة، وكما سبق وقال عالم الإجتماع المصري الكبير صديقي د. سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون: " الدين مقدس والسياسة مدنس،فكيف نخلط المقدس بالمدنس".لكن ماذا نفعل بمن يريديون خلط المقدس بالمدنس عمداً،واتهام كل من يحاول الفصل بينهما،حفاظاً على نقاء الدين، بالكفر؟!.

الذي لا يعرفه الكثيرون أن الشيخ الشعراوي و ابنه كانا من الإخوان المسلمين،وأن الشيخ الشعراوي هو من كتب أول منشور لجماعة الإخوان المسلمين بعد انتقالها من الاسماعيلية إلى القاهرة،وكان صديقاً شخصيا لحسن البنا وكان يلقاه يومياً، ولكنه عندما اكتشف حقيقتهم مبكراً ومنذ مؤسسها حسن البنا تركها هو وابنه إلى غير رجعة،ففي حوار الشيخ الشعراوي مع الصحافي سعيد أبو العينين في كتابه"الشعراوي الذي لا نعرف" الطبعة الرابعة لسنة 1995 سأله الصحافي:لماذا افترق الشيخ الشعراوي عن الجماعة والإخوان؟وما السبب؟ قال الشيخ الشعراوي:"في عام 1937 خرج الوفد من الحكم..وأنا كنت وفدياً..كما سبق وقلت. وفي عام 1938 أردنا الاحتفال بذكرى سعد باشا...لكنهم منعونا.. فذهبت إلى النادي السعدي واحتفلنا هناك بهذه الذكرى. كنت اعتبر الاحتفال بذكرى سعد باشا هو احتفال بذكرى وطنية.ووقفت في الاحتفال وألقيت قصيدة امتدحت فيها سعد باشا وكذلك النحاس باشا. وعلم الشيخ حسن البنا بخبر القصيدة التي ألقيتها في الاحتفال فغضب...غضب لإمتداحي النحاس باشا.

وحدث بعد ذلك أن جلسنا في ليلة نتحدث..وكنا مجموعة من الإخوان ...وكان الشيخ حسن البنا حاضراً... وعند الفجر تطرق بنا الحديث إلى الزعماء السياسيين...وأيهم يجب أن نسانده ونقف معه. ولاحظت أن الحاضرين يتحاملون على النحاس باشا... ويقولون بمهادنة صدقي باشا. فاعترضت على ذلك وقلت:إذا كان لمن ينتسبون إلى الدين يريدون أن يهادنوا أحد الزعماء السياسيين ولا يتحاملون عليه أو يهاجموه،فليس هناك سوى النحاس باشا ...لأنه رجل طيب..تقي..وورع...ويعرف ربنا...وانني لا أرى داعياً لأن نعاديه... وهذه هي الحكمة. ولكني فوجئت بأحد الحاضرين- لا أريد أن أذكره – يقول:إن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي...هو اعدى أعدائنا...لأنه زعيم الأغلبية ...وهذه الأغلبية هي التي تضايقنا في شعبيتنا... أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنحن"نبصق" عليها جميعاً فتنطفئ وتنتهي!!!. وأضاف الشيخ:كان هذا الكلام جديداً ومفاجئاّ لي...ولم أكن أتوقعه...وعرفت ليلتها "النوايا"وأن المسألة ليست مسألة دعوة...وجماعة دينية ... وإنما سياسية ... وأغلبية وأقلية... وطموح إلى الحكم. وفي تلك الليلة اتخذت قراري... وهو الابتعاد وقلت:"سلام عليكم"...ماليش دعوة بالكلام ده.(الشعراوي الذي لا نعرف ص 68،69). أما بخصوص ابن الشيخ الشعراوي فيقول: ابني سامي كان في الإخوان...فأنا قلت له بعد أن شاهدت التحول
الذي طرأ على هذه الجماعة... قلت له:يا بني أنت أخذت خير الإخوان... فابتعد... وحجم نفسك... لأن المسألة انتقلت إلى مراكز قوى... وإلى طموح في الحكم.

وفعلاً سمع كلامي وابتعد.(نفس المصدر ص 70). انفصل الشيخ الشعراوي عن الإخوان منذ العام 1938 بعد أن سمع من المؤسس حسن البنا أنهم ضد أي زعيم أغلبية لأنه ينافسهم في الحكم،وأنهم "يبصقون"،أي والله قالوا"يبصقون"،على أي زعيم آخر فينطفئ حزبه...لعلنا الآن نفهم سبب حقدهم الدفين على خالد الذكر الرئيس جمال عد الناصر ومحاولة قتله في ميدان المنشية بالإسكندرية للتخلص من زعامته الجارفة،ولعلنا نعرف الآن أيضاً سبب كراهيتهم الشديدة للرئيس السادات،وكل من له شعبية لآنهم لا يستطيعون"البصق"عليه فينتهي ولأنه ينازعهم الزعامة والحكم الذي يريدون. إذن هم ليسوا دعاة كما يزعمون،وأن دعوتهم ليست لوجه الله،بل للوصول إلى السلطة،وبنظرة إلى واقع الجماعة منذ مؤسسها وإلى الآن نجد أن منهجهم واحد وطريقة التفكير واحدة،حتى وان اختلف الأسلوب،وإن كان حلم مؤسسها قد قارب التحقيق في عام 2012 بوصولهم، لأول مرة، كأغلبية في مجلس الشعب والشورى،ويريدون صياغة الدستور،بل والانفراد بالحكم أيضاً،وبذلك تكون شجرة حسن البنا قد أينعت بعد 84 عاماً من العمل الماكر، ولكن الحذر الحذر يا شعب مصر،حلوا البرلمان الذي يمثلون أغلبية فيه،وامنعوا وصول مرشحهم(محمد مرسي) للرئاسة لأنه سيصل بانتخابات مرة واحدة وإلى الأبد،حيث سيكون الخروج عليه هو خروج على الدين نفسه لأنهم هم،وحدهم، الموكلون من الله بحماية دينه،وهم ،وحدهم، المتحدثون باسم الله.

ولم أجد إلا رائعة أحمد شوقي، لأختم بها مقالي ، وكأنه يوضح حال الإخوان المسلمين،فيقول: برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين و يــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــين يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبين وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصـــبح فينا فأتى الديك رسولا من إمـــــــام الناسكين عرض الأمر عليه و هو يرجــوا أن يلينا فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدين بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحين عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــن مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا ملحوظة: رجاء العودة لمجموعة مقالاتي التي قدمت فيها كتاب"هؤلاء هم الإخوان"لطه حسين ومحمد التابعي وعلي أمين وجلال الدين الحمامصي وكامل الشناوي،وأعرّف القراء أن كتاب"الشعراوي الذي لا نعرف" لسعيد أبو العينين متوفر على الإنترنت لمن يريد الحصول عليه


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter