بقلم: شريف منصور
جناب القس فلوباتير جميل عزيز كتب مقال بعنوان "عفواً أبي الحبيب ألست تعلم من أي روح أنت ؟!" و نشر بموقع الأقباط متحدون. و جاءت التعليقات ساخنة جدا و تعرضت لشخص جناب الكاهن لأنه تكلم بما شعر به تجاه مقوله جناب كاهن أخر و بسبب تصريحات يري أنها لا تتفق ومع روح من يخدمه . و استوقفتني فقرة في المقال أود أن اعلق عليها بما اشعر به في نفسي من ضيق بسبب التصريحات و لضيق بسبب مقالات الكاهن السياسية و المستمرة و التي لا تتناسب مع مكانة الكهنوت. ليس من وجه نظر إيمانية كتابية ولكن من وجه نظري كأحد الداعيين إلي الدولة المدنية محتفظا في الوقت ذاته بأخلاقي المسيحية.
كتب جناب القس فلوباتير "لا يمكن أن نقبل من قدسك هذا الطرح كما أننا لا نقبل من نيافة أنبا بيسنتي طرحه الخاص بقبوله لوجود آيات قرآنية في مناهج اللغة العربية للتلاميذ... كما أننا لا نقبل من نيافة أنبا بيشوي طرحه الخاص بمطالبته لبناته المسيحيات بقدوة المحجبات في الحشمة أو ما ذكره نيافته بأن المسيحية في مصر تستمد قوتها من وجود الإسلام.... كلها أقوال مرفوضة تنسجم مع فكرة التقرب من التيارات المتشددة الصاعدة سياسياً هذه الأيام...
كما أنني أنأى بقدسك أن تثبت فكرة يتم الترويج لها هذه الأيام بأن بعض رجال الدين المسيحي يروجون لفكرة الدولة الدينية ... أرجو ألا توصم كنيستنا في هذا العصر بأنها مع هذه الفكرة خاصة مع تصاعد مطالبات البعض بقبول أفكار الدولة الدينية المتشددة الأفضل لنا جميعاً أن يستمر جهادنا وكفاحنا ضد دولة المرشد ودولة السلفيين من أن نوصم تاريخياً بقبولنا لها ... دعنا أبي الحبيب نمارس جهادنا في قول كلمة الحق حتى وإن لم تغير شيء من الواقع نكون كمن يحترم نفسه وفكره ...."
و جاءت فقرات اخري قد نتعرض لها لو سمحت المساحة. الفكرة من هذا المقال ليس الرد علي جناب الكاهن شخصيا ولكن الرد علي المقال عموما كفكر و فكرة .
جناب الكاهن ابدي اعتراضه علي تأييد جناب كاهن اخر لفكرة الإعدام لمن يزدري دين او نبي . فهل ياتري التأييد او الاعتراض نابع من الشخص مجرد من الكهنوت او من الكاهن مجرد من الشخصية .
لو كان التأييد او الاعتراض جاء من شخص لا يسبق اسمه لفظ كاهن فكان هذا يوضح لنا انه شخص عادي مواطن عادي يبدي رأيه في موضوع ما. ولكن في كلا الحالتين سبق اسم المؤيد و المعترض لفظ كاهن او لحق باسميهما لفظ كاهن . فاذن هذا يعني أن الرأي المؤيد و الرأي المعارض لكهنة . وان اعترض احديهما بقوله هذا رأيه الشخصي ولا يمت بصله للكاهن فعلية أن يشرح لنا لماذا لم يستخدم اسمه بالميلاد قبل الكهنوت في التعليق او الكتابة .
فأذن كلاهما عبر عن رأيه ككاهن في الموضوع. ومن ثم الموضوع يتعلق بأمور سياسية و ليست بأمور عقائدية لان الموضوع لو كان يتعلق بعقيدته فكان يجب علية أولا أن يمتنع عن أبدا الرأي بصفته الشخصية ويعلق عليه بصفته الكهنوتية . عظيم سيقول لنا الكاهن فلوباتير رده كان نابع من العقيدة فحسنا جدا لو كان الرد نابع من العقيدة فقط فلماذا أضفت الفقرة ألتاليه " الأفضل لنا جميعاً أن يستمر جهادنا وكفاحنا ضد دولة المرشد ودولة السلفيين" و من المقطع السابق نجد أن الموضوع ليس عقائدي فحسب بل هو سياسي لأنك تطالب بالكفاح و الجهاد ضد دولة المرشد و دولة السلفيين.
و في النهاية الجملة السابقة جاءت تقول " كما أنني أنأى بقدسك أن تثبت فكرة يتم الترويج لها هذه الأيام بأن بعض رجال الدين المسيحي يروجون لفكرة الدولة الدينية ... أرجو ألا توصم كنيستنا في هذا العصر"
أننا في حيرة من أمر رجال الكهنوت السياسيين يخلطون السياسة بالعقيدة و يخلطون العقيدة بالسياسة بما يملكون بسبب سلطتهم الكهنوتية.
عزيزي جناب الكاهن فلوباتير من فضلك و من فضل كل الكهنة أن تلتزموا بفصل الدين عن السياسة و السياسة من العبث في العقيدة وشرائع من تخدمونه. ابدأ رأيك علي صفحات ألنت أو الفضائيات في تصرفات كهنة يجمعكم فصيل و احد يسيء لكم و يسيء للكنيسة. كان بالتحري الزمالة و احترام السلم القيادي الكهنوتي ان تكتب مكتوب خاص إلي جناب أسقف أبرشيتك تعترض فيه علي هذه التصرفات و الأقوال. فيرفعها بدورة إلي مجلس الأساقفة لكي يحقق فيها مع الأسقف المذكور في مقالك و بهذا لا تكون تخطيت أسقفك ولم تعثر الشعب عند أبدأ الرأي علنا في كاهن أخر.
عزيزي الكاهن فلوباتير لو اخذ كل كاهن دفه كهنوته في اتجاه بما يري شخصيا فستنشق الكنيسة و لا يعد للكهنوت مكانته و قدسيته.
لا تنسي انه في يوم من الأيام طلب منك قداسة البابا شنودة الثالث في حضور أبونا متياس نصر أن لا تكتب منتقدا رجال القضاء و قال لك أكتب بما يرفع الظلم عن الرعية. هل ياتري لماذا نصحك قداسته بهذا ؟ من وجة نظري المتواضعة ان قداسته كأنه يقول لك رجال القضاء تستطيع أن تقف أمامهم رافعا مظلمتك و عليهم ان يجيبوك بما يعمل الرب فيهم وفي قلوبهم . وبهذا تأخذ حقك و حق رعيتك بدون تجريح و بدون إهانة لرجال القضاء، لأنه أن فسد العدل في وطن فسد الوطن كله ولو فقد رجال القضاء احترامهم لدي الشعب فلن يكون هناك من يستطيع أن يقف مع المظلوم ضد الظالم. و تصبح الدولة دولة ظلم محكومة بالظالمين.
وهذا المنطق ينطبق علي رجال الكهنوت ، مقالك حتى ولو كان صحيح يقلل من احترام الشعب للكهنوت ، فأنك بكل وضوح قلت رأيك المضاد ناقصا في مطران ( عنيف في الظلم لا يعي هرطقته العلنية بسبب كبرياء الذات ) و أسقف ( سياسي زئبقي محترف ) و كاهن ( لا يمت للكهنوت بصله ) وكلهم اكبر منك سنا و مكانة في الكهنوت ، و لم تقل كل ما يمكن أن يقوله علماني لأنك متخوف من الإفصاح برأيك كاملا تحسبا من العقاب بسبب سلطتهم . وحاولت ان تضيف كلمات مثل أبي الحبيب و نيافه الانبا قبل أسمائهم تجنبا من بطشهم و غضب جناب أسقف أبرشيتك، ولكن يا عزيزي أن فتحت فمك فيا أما أن تقفز بقدمك أيضا و تقول الحق كاملا او تسكت و تدخل إلي مخدعك تصلي من اجلهم لأنك و من المفروض رجل صلاة.
لا اختلف معك علي أن الثلاثة دلائل ادانتهم تملي جميع أنواع الميديا و لكنهم غير معصومين يخطئون وسيحاسبون يوما ما بدون أدني شك عاجلا آم أجلا. قد يقبل الرب التوبة منهم ولكن بسبب كبريائهم لن يطلبوها لأنهم يظنون أنهم فوق الخطأ..
دعني أسالك أن أوقفوك بعد هذا المقال فبماذا ستعلل الوقف ، هل سيكون بسبب ظلمهم لك ؟ و هل ستعلل هذا كما عللت وقفك من قبل قداسة البابا شنودة الثالث الرب ينيح روحة ؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع