الأقباط متحدون - حُصّاد الرقاب!
أخر تحديث ٠٧:٠٨ | الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢ | ١٠ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٩٤ السنة السابعة
إغلاق تصغير

حُصّاد الرقاب!

بقلم- عـادل عطيـة
عرضت إحدى الفضائيات شريطًا مصوًرًا، يُظهر إسلاميين مقنّعين يجزّون رأس شاب على خلفية دينية. كان هذا الشاب يُتمتم صلاة في حين كانت السكين ملتفّة حول عنقه، يسيل الدم ويرتمي على الأرض؛ ليشعلها بالإحمرار القاني!
بدت النشوة وكأنها تطفر من تحت أقنعتهم، وهم يضعون رأسه، التي فصلت، على جسده، بعد أن رفعوها كعلامة النصر!.

فقد كانت مسيحيته حجة مقنعة لهؤلاء الذين يكسبون قوت يومهم من تعقّب الناس، والاعتداء على حياتهم، وإهدارها!
من منا لم ير في هذا الشريط المصوّر تجسيدًا للوحشية، وهوسًا في سفك الدماء، والتمتع اللاإنساني بعذاب الآخرين؟!.
ج
ومن منا لم ير كيف احتكر مثل هؤلاء، الذين اتجهوا أكثر نحو أقصى التطرف، "الطريق إلى الله"، وكيف يسخّرون قوى الموت في السعي الخاطيء إلى مرضاته؟!.

قد يبرر البعض انشغال هؤلاء بالموت؛ لأن العنف ظاهر في أماكن عدة في القرآن، ولكن العهد القديم بدوره، يحتوي على مقاطع عنف.. ولكن لا يطمح المسيحيّون يومًا بتطبيق حرفي لهذه المقاطع.. وهنا نكتشف مرجعية الاختلاف، ألا وهو: "فقر عدم معرفة المسيح"، الذي يشكل بحسب الأم "تريزا"، فقر الشعوب الأكبر، والذي لا يوفر أي جزء من العالم، حتى تلك المناطق حيث مرت بشرى الإنجيل منذ عصور.

إن عدم شعورنا بأننا مقربون للذين قتلوا، و"الخوف من ظلنا" أمام السكين المفعمة بالدماء، و"صمتنا المدمّر" أمام الذبيح، وصوته الإنساني الذي لا ينقذه أبدًا، هو الذي لا يضع حدًا لوسيلة تتخذ مكانها كقانون ديني ثابت!.

على المسلمين أن يعترفوا بأن هذه المجازر الدموية، هي حالة الطوارئ الأولى في العالم من حيث العنف العاصف، وأن يدينوا مثل هذه الأفعال، التي يقوم بها المتطرّفون الإسلاميّون، وألا يكتفوا فقط في القول: "إن الإسلام ليس هكذا"!...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter