بقلم : محمد حسين يونس

 
بعد أن كان الحصول علي مؤهل عال أو الإنضمام للقوات المسلحة أو الشرطة أو القضاء طريقا مناسبا لصعود الشاب المكافح الذى يقاتل لينال بعض من حقوقة ..
 
أصبح الأمر  يزداد صعوبة كلما مرت الأيام حتي  تحول إلي  أمنية لا تتحقق إلا بشروط غير متوفرة للجميع ..
 
  العديد من الذين يجلسون علي المقاهي بدون عمل أو يزاولون  أعمالا طفيلية ..خارج تخصصاتهم و أحلامهم  يسألون .. أسئلة لا يطرحها إلا الشباب.. و لا يهتم بها غيرهم  
 
فالمسنين الذين لم يعد لديهم الكثير من الزمن .. يهتمون بأن ينهوا حياتهم و هم علي وفاق مع السماء .. إما بالحج و العمرة ..أو بالإنتظام في أداء الطقوس ..أو بالدعاء الذى لا يتوقف أن ينجيهم و الأبناء و الأحفاد .. من الطوفان القادم.. أو بالصمت و المراقبة عسي أن يتجنبوا  جور و عسف البلطجية .. و الفتوات .
 
 أما الشباب فيسأل كيف لنا أن نعيش في هذا المجتمع غيرالصديق و الذى في الغالب تحكم سلوكيات أفراده ميولا عدوانية..إذا كانت الدولة عاجزة .. عن التخطيط .. و التدريب و التعليم .. و توظيف الطاقة ..بل عاجزة عن ضبط مصروفاتها فتقوم بالإستدانة و تحميل الأجيال القادمة عبء عبثها .. و عدم كفاءتها .. و ضيق أفقها .
 
هل نتول هذا نحن ..و نشير في إتجاه خلاص هؤلاء الشباب .. الذين يمثلون الأمل و مستقبل الحياة في هذه البقعة من الأرض
من أجل هؤلاء الشباب التائهون .. بالقرى و النجوع .. بالمدن الصغيرة .. بالأحياء الشعبية .. بالعشوائيات ..الصبايا .. و الجدعان .. التلاميذ و الصنايعية .. الحرفيين و البائعين السريحة .
 
من أجل كل المهمشين .. البواب و السايس و الشغالة .. وصبي البقال .. و بلية الذى يساعد الميكانيكي..
من أجل من تعلم ..و من يفك الخط .. و من تسرب من المدارس ليعيل أسرته ..
 
من أجل 80 % من المصريين تحت سن الثلاثين .. سأبدأ نقاشا مع حضرات  الناضجين من الأصدقاء.. حول .. ماذا يفعل الشباب .. حتي يؤسسوامجتمعا .. صحيا موات .. يوظف كل هذه الطاقات الإيجابية توظيفا صحيحا .. و يرتقي بمستوى الحياة إلي درجة إنسانية تتناسب مع إنجازات البشر في القرن الحادى و العشرين.؟
 
أن التبرعات و الإحسان ..و الصدقة ..و البر بالسائل و المحروم ..لم تعد وسيلة مناسبة في مجتمع تعيش فية و تسيطرعلي إقتصاده وحوش أسماك القرش الشرسة..
 
كما أن بث الأمال الكاذبة التي أدمنا علي إستهلاكها لا تؤدى إلا لكوارث فقد الثقة و كسل إنتظارالفرج .
 
الدعاء لا ينتج عنه إلا راحة نفسية مؤقته لصاحبه .. و حلول الكهنة لتسكين الغضب لا تملأ إلا بطونهم هم و ذويهم ..
 
من سيتخلص من ثقل المسئولية ليريح ضميرة بأن ينتظر ويجعلنا ننتظر معه حلول السماء .. فليخرج من دائرة النقاش ..
 
أما من يرقب تغير الرياح لتأتي بما تشتهي السفن فسينتظر كثيرا رغم أن حركة و سير الرياح لم تعد سرا ولم تعد مفاجئة لا يمكن التنبوء بها ساعة بساعة .
لا تتصوروا أن الغرب أو الشرق أوسكان بلاد الواق الواق سيمدون لكم يد المساعدة .. لقد رأينا صور لأطفال في إفريقيا و الصومال جلد علي عظم من الجوع لسنين لم يمد لهم الأغنياء المتخمين يد المساعدة .
 
إنه دورك و وظيفتك .. عليك أن تحارب من أجل التغيير .. إذا نجحت فلقد تحقق الأمل .. و إذا فنيت و أنت تحاول .. فلقد قدمت للأخرين النموذج و أشرت للطريق .( نكمل حديثنا باكر)