الأقباط متحدون - التهاني والأماني
أخر تحديث ٠٧:٠٨ | الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢ | ١٩بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التهاني والأماني

بقلم- مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، أرجوك ألا تخطف جملة أو كلمة وتعلق عليها دون أن تكون قرأت المقال بتركيز، ووصلك مضمونها، كما أرجوك ألا تدخل لتكتب تعليقًا شامتًا؛ لأنني- صدَّقت أو لم تصدِّق- كنت سأقف موقف المعارضة في أي من الحالتين، سواء فوز "شفيق" أو فوز "مرسي"، ولذا فأنا لا يعنيني هذا ولا يعنيني ذاك، لكن ما يعنيني "مصر"، صدَّقت أو لم تصدٍّق فأنا يصعب عليّ دماء الشهداء التي اتخذها الإخوان "قميص عثمان"، وأنتظرهم أن يصدقوا في أنهم سيأتوهم بحقوقهم، وأنتظرهم أن ينهضوا بالبلد وليس بـ"قطر" أو "السعودية"، وألا يدخلونا في حروب لا يتحملها اقتصادنا، وتنتهي باحتلال "سيناء" بدلًا من تحرير "غزة".

وعلى كل الأحوال، فأنا أتقدّم بخالص التهاني للرئيس "خيرت الشاطر"، الرئيس الفعلي للبلاد، هو وشريكه في رئاسة "مصر" المرشد "بديع"، لفوزهما في سباق الرئاسة تحت اسم مستعار لرجل طيب اسمه "محمد مرسي"، وأتمنى للثلاثي- وأنا قلت الثلاثي وليس الثنائي مضيفًا الإستبن اللهم لألا يغضب ولأرفع من روحه المعنوية- أقول أتمنى للثلاثي كل توفيق في تنفيذ المصالح القطرية في تقزيم "مصر" وتقسيم البلاد، راجيًا من الله ألا يتمم مشيئتهم، ما دام وصولهم لسدة الحكم هو اختيار شعبي بنسبة تربو عن الواحد بالمئة.

وأنا احترم الاختيارات الشعبية وأقدرها، وأقدِّر أيضًا الضغوط الغربية التي يقوم بها الغرب الكافر العلماني الداعر الماجن، وعلى رأسه "الولايات المتحدة الأمريكية" الشيطان الأعظم، الذي لولاه ولولا ضغوطه لما وصل الإستبن لسدة الحكم، وأظنكم لا تنكرون هذا، وإن أنكرتم ذلك فهو أمر لا يعنيني، فأنا واثق أن هناك قطاع عريض من الشعب المصري صوّت لكم أيها الثلاثي، وعلينا أن ننتظر لنرى ماذا ستفعلون بمصر وبشعبها؟ وماذا ستفعلون بقناة السويس وسيناء وكل شبر بأرض مصر؟.

وبشكل عام، نستطيع الآن التهاني بعد أن كنا في طور الأماني بفوز أي أحد غيركم، وصدقوني- أو لا تصدقوني فهذا شأنكم لكنني أصدقكم القول- والله شاهد أنه لو رشح أي أحد آخر غير "شفيق" أمام "مرسي" لكنت اخترت الآخر وما كنت اخترت أبدًا "مرسي"، ليس حبًا في الآخر ولا كرهًا في الإستبن، وإنما رفضًا أن تُحكَم "مصر" من وراء الستار، ومن خلال جماعة سرية إرهابية إقصائية ظلامية رجعية تفتت الأمة ولا تجمعها. وعلى أي حال، علينا أن نتأمل نتيجة الانتخابات الرئاسية لنعلم أن نسبة السبعة وسبعين بالمئة التي احتكرها الإسلاميون في الاستفتاء على التعديلات الدستورية والانتخابات التشريعية الباطلة- التي أبطلتها المحكمة الدتسورية العليا- قد تقلصت وأصبحت واحد وخمسين بالمئة، مما يعني أن مشروعكم الاحتكاري بحكم "مصر" ينهار، إلا إذا استخدمتم القهر والتزوير في الانتخابات القادمة، بمعنى أن تكون انتخابات الرئاسة هذه هي آخر انتخابات نزيهة.

وانظر عزيزي القارئ، أنا أعترف أنها كانت انتخابات نزيهة، قد يشوبها بعض العوار السياسي لتنفيذ بعض المواءمات مع المجلس العسكري لتنفيذ رغباته في مقابل رغبات إخوانية، لكن على أي حال كانت انتخابات في إجراءاتها نزيهة، ومبروك الرئاسة، وأتمنى أن يكون هناك مصالحة بين الشعب بعضه البعض وتختفي نبرة التعالي والشماتة سريعًا، فمن كسب لم يكسب بمكسب كاسح، بل يُعد مكسبًا "على الحركرك"، فلو لم يبطل أولئك الذين أبطلوا أصواتهم أصواتهم، ونزل من لم ينزلوا وأعطوا كل هؤلاء أصواتهم لـ"شفيق"، لفاز "شفيق"، ولكن هو نصيب البلاد لترى أيامًا على أيدي "مرسي"، إما إقصائية هدامة لمصلحة "قطر" أو غيرها ، أو احتوائية بناءة لمصلحة "مصر"- وطننا- ولتعلموا أنها الفرصة الأخيرة لكم أن تثبتوا حسن النوايا، أقول هذا وأكرر أنها الفرصة الأخيرة، هذا إن استمرت الانتخابات نزيهة.

المختصر المفيد، يقول "عبد الرحمن الأبنودي": "آه يا وطن غاوي عفن، جبان رافض للتجديد، زمان كان جميع ما فيك حسن، ودلوقتي فيك كلاب وعبيد، الحر يعشق حب الوطن، والعبد يعشق بوس الإيد."


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter