كتبت - أماني موسى
قالت الباحثة ياسمين إبراهيم، أنها في عام2008 تم فصلها من الشغل للمرة الثانية، وفي ذات الوقت كانت أحد جامعات السويد أعلنت عن رغبتها بتقدم مجموعة باحثين لعمل بحث تفصيلي عن تاريخ مشاركة النساء بالسياسة من عام 1800 إلى عام 1900،وحينها تقدمت بطلب للمشاركة ببحث عن سيدات مصر، وتم قبولها.
وتابعت، أخذت أبحث في جميع المكتبات ولم أجد سيدة مصرية واحدة عملت بالسياسة من عام 1800 إلى عام 1900، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي توثيق لعمل أي امرأة مصرية بالسياسة في هذه الفترة، وجميعهن بدأن عقب 1919، وتساءلت: طيب إحنا كنا فين في الفترة دي؟
واستكملت بحثها لتجد سيدة واحدة في الفترة 1880 تقريبًا ولكن ما كتب عنها كان مسيء أكثر منه منصف لجهودها، وكان ما يعيبها هو أنها كانت تتشارك الجلوس مع الرجال في صالون منزلها، وهو أمر غير مألوف في هذه الفترة على الإطلاق، وكانت هذه السيدة هي نازلي فاضل، صاحبة أول صالون ثقافي بالشرق الأوسط، حيث كانت تقيم صالون أدبي وثقافي بمنزلها وتستضيف رجال، وكانت من العائلة المالكة، ولم تكن محبوبة، وكذا والدها حيث دار صراع بينه وبين الخديوي إسماعيل للفوز بعرش مصر.
وأضافت إبراهيم، كان يجلس بصالونها رواد التنوير بالتاريخ المصري مثل سعد زغلول، قاسم أمين، أحمد لطفي السيد، محمد عبده، جمال الدين الأفغاني، مشيرة إلى أن قاسم أمين كان لا يؤمن بحرية المرأة قبل حضور هذا الصالون الثقافي الذي ساهم في تغيير نظرته للمرأة ليؤمن بعدها بقضايا المرأة وأهمية المساواة بينها وبين الرجل، وكتب كتبه عن تحرير المرأة، وبذلك تكون السيدة نازلي فاضل هي محرر المرأة الحقيقي.
وتابعت إبراهيم، ما حدث لنازلي جعلني أفكر أن هناك كثيرًا من أمثالها يصنعون أشياء جيدة الآن ولا نعرف عنهم شيء، أو يسقطهم التاريخ لسبب أو لآخر، مشيرة إلى زينب فواز أول روائية بالشرق الأوسط باسم "حسن العواقب" في عام 1899، وكذا السيدة العراقية ماريا تريز أسمر من رواد أدب الرحلات بالعصر الحديث، وكانت تكتب في الجرائد باسم مستعار تحت اسم "أميرة بابلية" وهي أول من تحدث عن الحريم عند العثمانيين.
وتساءلت ياسمين لماذا لا يكون هناك نظام معلوماتي يتم إضافة أسماء الرواد أمثالهم وتاريخهم وما تركوه من تراث للإنسانية؟