نبيل ابادير
بغياب وبفصل التربيه تماما عن التعليم وعبر عقود طويله من الزمان، وما تبع ذلك من إهمال شديد لإنخراط النشء في مراحل التعليم المختلفه في تعلم وممارسه الموسيقي والغناء والرقص وتعلم تذوق الجمال من خلال هذه الممارسات، وكذلك ممارسه الرياضه كأداة لتعلم التعاون والتنافس الشريف وتعلم ما كنا نُسميه في الماضي السحيق "الروح الرياضيه"،
وبتدهور قصور الثقافه ومكتبات ونوادي الطفل سنوات طوال بكل ما فيها من أنشطه وتفاعلات ثقافيه تهذب النفس وتسمو بها،
وبتسييس الإعلام وبغيابه تماما عن البرامج الثقافيه الإذاعيه والمتلفزة وبرامج الاطفال التي كنا ننتظرها بشوق ونحن في مقتبل حياتنا كبرنامج ابله فضيله ونادي السيما والكاميرا، نافذة علي العالم، عالم البحار، وعالم الحيوان وفن البالية، والعالم يغني، والفن الشعبي، وبرنامج أوسكار ، وخمسة سياحة، واخترنا لك وغيره وغيره من البرامج التعليميه والثقافيه والمسليه وغيرها، وكذلك نمط من المسلسلات التليفزيونه يعلي من القيم الإنسانيه كضمير ابله حكمت والرايه البيضا ويمكن أن نتذكر العديد من هذه البرامج والمسلسلات،
وعندما أصبحت أفلام الشباك، وحفلاتنا الغنائيه في معظمها "سبكيه"،
وتزامن مع هذا كله فساد الفضاء العام المصري ليصبح مستنقعا للوحل يعلو فيه صوت البلطجه والعداوات المعلنه الشرسه وما يتضمن ذلك من إساءات علينه للبشر، سواء ذلك الفضاء عبر الشاشات والتسجيلات والسيداهات وخلافه، ويستمر ذلك فترات من الزمان دون رادع وأحكام ناجزه الي ان وصلت أخيرا،
فما رأيناه بالأمس القريب بمظاهرات صاخبه تنضح بالتمييز العنصري الفج وردود الافعال الأسوأ ليس مستغربا بل نتاجا طبيعيا لحقبه طويله من التدهور والإنحدار الثقافي،
فهل نستيقظ وندعو لنهضه ثقافيه شامله تشمل كل عناصر الثقافه في التعليم التربوي، والفنون والآداب بكل عناصرها وفتح المجال للإبداع فيها، وبالتركيز علي القيم الإنسانيه والروحيه والجماليه وبالانفتاح علي قيم الحداثه والتطور، وذلك نحو وغسيل وتجديد الثقافه التي إنحدرت وتلوثت به عبر عقود من الزمان.