سليمان شفيق
قدم نواب فرنسيون خلاصات لجنة التحقيق حول إدارة وباء فيروس كورونا في تقرير من مئتي صفحة يشير بأصابع الاتهام إلى عيوب جسيمة و"أخطاء في القيادة" وخلصوا إلى أن "فرنسا لم تكن مستعدة لمواجهة وضع وبائي والسبب حسب المقررين، الإدارة السيئة للمخزون الاستراتيجي للمواد الطبية الذي تضرر بسبب الحسابات المالية". واتهم التقرير "الحكومة بأنها لم تتخذ إجراءات صارمة في الصيف لتفادي موجة ثانية من الوباء". فيما اعتبر نواب الأغلبية الرئاسية التقرير هجوما سياسيا. وقدم التقرير ثلاثين نصيحة لتحسين الوضع من ضمنها إنشاء وزارة مختصة بإدارة الطوارئ وتدبير المخزون الحيوي للأدوية.
الا ان رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس اعلن أن اللقاحات ضد فيروس كورونا في فرنسا ستكون مجانية للجميع وحدد شهر يناير موعدا لانطلاق التلقيح لمليون شخص مسن في دور الرعاية، على أن تتواصل في فبراير لـ14 مليون شخص معرضين، ثم في الربيع لمجمل الفرنسيين. واعتبر أنه بفضل الطلبات التي قدمت على المستوى الأوروبي "ستمتلك فرنسا إمكانات بمستوى 200 مليون جرعة، ما سيسمح بتلقيح مئة مليون شخص.
وأشار كاستكس خلال مؤتمر صحفي إلى أنه بفضل الطلبات التي قدمت على المستوى الأوروبي "ستمتلك فرنسا إمكانات بمستوى 200 مليون جرعة، ما سيسمح بتلقيح مئة مليون شخص" إذ يتطلب اللقاح في الوقت الحاضر جرعتين بفارق بضعة أسابيع. ولضمان مجانية اللقاحات، رصدت الحكومة 1,5 مليار يورو ضمن ميزانية الضمان الاجتماعي للعام 2021
وشدد كاستكس على أن "هدفنا الأول هو ضمان امتلاك فرنسا ما يكفي من اللقاحات لجميع مواطنيها. وبالطبع، لن ندفع في نهاية المطاف إلا ثمن ما سيتم تسليمه لنا فعليا، وهذا مكسب آخر في المفاوضات الجارية على المستوى الأوروبي".
ولفت إلى أن إستراتيجية التلقيح "ستعرض على البرلمان" خلال ديسمبر متعهدا "بلزوم شفافية تامة ووضوح تام بشأن كل القرارات التي سنتخذها". موضحا أن حملة التلقيح ستبدأ بلقاحي فايزر - بايونتيك وموديرنا اللذين.
سيتوافران في آواخر ديسمبر/كانون الأول على أقرب تقدير، أو اعتبارا من يناير ، بعد الحصول على إذن من السلطات الصحية الأوروبية والفرنسية
في سياق آخر، أوصى رئيس الوزراء بحصر تجمعات أعياد رأس السنة بستة أشخاص بالغين إضافة إلى الأطفال. وتابع: "حدد معظم جيراننا الأوروبيين حدا أقصى للمدعوين إلى سهرات رأس السنة يتراوح بين ستة وعشرة أشخاص ما عدا الأولاد، بحسب البلدان" مضيفا "يبدو لنا من المنطقي أن نوصيكم بلزوم حد أقصى قدره ستة أشخاص بالغين، ما عدا الأولاد".
وأكد أن "انتشار الفيروس يواصل التراجع من أسبوع إلى أسبوع" طارحا إمكانية تدني الحصيلة اليومية "في الأيام المقبلة عن عتبة عشرة آلاف إصابة يومية كحد متوسط".
وبلغ عدد الوفيات جراء كوفيد-19 في فرنسا أكثر من 53 ألف وفاة منذ مارس.
ايطاليا تتأهب للمواجهة :
أكد وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانتزا السبت أن حملة تلقيح ضخمة سيتم إطلاقها في يناير معتبرا أنها "ستكون حملة من دون سابق مثيل وستتطلب تعبئة غير عادية للموارد". واعتبر سبيرانتزا أن "اللقاحات تمثل تقدما هائلا في تاريخ البشرية".
وأوضح سبيرانتزا في اجتماع للصيادلة أن حملة التطعيم "ستبدأ في نهاية يناير حين نأمل في الحصول على الجرعات الأولى". مضيفا: "ستكون هذه الحملة من دون سابق مثيل وستتطلب تعبئة غير عادية للموارد".
سجّلت إيطاليا، مثل الدول الأوروبية الأخرى التي تكافح للتعامل مع الموجة الثانية المدمرة من الوباء، حوالى 1,3 مليون إصابة و50 ألف وفاة منذ تفشي فيروس كورونا في مطلع هذا العام.
لكن على الرغم من ذلك، يفيد استطلاع للرأي أجرته شركة "إيبسوس" لمحطة "لا 7" التلفزيونية في وقت سابق من هذا الأسبوع أن 16 بالمئة من الإيطاليين سيرفضون تلقي اللقاح المتاح العام المقبل وأن 42 بالمئة سينتظرون لمعرفة ما إذا كان فعالا.
وأكد ثلث من شملهم الاستطلاع فقط أنهم سيحصلون بالتأكيد على اللقاح بمجرد توافره.
الشركات الدولية تدخل الي المواجهة ايضا:
وتجد الإشارة إلى تزايد الجهود العالمية لإيجاد علاجات ولقاحات للفيروس الفتّاك. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر وشريكتها الألمانية بايونتيك عن التوصل للقاح قالت إنه فعال بنسبة 95 بالمئة.
تقدمت الشركة هذا الأسبوع بطلب للحصول على ترخيص بشكل عاجل في الولايات المتحدة ويبدو أن العديد من الشركات الأخرى ستتبع ذلك في الوقت المناسب، ومن المحتمل أن تطرح اللقاحات الأولى قبل نهاية هذا العام.
حتى مع استمرار الفيروس الفتاك في تدمير الاقتصاد العالمي ووضع الأنظمة الصحية تحت ضغط شديد، لا تزال المشاعر القوية المناهضة للتلقيح قائمة في الكثير من البلدان، على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات لطمأنة الناس بشأن سلامتهم وفعالية اللقاح.
أكدت شركة "موديرنا" الأمريكية انها ستتقدم بطلبات ترخيص للقاحها ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا. يذكر أن لقاح هذه الشركة أظهر فعاليته بنسبة 94,5 في المئة بحسب ما أكدته قبل أسبوعين.
وكانت الشركة الأمريكية قد أكدت منذ أسبوعين أن لقاحها التجريبي ضد كوفيد-19 أظهر فعاليته بنسبة 94,5 في المئة، بحسب نتائج مبكرة لاختبار سريري على أكثر من 30 ألف مشارك.
وإذا ثبت مستوى الفعالية هذا نفسه لدى السكان بصورة إجمالية، فسيكون هذا أحد اللقاحات الأكثر فعاليةً في العالم، شبيها باللقاح ضد الحصبة الفعال بنسبة 97% على جرعتين، وفق المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
بريطانيا تتقدم في جبهة الحرب ضد كورونا :
أعلنت الحكومة البريطانية الجمعة أنها طلبت من هيئة تنظيم الأدوية لديها أن تُقيّم لقاح المستجد، الذي يطوره مختبر "أسترازينيكا" البريطاني وجامعة أوكسفورد، وذلك استعدادا لطرحه في السوق.
وقال وزير الصحة مات هانكوك في بيان: "طلبنا رسميا من هيئة تنظيم الأدوية أن تُقيم لقاح أوكسفورد/أسترازينيكا وأن تحدد ما إذا كان يلبي معايير السلامة الصارمة". وأضاف أنه في حال الموافقة عليه، فإن ذلك سيشكل "خطوة مهمة نحو طرح لقاح في أسرع وقت ممكن".
والمملكة المتحدة التي تُعتبر البلد الأكثر تأثرا بالجائحة في أوروبا، بتسجيلها أكثر من 57 ألف وفاة جراء الفيروس، هي أيضا "أول بلد في العالم يوقع عقدا مع أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد، بما يضمن لها الحصول على مئة مليون جرعة"، بحسب ما أوضحت وزارة الصحة.
الوضع الوبائي في أوروبا:
وإذا تمت الموافقة على اللقاح، سيتم تسليم 4 ملايين جرعة إلى المملكة المتحدة قبل نهاية العام، تليها 40 مليون جرعة أخرى قبل نهاية مارس 2021.
وكان رئيس أسترازينيكا أعلن الخميس أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث على اللقاح الذي تطوره الشركة لمحاربة كوفيد-19، بعد بروز أسئلة حول الحماية التي يمكن أن يقدمها.
ورغم أن لقاح أسترازينيكا ما زال في الوقت الحالي غير حاسم مقارنة بلقاحَي فايزر/بايونتيك وموديرنا، فإنه يتمتع بميزة استخدام تقنية تقليدية تجعله أقل كلفة وأسهل في التخزين والنقل. ويحتاج اللقاحان الآخران لتخزينهما دراجات حرارة منخفضة للغاية.
كما يجري الان إنتاج أكثر من مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الروسي بالهند.
اتفق صندوق الثروة السيادية الروسي وشركة هيتيرو الهندية للمنتجات الدوائية على إنتاج أكثر من 100 مليون جرعة سنويا من لقاح (سبوتنيك-في) المضاد لكوفيد-19 في الهند، وفقا لبيان على حساب (سبوتنيك-في) على تويتر اليوم الجمعة.
وجاء في البيان أن هيتيرو وصندوق الاستثمار المباشر الروسي الذي يدعم اللقاح ويسوّقه عالميا يعتزمان البدء في إنتاج (سبوتنيك-في) بالهند في بداية 2021. وذكر البيان أن تجارب المرحلتين الثانية والثالثة جارية بالهند.