اعتبر عالم الفضاء والخبير الجيولوجي، الدكتور فاروق الباز، فوز الدكتور محمد مرسي، برئاسة الجمهورية، أمرًا يبشر ببداية عهد جديد، بعد تولي شخص مدني لمقاليد السلطة، وهو ما يعني عودة الجيش للتفرغ لمهامه الأساسية في الحماية والدفاع عن مصر.
وقال «الباز»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، الخميس، في واشنطن، «ليس لدي شك أن الدكتور محمد مرسي، سيحاول أن يكون رئيسًا لكل المصريين، ويثبت لنا أن مرجعيته وخلفيته الدينية والحزبية لن تؤثر على مساره، الذي نعتبره مسارًا لنا جميعًا، حيث يتم احترام الحريات الخاصة والعامة، واحترام حقوق المرأة».
وأضاف «الباز»: «إذا نجح الإسلاميون في حماية الحقوق وتحقيق نهضة علمية واقتصادية لمصر سيكونون أهلا لقيادة دولة عظيمة مثل مصر، وإذا تحولوا للسير في نفس طريق النظام السابق، فإن المسألة ستستغرق أربع سنوات، وسيقوم الشعب بتغييرهم».
وأبدى «الباز» ثقته في إدراك الإسلاميين لذلك الأمر، وأنهم يسيرون في الطريق الصحيح لتحقيق الديمقراطية واستعادة الأمن، رافضًا محاولات تحويل مصر إلى دولة دينية، قائلا: «لا نريد هوية دينية لمصر، مصر دولة مدنية، وكل المواطنين لهم كل الحقوق، وعليهم جميع الواجبات، وحزب الحرية والعدالة حر في أن يقول ما يشاء، لكن رئيس مصر يجب أن يمنع تحويل مصر إلى دولة دينية»، داعيًا إلى ضرورة عدم تغيير شيء في سياسة مصر الخارجية، وتركها للمتخصصين.
وطالب «الباز»، الرئيس المنتخب، الدكتور مرسي، بوضع قضايا إصلاح التعليم، والنهوض بالبيئة الصحية، ودعم الاقتصاد في أولوية اهتماماته، مشيرًا إلى أن اندماج الدكتور مرسي واحتكاكه بأسلوب التعليم الأمريكي، أثناء دراسته في جامعة جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة، قد تدفعه لوضع التعليم في أولوية اهتماماته.
ودعا «الباز»، الرئيس المنتخب، الدكتور محمد مرسي، إلى الاهتمام بالبحث العلمي والباحثين، ووضع حوافز لدعم المتميزين، ووضع خطة للمطلوب من البحث العلمي، وميزانية الأبحاث، وتحفيز العلماء، حتى يتحقق استعادة مصر لمكانتها العلمية.
وشدد «الباز» على ضرورة تنشيط السياحة، دون الخوض فيما يأكله السياح، أو يشربونه أو يلبسونه، والاهتمام بكيفية زيادة الإنتاج، وتحسين جودته سواء بالإنتاج الصناعي أو الزراعي.
وأكد «الباز» على عدم وجود أي مخاوف من احترام الحكومة المصرية الجديدة لاتفاقية السلام مع إسرائيل، قائلا: «في نظري لا توجد أي مخاوف على استمرار العمل باتفاقية السلام مع إسرائيل، بل يجب أن يكون الهدف هو السعي لإبرام اتفاقية للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أسس عادلة، وليس نقض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل».
وأشار «الباز» إلى أنه لم يعرض عليه أحد المشاركة في لجنة صياغة الدستور الجديدة، موضحًا بقوله: «كل ما دار من أحاديث حول مشاركتي في اللجنة هي مجرد مطالبات من شباب الثورة، وتعليقات على فيس بوك، وفي بعض الأحاديث الصحفية والتليفونية، لكن لم يعرض عليّ أحد بشكل رسمي المشاركة في اللجنة».
وأضاف «الباز»: «صياغة الدستور تحتاج إلى قانونيين، تكون لهم الحرية الكاملة، دون أي ضغوط ودون لغو، بحيث تتم صياغة مواد تدعم حرية كل إنسان في مصر».