شقيقتان لا تعرفان المستحيل، كما لا يعرف اليأس والإحباط التملك منهما، الفكرة التي يراها البعض مستحيلة لاعتقادهم أنهما لن يقدرا عليها لظروفهما الخاصة، نمت داخلهما يوما بعد يوم، لم تنل إعاقتهما من عزيمتهما وإصرارهما على أن تتركا أثرًا، خيوط الصوف الملونة تغزل منها "منى ومي" مشاهد من الأمل، وتتمسكان بموهبتهما لتكسرا ظلام اليأس.

 
"قصر القامة" اختبار صعب جعل من شقيقتين في العشرينات والثلاثينات من العمر فنانتين في الخياطة و"الكروشية"، منذ اللحظات الأولى لهما في الدنيا، شخَّص الأطباء حالة"مي محمد الزاملي" 32 عاما، وشقيقتها منى 28 عاما، بقصر قامة، تعرضتا على إثرها لمواقف تنمر عدة في الطفولة وطيلة سنوات الدراسة،" الناس كانت بتتريق على شكلنا وحاولت مهتمش بنظرة الناس"، تقول "مي" في بداية حديثها لـ"الوطن" وقد انشغلت يداها ببكرة خيط ملونة تصنع منها أغطية رأس شتوية.
 
كثيرا ما شاهدتا والدتهما تبدع في خياطة كوفيات وأغطية رأس صوف، ما المانع في أن يشغلا وقت فراغهما بعمل أحباه، بحسب رواية مي، بدأ الثنائي قبل 3 سنوات مشروعهما الخاص للمشغولات اليدوية كهواية دون النظر إلى الربح،"حبينا نعمل حاجة بنحبها"، حتى أن موهبة "منى" لم تقتصر عند المشغولات اليدوية فقط بل تبدع في تصميم الإكسسوارات.
 
"مي" التي تعمل في مكتبة قصر الثقافة بالمنوفية، وشقيقتها "منى" التي تعمل في إحدى الشركات الكبرى بموجب قانون الـ5% دشنتا صفحة خاصة بهمها على موقع فيس بوك لعرض المشغولات اليدوية الخاصة بهما، "مش هدفنا نبيع المهم بنعمل حاجة بنحبها"، بحسب وصفهما، وضعتا أقدامهما على أول طريق النجاح بغض النظر عما يقال من حولهما.
 
أحلامهما بسيطة لا تختلف كثيرا عن فنهما، تحلمان بحياة هادئة دون تنمر ونظرات محبطة من البعض، تحاولان استخراج البطاقة المتكاملة الخاصة بذوي الهمم،" نفسي نلاقي حل المشكله ونستلم الكارنيه أنا وأختي"، بحسب قول مي.