قال نادر بكار، المتحدث الإعلامى باسم حزب النور السلفى فى مصر، إن "الحزب يقبل بتعيين مسيحى وامرأة فى الفريق الرئاسى المعاون لرئيس مصر المنتخب الدكتور محمد مرسى، لكن تعيين نواب له مسيحيين أو امرأة لم نتحدث عنه".
وأضاف بكار فى تصريحات خاصة مع «الشرق الأوسط»: «الحزب اتفق من قبل مع حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) أن يكون للرئيس مستشار امرأة ومسيحى، وكنا نتحدث وقتها عن خمسة أشخاص للفريق الرئاسى بينهم امرأة ومسيحى".
ونفى بكار أن يكون حزب النور طرح مسألة تولى مسيحى أو امرأة لمنصب نائب الرئيس، ووصف ما يتردد بأن حزب النور يرفض تولى مسيحى أو امرأة كنائب للرئيس بأنه مجرد تكهنات.
وحول ما لو تم طرح اسم مسيحى وامرأة كنواب للرئيس، وماذا سيكون موقف الحزب وقتها من الفريق الرئاسى، قال بكار «عندما يطرح الموضوع سوف يناقش الحزب ذلك فى وقته المناسب».
وجددت تصريحات سامح الصاوى، المتحدث الرسمى المؤقت للدكتور محمد مرسى رئيس مصر المنتخب، الإشارة إلى أنه سيتم تعيين مسيحى وامرأة نائبا للرئيس، لأول مرة فى تاريخ مصر.
تأكيدات الدكتور مرسى دعت أحد قيادات حزب النور (السلفى) لأن يصرح بالأمس بأن الحزب يرفض تعيين رئيس مصر لنائب مسيحى أو امرأة، وأن هذا هو الموقف الشرعى الذى يتبناه الحزب ولا يمكن التنازل عنه، من أجل مواءمات سياسية، واستطرد قائلا: "عندما تعين أمريكا نائبا مسلما للرئيس الأمريكى بارك أوباما نتحدث نحن عن تعيين نائب مسيحى». وأضاف القيادى بحزب النور (السلفى) أنه فى حال تعيين الدكتور مرسى نائبين له امرأة ومسيحيا سيدرس حزب النور الانسحاب من المشاركة فى الفريق الرئاسى.
لكن نادر بكار قال: «مسألة الفريق الرئاسى لم تحسم بعد بالنسبة لحزب النور، واللقاءات والمشاورات متواصلة مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى بشأن الفريق المعاون له».
وتصدر حزب النور السلفى المشهد السياسى فى مصر عقب إعلانه رسميا بعد ثورة 25 يناير (كانون الثانى) التى أطاحت بنظام مبارك بعد 30 عاما من التضييق على الإسلاميين، وحل ثانيا بعد حزب «الإخوان» (الحرية والعدالة) فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى (الغرفتين الأولى والثانية من البرلمان)، وأعلن مساندته للدكتور مرسى فى جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة التى جرت يومى 16، 17 يونيو (حزيران) الحالى ضد الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر.
وعن لقاءات تمت بين حزب النور والدكتور مرسى بشأن الفريق الرئاسى، قال بكار، الذى يشغل منصب عضو الهيئة العليا لحزب النور "لم تحدث لقاءات بل مجرد مشاورات"، لكنه نفى أن يكون الحزب قد طرح أسماء لتكون فى منصب نائب لمرسى. وعن الوزارات التى يرغب حزب النور فى توليها فى الحكومة الجديدة، لم يحدد بكار أسماء وزارت بعينها، لكنه قال «تولى الوزارات مجرد مشاورات فقط».
وكان المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى قد طرح فى برنامجه الانتخابى تولى قبطى لمنصب نائب الرئيس، وقد أثار ذلك جدلا بين الإسلاميين، لأن من يتقلد نائب رئيس الدولة يقوم بمهام الرئيس حال عدم وجوده، ويستكمل فترته الرئاسية فى حال وفاة الرئيس، وبالتالى لا يصلح المسيحى لهذا المنصب لما لرئيس الدولة من مهام دينية، ومصر دولة تدين بالإسلام.
وتهربت قيادات سلفية وقتها من التعليق على مسألة النائب المسيحى، قائلة «أن يكون نائب رئيس الدولة مسيحى الديانة أمر يحتاج للدراسة»، نافية قبولها المطلق أو رفضها المطلق للقضية برمتها، مؤكدة أن هذا الطرح لم تتطرق إليه مخيلتها من قبل. وحملت القيادات السلفية الأزهر الشريف المسئولية بشأن البت فى توافق هذا المقترح مع الشريعة الإسلامية من عدمه.
ويحتفظ مسيحيو مصر بمزيد من القلق إزاء تولى الدكتور مرسى الرئاسة، ولا تعنيهم التلميحات المستمرة حول تعيين نائب مسيحى ضمن مؤسسة الرئاسة بقدر الابتعاد عن التفكير فى عودة أحداث العنف التى سيطرت على المشهد المصرى فى بداية التسعينات وخلال الأيام الأخيرة لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتصاعدت مخاوف الانعزال والتهميش عند المسيحيين بعد أن وصل أحد أبناء تيار الإسلام السياسى للحكم بعد صراع طويل مع الأنظمة المتعاقبة، خاصة مع انتشار شائعات هجرة المسيحيين من مصر، كجزء من الارتباك والقلق الذى تشهده المرحلة الانتقالية التى من المقرر أن تنتهى غدا (السبت) بعد تسليم المجلس العسكرى الحاكم السلطة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى.