الأقباط متحدون - يا اقباط مصر لا تيأسوا فلكم الفخر والفخار
أخر تحديث ١٧:٤٦ | الأحد ١ يوليو ٢٠١٢ | ٢٤ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يا اقباط مصر لا تيأسوا فلكم الفخر والفخار

بقلم: د.نجيب جبرائيل

 ظروفا عصيبة  حقا مرت بالمصريين جميعا  لكن حظ الاقباط كان الاوفر  ان الاقباط وقد انتهى عصرا ذاقوا فيه عبر اكثر من  ثلاثة عقود من الزمن المر والمرارة  بدءا من التضييق عليهم فى بناء الكنائس وحرمانهم من الوظائف العليا فى البلاد   وامتهان كفاءاتهم وازدراء ديانتهم وتسفية رموزهم  ولم يحرك احد ساكنا هذا فضلا  عما ذاقوه من ألم وحسرة حين حكم الرئيس الراحل السادات ذات المقولة المشئومة " انا رئيس مسلم لدولة مسلمة  "  واستنبشر الاقباط خيرا وفجرا جديدا بثورة يناير والتى امتزجت دمائهم فيها  اسوة باشقاءهم المسلمين .

 
وباختصار شديد  تم اختطاف هذه الثورة  منذ ان اعتلى منبر التحرير  بالقاهرة الشيخ القرضاوى والمحلاوى فى الاسكندرية وحافظ سلامة فى مسجد النور  وظهر البخارى والبرهامى  والحوينى وصاحب غزوة الصناديق وابو يحى  وابو الاشبال  ومن قبلهم استبدلت ادوار الدولة وهيبتها بالشيخ حسان فى المصالحات وانهاء النزاعات  ولاقى الاقباط   ما لاقوه من اهانات  وألامات واعتداءات  واقصاءات وتهجيرات  وحرق وهدم كنائس واعتداء على رهبان عزل  فى الصحراء  وقتل شباب المقطم  ومذبحة فى ماسبيرو  وتطبيق الحدود فى قنا وتهجير الاقباط  قسريا فى العامرية  ومع ذلك لا تتعجبوا اذا قلت لكم اننا لم ولن نترحم على العهد السابق بسيئاته ولكن الاسوأ  هو ما نعيشه الان  ولا تتعجبوا ايضا اذا قلت لكم ان كنيسة واحدة جديدة لم تبنى منذ الثورة وحتى الان  وكنيسة أيلة للسقوط يمنع ترميمها  ثم ظهرت التركيبة الاخوانية لتأسيس الدولة المصرية والتى بدأها العسكر مع لجنة البشرى الاخوانية والتى وضعت اعلانا دستوريا يعرف تماما العسكر انه و تأسيسا لدولة الاخوان الدينية   , ثم بدأ الاستفتاء الدستورى على قاعدة الجنة والنار  والحلال والحرام  ثم انتخابات البرلمان بغرفتيه فكان طبيعيا وان الالغام الاخوانية والسلفية  فى كل مكان  ان يأتينا برلمان قندهار ثم محاولة الاستحواذ على وضع دستور البلاد من خلال لجنة استحوذ ت عليها الاخوان والسلفيين بسلطة امتلاك القرار  ثم محاولة اخونة القضاء بالمطالبة لاعادة هيكلة المحكمة الدستورية العليا ......... الخ 
 
ولكن لست مقصود هنا هو ما ذكرته  ولكن كان ضروريا لكى اجسد الدور الوطنى والتاريخى  والبارز الذى احدث زلزلة لم يكن يعمل لها حساب فى الدولة المصرية بهذا القدر الذى احدثه الزلزال القبطى فرغم هدم الكنائس فى صول والاعتدء على دير الانبا بيشوى واديرة وادى الريان  وقتل الشباب فى المقطم فصمم الاقباط على ان ينزلوا للاستفتاء الدستورى ليقولوا لا للاعلان الدستورى الاخوانى  ورغم مذبحة ماسبيرو  وما زالت قلوبهم تدمى وصمم الاقباط ايضا على ان ينزلوا بكثافة منقطعة النظير فى الانتخابات البرلمانية ليقولوا "لا "لمن يريد ان يحول مصر الى دولة دينية ونعم لمرشحى الدولة المدنية ورغم ما حدث ايضا من سكر ولحمة وزيت الاخوان وانفاق الملايين الا ان الاقباط  وعفافهم الوطنى وعزتهم  وكرامتهم رفضت الا وان يكونوا مع التيار المدنى  فلم تنكسر ارادتهم رغم كل ما حدث  من تجاوزات ومأخذ على هذه الانتخابات فذهبوا وبقوة لانتخابات الرئاسة حتى المرحلة الثانية والتى كانت واضحة كل الوضوح وما قام به الاخوان والسلفيين من فرز طائفى فى المجتمع  فاصبح الاقباط وكتلتهم التصويتية والتى تربوا على الملايين الستة موضع رهان بين القوى السياسية حتى ان التيار الاسلامى اصبح من اشد المغازلين لهم لقد استيقظ العالم كله فى ذهول ليس مسبوق وغير مصدق ان الاقباط  واصبح لهم كيانا قويا وكتلة تصويتية ضخمة يعمل لها الف حساب حتى ان اجهزة منظمتنا حسب المتاح لنا رصدت ان ما يقارب خمسة ملايين قبطى ذهبوا للتصويت لانتخابات الرئاسة من مجموع خمسة مليون ونصف او ستة مليون قبطى لهم حق التصويت  وهو ما يقارب ايضا الكتلة التصويتية الاخوانية  .
- ولكننى اريد ان اخلص مما سبق واقول .....
1- ان الاقباط وبحق هم قوى عظمى من القوى الوطنية على المشهد السياسى والساحة الوطنية  .
2- ان الاقباط اصبحوا وبحق محل مراهنة حقيقية من كافة القوى الوطنية . 
3- ان الاقباط لعبوا خلال فترة ماضية  وما يزالون دورا عظيما  فى الاداء الوطنى ومسيرة الثورة لا يقل هذا الدور عن اداء اى قوى اخرى . 
4- ان الفترة الحرجة التى عاشها وما زالوا يعيشونها خلقت لهم نوع من التوحد رغم اختلاف الرؤى احيانا وجمعت الفصائل والنشطاء والائتلافات الى هدف واحد وظهر ذلك جليا فى الانتخابات الرئاسية .
5- ان الاقباط بهذه الصورة وعلى هذا المشهد مصممون على حقوقهم الدستورية المشروعة وعلى اخصها الحق فى مواطنة كاملة وغير منقوصة .
6- ان الاقباط غير وارد بالمرة ان يقبلوا حقوقهم على هيئة منح او قرارات فوقية  او سيادية .
7- ان الانتخابات الرئاسية الاخيرة اظهرت وبقوة معدن الاقباط ووطنيتهم التى لا يختلف عليها احد  وكذبت وبقوة شائعة الاستقواء بالخارج التى كانت تلوكها الالسن ويوصمها البعض بالاقباط واظهرت من الذى فى الخفاء يستعين بامريكا وبالاتحاد الاوروبى .
8- ان الفترة الماضية اظهرت وبحق تلاحم قوى ومنقطع النظير بين اقباط الداخل والخارج .
9- ان هذه الفترة ايضا ساعدت على امتداد ومد التيار المدنى الليبرالى المساند للاقباط كنسيج لا يتجزء من نسيج هذا الوطن .
10- واخيرا وهذا هو عنوان مقالتى عن اهم ما خرج به الاقباط من المتغيرات التى حصلت وما حاق بهم وما شاهدوه بام اعينهم  ان اردارتهم القوية الصلبة والفولاذية لم ولن تنكسر ابداء فهم لا يعرفون الهزيمة او روح الضعف او الانكسار بل يعرفون روح الحق والرجاء ..... فيا قبط مصر فلا تيأسوا  فلكم الفخر والفخار فالانتخابات البرلمانية قادمة وقريبة ...... والى مقال اخر حيث ستشهد الايام القليلة القادمة توحد قبطى مصرى كنا نحلم به وسوف يصبح واقعا حقيقيا وملموسا . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter