الأقباط متحدون - أنعى إليكم مصر التى كانت تعيش فينا
أخر تحديث ٠٨:٣٥ | الأحد ١ يوليو ٢٠١٢ | ٢٤ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنعى إليكم مصر التى كانت تعيش فينا

بقلم: سمير حبشي

 محمد محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية .. عندما أُعلن رسميا هذا الخبر أنا متأكد أن الأرض قد مادت من تحت أقدام أبناء مصر الشرفاء ، وشعرت بأن شمس الحق قاربت على الخسوف ، وأن العدل يغتال فى وضح النهار ، وأن جناحى الشر والغدر  يحاولان ستر  أنوار الحقيقة عن أعين الإنسان ، وأصبحت مصر الحضارة  والتاريخ كإمرأة منقبة بنقاب ذات عين واحدة ، وسوف لا ترى غير كل من أطال لحيته وختم جبهته بخاتم النصب والتزوير والتدليس ومؤمنى التقية والكذب فى ثلاث ، أى ما يسمونه " زبيبة الصلاة " ووراء ذلك من ماتت ضمائرهم ، وتكاتفت سواعدهم على وأد الثورة المصرية فى مهدها  .. لقد ظن شباب مصر الثورة  أن مصر قد  تعمدت وتطهرت بدماء الشهداء الأبرياء ،  فتحررت من الظلم وأطاحت بنظام بائد واجتازت ليل الظلام الطويل ، الذى جثم على أنفاس مصر منذ " هوجة العسكر "والتى سميت بثورة 23 يوليو .. لم يكن يعرفون أن ليل مصر طويل وشتائها مرعب ، وأن العسكر هم العسكر  .. قادرون على بيع مصر بأى ثمن أمام خلاص أنفسهم من صرخات الشعب " الشعب يريد محاكمة المشير " " و يسقط يسقط حكم العسكر " ولا يأبهون بأى لوم حتى لو ألقوا فى سجون الظلم والظلام كل صوت أبى سيعارضهم فى بيع مصر للإخوان ، وهم  يعرفون جيدا تاريخ الإخوان  الأسود ، وأياديهم الملطخة بالدماء  .. يعرفون جيدا أن الإخوان على إستعداد للتعامل مع الشيطان ، مادام سيمنحها السلطة والصولجان ، ولما كان الإخوان  يؤمنون بما علمهم نبيهم بأن الحرب خدعة ، كان التزوير طريقهم  لكرسى الرآسة ،

والتاريخ يقول   -:  لقد إرتموا  فى أحضان  السعودية ، ومولت قطر حملتهم الإنتخابية ، وأنهم لا يستحون أن يبيعوا أنفسهم " لطوب الارض " مادام سيدفع الثمن المطلوب .. قدموا أنفسهم خداما للملك فاروق ولقبوه بخليفة المسلمين ، ونصحوه بإطالة لحيته حتى يتمشى مع مفهومهم الإسىلامى فى الخداع ، و انقلبوا عليه فى ١٩٥٢ خلال هوجة العسكر ، ثم إرتموا تحت أقدام السادات وعندما لم يصلوا إلى مآربهم معه قتلوه .. وكان لهم دور كبير مع مبارك ، وتعهدات سرية مع أنظمة حكمه ، ثم أيضا انقلبوا عليه .. حتى مع ولى نعمتهم طنطاوى وزمرته الذين أخرجوهم من القمقم ، الآن يسبونهم فى ميدان التحرير ويطالبون بعنقهم ..  كما أنهم منحوا أنفسهم ايضا للخمينى ولخامنئى و لاحمدى نجاد ، ثم أبرموا المعاهدات السرية بينهم وبين إسرائيل والأمريكان .. لقد كتبت منذ عدة أعداد سابقة مقالة بعنوان " الشيطان والأمريكان ، والجيش والإخوان " وكأنى كنت أقرأ طالع مصر المخيف  ..

وقد أوضحت هذه الأيام مصادرمطلعة بأن ضغوط قوية حدثت من الأمريكان على العسكر لتسليم مصر للإخوان   .. وقد قرأت تعليقا للدكتور عماد جاد نائب مدير مركز الدراسات السياسية بالأهرام  أن هناك ضغوطا أميركية بالفعل من أجل وصول الإخوان للسلطة ‘ وأضاف أنه من الواضح توصلهم لإتفاق ‘ وأن الأمريكان يسعون وراء مصالحهم ومن مصلحتهم التعامل مع الإخوان لأنهم المسيطرون على الشارع المصرى ‘ كما نشرت جريدة الوطن .. تفاصيل الاتصالات السرية التى جرت فى الساعات الأخيرة، بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى ، برعاية الولايات المتحدة ، ووساطة الدكتور محمد البرادعى ، قبل إعلان فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة ، مقابل تنازل الجماعة عن الوزارات السيادية للمجلس .. وقد ذكرت فى مقالتى أن الأمريكان لا يبغون الديموقراطية ولا الحرية للعالم العربى ، لأن أول من سيضار من هذه الديموقراطية سيكون أمريكا وإسرائيل .. والصمام الواقى من هذه الديموقراطية هى الشريعة الإسلامية والتى هى الأغلال الفلاذية  لكل حقوق الإنسان .. كما قد قلت أيضا : أنهم يعلمون ومتأكدون أنه ما أسهل شراء القيادات الإسلامية ، إما عن طريق الثروات أو عن طريق الجنس .. أكثر  من خمسون عاما يحفر الشعب المصرى فى صمت  نفقاً طويلاً كلفهم كثيرا من دماء وأرواح الشهداء ، وتوهموا  أنه سينتهي بهم  إلى الحرية  من ذلك السجن اللعين أى حكم العسكر  ...لعل أبنائهم يوما يحيون حياة أفضل من التى عانوها ، ولكنى بكل أسى وحسرة أعلن لكم ضياع دم شهداء 2011 ... بكل أسى وحسرة أعلن لكم فشل ثورة 2011 .. بكل أسى وحسرة أنعى لكم مصر التاريخ والحضارة ، مصر التى كانت تعيش فينا .. لقد بات الشرفاء على أرض مصر يتهامسون ويتساءلون  إلى أين يمضي الإخوان المسلمون ؟؟؟ بأم الدنيا ، وعن مصيرها ، وما سيفعله بها المجرمون ، إلى أين سيمضون بها ، وماذا يخبئون لها ، وماذا يريدون أن يصنعوا بأبنائها الشرعيين أى أقباط مصر  ، لقد أصبح الشعور المسيطر الآن هو إغتصاب الإخوان لفرحة الشعب ، وقتل الحلم بالعرس الديموقراطى ، وإغتصاب دور الشعب فى الثورة  .. و أصبح جليا الآن لشعب مصر وخاصة أقباطها تغلل الأخوان في القضاء و الشرطة و الجيش و في كل مؤسسات الدولــة ويتعاطف مع الأخوان أكثر من ستون في المائة من المسلمين ، ولن تقل نسبتهم مستقبلا ، و لكن بالتأكيد تحت حكم الإخوان سوف تزداد .. وكما قلت مسبقا أن داخل كل من يحمل الهوية الإسلامية من الخفير حتى المشير ، ومن حاجب المحكمة للمستشار ، ومن فراش المدرسة حتى عميد الجامعة ، جميعهم يعيش فى داخلهم شخص مسلم يتعاطف دائما مع الإخوان ،  ويزدرى جميع الأديان الأخرى ويكفرهم ، حتى إن لم يظهر هذا جليا فى تصرفاته .. هذا مما يجعل أقباط مصر ينتظرون مستقبلا مظلما لهم ولمصر ، وأصبح الخوف يغزو قلوبهم كل لحظة .. ولكنى  أجد نفسى تواقا أن أقول لهم : جاء الوقت  أن نرتمى فى أحضان الله أبينا الحنون الذى عودنا على حمل جبال من المتاعب بدلا عنا .. والذى قال لا تخافوا إن من يمسكم يمس حدقة عينى .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter