الأقباط متحدون - كلينتون وخلفان ومرسي الإخوان
أخر تحديث ٠٤:٥٦ | الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢ | ٢٥ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

كلينتون وخلفان ومرسي الإخوان

تصاعد وتيرة الأزمة الدبلوماسية بين مصر والإمارات ثم بين مصر والولايات المتحدة في نفس التوقيت تقريبا، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس محمد مرسي لم يخرج بعد من عباءة جماعة الإخوان المسلمين ليصبح رئيسا لكل المصريين وليس فقط للخمسين في المئة، أو أكثر، الذين انتخبوه. ناهيك عن انه لم يترك خانة المعارضة ومناطقها الرمادية إلي موقع السلطة المسئولة في تصريحاتها، وهذه الحالة " النادرة " من التخبط  والتأرجح بين دور اللاعب الذي يعلق علي المباراة وهو جالس علي " دكة الاحتياط " واللاعب الأساسي الذي يجتهد داخل الملعب – يخطئ ويصيب - سوف تجعل مصر لفترة طويلة في حالة اختلال الوزن وصدام دائم في الداخل والخارج.

لم يتحرر مرسي تماما من الانتماء إلي " الجماعة "، وبالتالي لم ينظر  إلى الجماعة من نافذة الوطن الممتدة، باعتبارها إحدي القوي السياسية في مصر، وإنما بدا وكأنه يتطلع إلى وطنه، من نافذة هذه الجماعة الضيقة بحكم طبيعتها وأهدافها. لذلك لم أفاجأ لا من ( تعهد ) الرئيس محمد مرسي بالعمل علي إطلاق سراح " مفتي الإرهاب " الشيخ عمر عبدالرحمن، ولا من رد الخارجية الأمريكية: لن يفرج عن عمر عبدالرحمن وقضاؤنا مستقل. هذا الرد – لمن يدري أو لا يدري - ( يهزأ ) من مرسي الذي درس في الولايات المتحدة وحصل علي الدكتوراة منها، كما أنه يسخر من " استقلال القضاء " في مصر الذي أفرج بإشارة واحدة عن ( 16 ) متهما من الأمريكيين الموقوفين علي ذمة قضية منظمات المجتمع المدني.

القاضي " مايكل موكاسي " الذى حكم علي عبدالرحمن، قال: "هذا الرجل ليس سجينا سياسيا"، وهذا الكلام صحيح، لأن عمر عبدالرحمن هو أحد قادة الجماعة الإسلامية، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في كلورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك 1993. وهو نفسه " مفتي الإرهاب " الذي أصدر في ثمانينيات القرن العشرين " فتاوي " قتل الأقباط والاستيلاء على أموالهم بهدف دعم الدعوة الإسلامية ونشرها والجهاد في سبيلها، وبعدها مباشرة انتشرت موجة قتل الأقباط في صعيد مصر، ونهب محلات الذهب المملوكة لهم، إلي جانب فتاويه الهدامة ضد شركات السياحة، لأن "السياحة حرام ومصر لا تحتاج للسائحين كي يتكسب الناس من ورائهم".

وأهدر دم المفكرين الليبراليين المسلمين الذين يخالفون أفكاره، منهم  " فرج فودة " الذي قتل بالرصاص أمام مكتبه عام 1992، و"نجيب محفوظ " حيث كانت فتوى عمر عبد الرحمن هي السبب وراء محاولة اغتياله عام 1994. اللافت للنظر ان الرئيس " محمد مرسي " الذي يفترض أنه يمثل كل المصريين – تأثر بكلام ابن عمر عبدالرحمن (القاتل) ولم يلتفت إلي ما دموع " سمر " ابنة (القتيل) فرج فودة التي كتبت علي تويتر: أيها الرئيس: إليك شكوي من بنت مصرية، عمر عبدالرحمن قتل أبي، ماذا انت فاعل به ؟؟.

ما لم تقله " هيلاري كلينتون " – التي رفضت التعليق حتي الآن - قاله الفريق " ضاحي خلفان " قائد شرطة دبي، كلاهما يرفض التدخل في شؤون الدول الأخري واحترام " السيادة " واستقلال القضاء. ما قاله خلفان في حواراته وتغريداته: الإخوان المسلمون يشكلون خطرًا على أمن الخليج، وهم كانوا تنظيمًا وأصبحوا دولة، أي أن وضعهم القانوني قد تغير، ناهيك عن أنهم ضد الديموقراطية، وأن أيمن الظواهري، مسؤول تنظيم القاعدة أحد تلاميذهم وهم اللذين ربوه. ومن هنا فإن وصول الإخوان إلي الحكم في العالم العربي سيقسم العرب إلي قسمين دول يحكمها الإخوان وأخرى ترفض التعاطي مع الإخوان.

كلام خلفان صحيح إلى حد كبير، لماذا ؟.. لأن الإخوان المسلمين في كل البلاد العربية يفضلون الانتماء إلى " الأمة الإسلامية " أكثر من الانتماء إلى " الأوطان "، كما أن الأهداف الاستراتيجية التي يطرحونها (عابرة) للأوطان، وإن شئت الدقة، (محطمة) لها في أغلب الأحيان، حتى يتحقق حلم «الخلافة الإسلامية» أو «النظام الاسلامي» في العالم. الإخوان يعيشون أزمة " مزدوجة " بعد الوصول إلي الحكم لأنهم يفكرون بعقلية القرن السابع الميلادي في عالم القرن الحادي والعشرين، ويقولون الشئ وعكسه في نفس الوقت علي أنه شئ واحد، وهو ما ظهر في التناقض الصارخ بين تصريحات مرسي – حسب وكالة فارس – من حرصه على تعميق العلاقات الاستراتيجية مع ايران، وخطاب مرسي الأخير في جامعة القاهرة الذي أراد به طمأنة دول الخليج، بقوله: إننا لن نصدر الثورة إلى البلدان الأخرى!

نقلا عن إيلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع