حمدي رزق
احتراز وجوبى، لا تعليق ولا تعقيب على حكم القضاء، ومستقر أن القاضى لا يمدح ولا يذم، والطعن على الأحكام القضائية له طرقه القانونية المعلومة.

حسنا فعل النائب العام المستشار حمادة الصاوى بتكليف المكتب الفنى بمكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين فى الواقعة المعروفة بواقعة «سيدة الكرم»، وذلك فور إيداع محكمة الجنايات التى أصدرت الحكم أسبابه.

تصرف حكيم من مستشار جليل، لم يخامرنى شك فى نفرة النائب العام (محامى الشعب) إلى الطعن، صدمة البراءة لها وقع حزين فى نفوس تتوق للعدالة، والطعن يجلى العدالة فى أعين الحزانى.

معلوم، النائب العام هو من يملك (وحده) حق الطعن على الحكم، وفق القانون رقم ٥٧ لسنة ١٩٥٩ بشأن حالات وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض، وذلك بالتقرير بالطعن بالنقض فى الحكم الصادر إعمالًا للمادة ٣٠ منه.

والطعن من جانب النائب العام مستحسن قانونيا فى ظل صدمة خلفها حكم البراءة فى الأوساط المسيحية التى تأذت بتعرية السيدة (الغلبانة) فى واقعة مشينة عالجها الرئيس السيسى (سابقا) باعتذار راق امتص غضبة إخوتنا بجميل اعتذاره، وأعاد للسيدة سعاد كرامتها بين أهلها، الريس على عادة رجالات البلد المحترمين، مفطور على جبر الخواطر.

الطعن الذى يدرسه المستشار الصاوى يوفى السيدة سعاد حقها القانونى كاملا، صحيح من حقها الادعاء المدنى، ولكن حقها جنائيا هو «بيت القصيد»، وتداخل النائب العام منطقى باعتباره محامى الشعب، وسيدة من الشعب تعرت فى واقعة مشينة، استنفرت رفض رئيس الجمهورية من منصته العالية (رئاسة الجمهورية).

وإلى أن يتم إيداع أسباب الحكم ودراسة إمكانية الطعن قانونيا، فليكن معلوما للقاصى فى الفضاء الإلكترونى، والدانى بين ظهرانينا، حق السيدة سعاد محفوظ فى قلوبنا، وترضيتها دين فى رقابنا، وحسنا فعل الأنبا مكاريوس باستقبالها وتطييب خاطرها بعد الحكم، ولها العتبى حتى ترضى وتصفح.

ونشدد على أن احترام القضاء واجب مستوجب، والطعن وجوبى، ولا يزال الأمر بين أيدى القضاء، وسبق أن أدين المتهمون بالسجن عشر سنوات غيابيا (قبل البراءة)، بمعنى الإدانة كالبراءة واردة حسب الأوراق والأدلة.

القاضى قضى بما بين يديه، والحيثيات ستكون بين أيدى الدفاع عن السيدة سعاد خلال ثلاثين يوما، وعلى هدى منها سيكون الطعن الذى نتمناه من قبل النائب العام الذى بتصرفه الطيب طيب الخواطر، وألجم ألسنة الفتنة التى طالت واستطالت لتفتن شبابنا الوطنى، وهم من الوعى الكامل بما يحاط بنا من مخطط خبيث يستهدف العلاقة بين الإخوة فى وطنهم.
نقلا عن المصرى اليوم