المهدي: الألفاظ البذيئة تجمع تعبر عن الرغبة في الاغتيال والتحطيم
كتب – نعيم يوسف
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، إن هناك انتشار وبائي للكلمات البذيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي عام 2012 بدأ انتشار كبير للبذاءة، وهذا يشبه ما كان يحدث عندما يكتب الناس عبارات بذيئة في الحمامات العامة، ويبدو أن هذا انتقل إلى "السوشيال ميديا"، ومن الناحية النفسية هناك غريزتين قويتين، هما غريزة الجنس، وغريزة العدوان، والبذاءة تجمع بينهما، ولذلك فإن أكثر الكلمات البذيئة لها علاقة بالأعضاء الجنسية أو العنف، والرغبة في الاغتيال والتحطيم، وهذا نفس الآلية الموجودة في الاغتصاب والتحرش.
أين الخطر؟
وأضاف "المهدي"، في لقاء مع برنامج "حديث القاهرة" المذاع على قناة القاهرة والناس الفضائية، ويقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، أن الخطر هو انتقال البذاءة إلى بعض الفئات في الطبقات العليا، موضحا أن من يستخدم الألفاظ البذيئة يشعر بهشاشة داخلية، ويشعر أنه أقل من الشخص الآخر، فيرغب في أن يكسره، وهذا يريحه نفسيا قليلا.
أمر غريب
وتابع أستاذ الطب النفسي، أن الإنسان عندما يخرج الشحنة البذيئة يشعر بالراحة النفسية، وبعض الناس يشعرون أنهم أقوياء ومسيطرون ومتحكمون، ويقولون ما يرغبون، وهذا نوع من توكيد الذات، والغريب أن هذا زاد في الأوساط المثقفة والمتعلمة، وبعض المهن كان لها قداسة قديما، وانتشرت بشكل كبير في الجلسات الخاصة بينهم.
حتى بين الأصدقاء
وأكد أن الأصدقاء بينهم وبين بعضهم البعض يمازحون بعضهم بالشتائم والإهانات، لافتا إلى أنه الفترة بعد 25 يناير شهد المجتمع استقطاب شديد وتحولات شديدة، وحتى من لديهم نزعات دينية دخلوا في هذا المجال، وأحد السلفيين قال: "ضاع حق من ليس له سفيه"، مشيرا إلى أنهم زعموا أن الإنسان يجب أن يكون بذيئا لكي يحصل على حقه.
شتائم يعاقب عليها القانون
وشدد على أن مواقع "السوشيال ميديا" تشهد انتشار منشورات بها سباب وشتائم يعاقب عليها القانون، متابعا: "الناس اللي بتمارس الفعل البذيء على السوشيال ميديا تعاني من هشاشة داخلية"، موضحا أن الكلمات البذيئة تعبر عن عنف موجود داخل من يقوله، وهذا يعتبر "بركان" موجوده داخله.
انتشار هذه الثقافة
وأشار إلى أن هذه الثقافة متزايدة فى المجتمع مع انتشار الأغاني الشعبية التي تنقل ثقافة العشوائيات وتوجد في المدارس الأجنبية وحفلات تخرج لجامعات الأجنبية، مؤكدا انتشار هذه النوعية من الأغاني وسط المجتمعية الراقية.