بقلم: دكتور/ مجدى الاشنينى
المستشار الإعلامى ، والخبير الإقتصادى
رئيس تحرير برنامج العائلة المقدسة " قنـاة الفــراعين"
ككل المصريين فى أى مكان فى الدنيا ... أعتز بمصريتى ... ككل مولود على ارض مصر ،،، ... ويروقنى دائما تعبير مصر أم الدنيا ... خاصة لو كنت متغرب عنها فى سفرٍ بعيد للعمل أو للدراسه أو حتى للسياحه ..
ككل مواطن من مصر يميل إلى جزءٍ داخله لايستطيع ان ينساه أو يتناساه ... ففعلاً مصر وطن يعيش داخل كل مصرى... دارت فى خلدى هذه الأفكار ، وتنامت فى وجدانى تلك المشاعر ... إذ هالنى خبر دخول السيد الرئيس مبارك إلى المستشفى ....! ، ووجدتنى أخاف عليها [ ليست غلطه مطبعيه ] فأنا أقصد أم الدنيا مصر ... إذ تذكرت حين مرض مبارك وسافر إلى المانيا ودخل المستشفى للعلاج ،، وظللنا كل المصريين يتمنى شفاءه ، وعودته إلى مصرنا ومصره سالماً .. إذ انه رمز البلاد ورئيسها .. وكنا نخاف على مصر لو فقدناه ؟؟؟
ولكن أرجعنى إلى وعيى خبر حراسته بالمستشفى رهن التحقيق ، وأيضاً إيداع إبنيه مزرعة سجن المشاهير ؛ فتداركت سريعاً أن مبارك بات الرئيس المتخلى عن منصبه الرئاسى بإرادة الثوره .
وإذ لم إسترددت كامل وعيى بعد ... تواتر على مسامعى نغمة هاتفى المحمول تنبئنى بمهاتفة مدحت أخى المتغرب عن مصرنا ومصره ، منذ فتره طويله للعمل فى إحدى البلاد العربيه ...، وتوقعت أيضاً سبب مهاتفته ! ... فغالباً سيهنئنى بخبر قرار السيد النائب العام إجراء التحقيقات مع الرئيس السابق وأسرته ... إذ أن هذه هى المهاتفه الخامسه من مدحت منذ قيام الثوره ...
فالمره الأولى وجدته يهنئنى قائلاً .. مبروك عليكم الثوره ..وإوعوا تضيعوا دم شهدائها هـَـدَر .. ،،،
وتوالت الأحداث ... ؛ وهاتفنى ثانياً ، ووجدته يهنئنى قائلاً .. مبروك عليكم الجيش ..ده هو إللى هايحمى الثوره .. لكن إنتم إللى هاتساندوه لأنهم أبناء شعب مصر .. ،،،
ومرت الأيام وزادت الأحداث ... ؛ وهاتفنى ثالثاً ، وسمعته يهنئنى قائلاً .. مبروك عليكم حكومة الثوره .. على فكره الفريق شفيق شخص ممتاز لكن حكومته ماكنتش حكومة الثوره ... أما حكومة الدكتور شرف ، واضح انها من نتاج الثوره ..؛ ياريت البلد تهدا وترجعوا لأشغالكم .. ،،،
ومرت ايام وتفاقمت أحداث ... ؛ وهاتفنى رابعاً ، وصوته الفرح يهنئنى قائلاً .. مبروك عليكم كنيسة أطفيح .. فعلاً الجيش يستاهل تعظيم سلام ..وطالما وفـّى بوعده فى بناء كنيسة صول ، أكيد هايبنوا مطرانية مغاغه زى ما وَعـَدوا ، وإن شاء الله تصلوا فيها قريـّب .. ،،،
ولم يمر كثير من الأيام إلـَّا وكانت المهاتفه الخامسه - والتى توقعت فيها أن يهنئنى ببدء التحقيقات مع الرئيس المتنحى مبارك - .. ، ووجدته يهنئ بحماس ، وتفائل قائلاً .. مبروك علينا مصر .. فأسعد خبر وصلنى وأنا خارج مصر كان خبر الثوره .. لكن إللى أحسن منه إن مصر رجعت لنا بعد قرار مجلس الوزراء بإمكانية حصول المصريين بالخارج على حقهم فى التصويت وهم فى بلاد غربتهم .. سواء فى انتخاب رئيس الجمهوريه ، أو الإستفتاء على الدستور المزمع إعداده ، وأيضاً الإنتخابات البرلمانيه فى المستقبل إن شاء الله ؛ المطلب إللى طالبنا بيه سنين وسنين وماحدش كان بيسأل فينا ... حقيقى مبروك عليكم ، وعلينا ... فإحنا حوالى عشره مليون مصرى خارج مصر ، لكن مصر أبداً ماكنتش خارج أى واحد فينا ... دى مصر عايشه جوّانا .. ،،،
رديت عليه وقلت له .. مبروك عليكم رجوع مصر ليكم ، وعقبال ماترجعوا لنا ..ترجعوا لمصر ... لمصركم ..مصرنا... ؛ ووجدتنى أدرك أمراً لم يكن يلفت إنتباهى .. ، ففى الخمس مرات التى هاتفنى فيها أخى من خرج مصر منذ قيام الثوره ... كان كل مره يهنئنى بأحد مكتسبات الثوره ، أوتطور نتائجها ، فكان يبادرنى دائماً قائلاً .. مبروك عليكم ........ ، فيما عدا آخر مره قال .. مبروك علينا ........ ، فدون أن يشعر ، وبتلقائيه عفويه غـَيـّر حرفان فقط فى نهاية الكلمه ... ، ولكن ماتغيـّر فى داخلهم معنى آخر لمصر إللى جوانا
ليتنا نعى أننا إستعدنا حرية الحياة ، وندرك أنّ علينا أن لا نسمح بإهدار كرامة أم الدنيا مصر.
استدراك .... هذا المقال كتبته ونـُشِر فى ابريل 2011 ، بعنوان " مبروك عليكم ، وعلينا " .... وبعد جولة الإعاده لإنتخابات الرئاسه 2012 وإعلان النتيجه ... تركت المقال كما هو لقرائته فى جولة إعادة نشره ... وإعلان نتيجه مناسبه لإعلان نتيجة الإنتخابت الرئاسيه ... وهى انى غيرت عنوان القال الى " مبروك عليهم "
eshniny@gmail.com